آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-08:26ص

ملفات وتحقيقات


شجرة "البن" في يافع.. الخوف من الإنقراض

الأحد - 07 يوليه 2019 - 05:37 م بتوقيت عدن

شجرة "البن" في يافع.. الخوف من الإنقراض

يافع (عدن الغد) خاص:

تعد يافع من اهم واشهر مناطق اليمن زراعة لإشجار البن المتميز بجودته العالية وشهرته المتناهية، ويحتل البن اليافعي مكانة رفيعة ومرموقة في خارطة الاسواق المحلية والخارجية لما يتصف به من جودة وخاصة في المذاق والنكهة.

زراعة البن في يافع وجدت منذ القدم وكانت حتى زمن قريب النشاط الرئيس الذي يمارسه اغلب المزارعين في مناطق يافع المترامية، في الوقت الراهن تراجعت وتدهورت زراعة هذا المنتج الاقتصادي الكبير, ما يهدد بانقراضه, ويرجع الكثير من المزارعين سبب ذلك الى موجة الجفاف الذي عانت يافع وتعانيه وهو ما ادى الى تصحر معظم مزارع المواطنين في مختلف مناطق يافع السفلى والعليا.

صحيفة "عدن الغد" سبرت اغوار البن اليافعي وفتشت بين ثنايا الاسباب التي تقف وراءه انحساره وتراجع زراعته وخرجت بهذه الحصيلة.

استطلاع/محمد مرشد عقابي 

المواطن زيد محمد اليافعي يقول : ظهرت زراعة البن في يافع من قبل حوالي 4 قرون من الزمن وتركزت زراعته في المشاتل والاودية المشهورة كالعرقة وطسة وذي ناخب وكان هذا المحصول الى فترات ليست بالبعيدة من اهم مصادر الدخل لأغلب سكان يافع وكانت الكثير من الأسر تعتمد عليه في معيشتها وذلك لما يجود به من انتاج وجودة عالية، اما في السنوات الاخيرة فقد تدهورت المساحات الزراعية التي كانت مغطاة باشجار البن وتقلصت زراعته الى اقل من النصف وانخفض مؤخراً الانتاج الى ادنى مستوياته بسبب موجة الجفاف التي خيمت وتخيم على مناطق يافع وكذلك بفعل عزوف الكثير عن زراعته. 

ويضيف : التراجع في زراعة محصول البن من وجهة نظري ارى السبب الرئيس الذي يقف وراءه هو الجفاف ونضوب الآبار وانخفاض منسوب مياه الينابيع والغيول وزيادة الطلب على المياه اللازمة للاستهلاك الآدمي فضلاً عن مياه الري، ونظراً لنضوب مياه الآبار وقلة الأمطار الساقطة الى الى هلاك المئات من حقول البن خاصة تلك الواقعة في الاودية التي لم تحظ ببناء سدود وحواجز مائية. 

المواطن اشرف عبد المنان اليافعي يقول : حقول البن في اودية وادي الصعيد وحدق وسبيح ومرصع وشيوحة وشعب البارع وظبة ذي ناخب وتلب كانت تنتج افضل انواع البن العالمي اما اليوم فقد اضحت غالبية حقولها اثراً بعد عين بعدما تحولت معظمها الى مساحات متصحرة ولم يتبقى منها سوى القليل ومن هنا ندعوا جهات الاختصاص للإسراع في اتخاذ الحلول والتدابير للحيلولة دون هلاك ما تبقى من تلك المزارع وللحفاظ على اصول هذه الشجرة من الإنقراض، كما نطالب السلطات المعنية في يافع بضرورة اقامة السدود والحواجز خاصة في اودية حمومة ووادي معربان ووادي يهر، ونحب ان نشير هنا الى ان هناك العديد من الاودية التي كانت مشهورة مشهورة بزراعة محصول البن اليافعي قد انتهت هذه الشجرة فيها ولم يعد لها اثر للوجود ومن تلك الاودية وادي رصد وجذة والزغرور والحنشي ومربان وامها حمة وكلسام ورخمة وظلمان وفلسان لهذا ندعوا الحميع للحفاظ على هذا الارث والموروث الزراعي والاقتصادي الاصيل قبل فوات الآوان. 

المواطن عبد القاهر منصور اليافعي يقول : هناك اسباب عديدة ادت الى تهالكت وموت شجرة البن من الكثير من الاراضي الزراعية في يافع من بينها هجرة معظم السكان من فئة المزارعين الى خارج الوطن الامر الذي ادى الى نقص في الايادي العاملة وانعدام الخبرة عند المزارعين الجدد في كيفية تنمية هذا المنتج وطرق الحفاظ عليه، حيث ان يتم حالياً الإعتماد بشكل شبه كلي على النساء للعمل في حقول البن وهو ما ادى الى انحسارة وتلاشيه من غالبية المشاتل والاودية، ضف الى ذلك منافسة شجرة القات لمحصول البن من حيث المردود والدخل المادي للمزارع يعد ايضاً سبباً مباشراً من الاسباب التي ادت الى ضعف انتاجه لكون القات يعود بمردود مادي سريع واكثر من البن كما ان غياب دعم المزارعين وتشجيعهم من قبل الدولة وانجراف التربة وتملحها وضعف الخدمات الارشادية ووسائل الري وكبر سن الاشجار وعدم تجديد الحقول الزراعية تعد من الاسباب وراء اختفاء البن من معظم الاراضي في يافع. 

المواطن ثابت محسن حسين اليهري يقول : هناك آفات كثيرة ظهرت في مزارع البن تسببت في هلاكه من بينها الاختلالات في التوازن البيئي الذي يحدث بين الحين والآخر بسبب انتشار المبيدات الحشرية بصورة كبيرة وعشوائية وغياب الرقابة من الجهات المختصة خاصة على مزارعي شجرة القات التي تعد زراعتها بالقرب من شجرة البن عامل مساعد في انقراضها ومن هذه الآفات الدودة البيضاء وحفارات الساق وصانعة الانفاق والأرضة والخارز وثاقبة الثمار. 

واضاف : يجب على الدولة ان تقدم الدعم والمساندة لجموع المزارعين ويجب ان يكون ذلك الدعم متمثلاً في الاسمدة الخاصة بالبن وكذا تقديم وسائل الري الحديثة وانجاز الدفاعات لحماية ما بقي من هذه الشجرة والمنتج الاقتصادي من الانجراف، كما يقع على عاتق الجهات ذات العلاقة مسؤولية توفير المتطلبات لدعم عملية التسويق حيث يواجه المزارع في حقول يافع صعوبة كبيرة في تسويق محصوله بسبب احتكار وتحكم السماسرة في اسعاره وبالتالي يظل البن منخفضاً لا يوازي صورة تعب المزارع في الاهتمام به وزراعته وهو ما يولد في نفسيه المزارع الإحباط ليضطر مزارعوه تفضيل الهجرة الى دول المهجر بحثاً عن عمل يدر دخلاً كبيراً وباقل جهداً على القعود بإنتظار مبلغ زهيد عائد من محصول البن الذي يكلف الكثير من بذل الجهد والتعب. 

المواطن عدنان سالم بن عبد الله يقول : اذا كانت الدولة تريد استمرار زراعة هذا المنتج الوطني فعليها اولاً ان تساهم بدعم المزارعين من خلال بناء السدود والحواجز العملاقة في الاودية الزراعية المشهورة والمعروفة وعليها ايضاً إقامة الكرفانات الصغيرة التي تعمل على حصد مياه الامطار وحفر عدد من الآبار في الاودية المتوقع وجود المياه فيها وعمل دراسة هيدروجيولوجية لمعرفة مخزون المنطقة من المياه الجوفية واستخدام طرق الري الحديثة وتسهيل الحصول على المواد اللازمة لها ودعم المزارعين وتشجيعهم على استخدامها . 

ومضى يقول : لابد من تعزيز دور الارشاد الزراعي في المنطقة من خلال رفد مكتب الزراعة والري بكوادر جديدة ومؤهلة تأهيلاً صحيحاً ونشر الوعي الارشادي بين اوساط المزارعين لزيادة معارفهم وتنفيذ عدد من الدورات وورش العمل الارشادية للمزارعين لزيادة ورفع مستوى قدراتهم وإكسابهم مهارات علمية وعملية جديدة، وانا اقول انه لا يمكن الحفاظ على شجرة البن إلا من خلال هذه التصورات وهي اولاً الإسراع في عمل مسح ميداني للمنطقة واعداد دراسة كاملة عن الوضع المائي لها لإنقاذ البشر والشجر من هول العطش، ثانياً يجب الإسراع في البحث عن تمويل مشروع تنمية استراتيجي متكامل لانقاذ ما بقي من حقول البن اليافعي من الإنقراض ودعم وتشجيع توسيع زراعته وإعادة مجد هذا المنتج اليافعي من جديد وإحداث نقلة تنموية وقفزة نهضوية وخلق نوع من الاستقرار النفسي والمعيشي لمن يزرعون البن، ثالثاً توجيه نداء عاجل للمنظمات والهيئات الدولية المانحه المهتمة بالجانب الزراعي لمساعدة مزارع البن اليافعي وتقديم دور الإسناد الدعم الفوري له بإعتبار مزارع منكوب ووضع شجرته في غاية الحساسية والخطورة وعلى شفا جرف هار من الإنهيار.