آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

ملفات وتحقيقات


هل تنسحب الإمارات من جنوب اليمن؟

الأحد - 07 يوليه 2019 - 03:39 م بتوقيت عدن

هل تنسحب الإمارات من جنوب  اليمن؟

تقرير / عبدالله جاحب

تردد في الآونة الاخيرة الكثير من الأخبار والأنباء التي لم تأخذ الصيغة والصبغة الرسمية عن انسحاب القوات المسلحة الإماراتية من جنوب والمناطق المحررة. 

تلك التسريبات تكررت بشكل كبير وغير طبيعي، مما فتح الباب أمام الشارع السياسي داخليا وخارجيا لتسليط الأضواء على تلك الأخبار والأنباء التي لم تؤكد صحتها وظلت تترنح بين التأكيد والرفض. 

وكانت تقارير إعلامية، تحدثت عن أن الإمارات كانت قد أبلغت الحكومة اليمنية نيتها سحب جزء من قواتها وبدأت بعملية الانسحاب فعلا. 

وهذا ماتم نفى من قبل مصدر حكومي رفيع في الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليميا  . 

ونفى مصدر حكومي رفيع، عن عدم وجود أي اتصالات رسمية بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن سحب قواتها المشاركة ضمن التحالف العربي في اليمن. 

وقال المصدر للأناضول إنه "لم يحدث أي اتصال بين الحكومة وأبو ظبي بخصوص عملية الانسحاب".

ذلك النفى لم يحسم الأمر من عدمه من انسحاب دولة الإمارات من جنوب اليمن والمناطق المحررة التي تمكث وتستقر فيها وتسيطر عليها سيطرة كلية  . 

تحريك ملف ( الانسحاب) للقوات الإماراتية من جنوب اليمن والمناطق المحررة، لم يولد من فراغ ولم يكن لايثر مالم يحمل الكثير من الخفايا والأسرار خلفه .

فماذا يحمل انسحاب القوات الإماراتية في طياته،وهل تنسحب الإمارات من جنوب اليمن فعلا. 

هل تخرج الإمارات ( خلسة  ) من الباب الخلفي وترك السعودية تصارع التمدد الفارسي    

يتخوف الكثيرون بعد اربع سنوات ونيف من التحالف العربي الإماراتي السعودي، ووصول عاصفة الحزم والعزم إلى عامها ال ( الخامس)، من مباغته الإمارات لحليفه الاخوي والشقيق والجار جغرافيا، والتسلسل خلسة من الخلفي والانسحاب، التي تشكل جزء من تحالف بقيادة السعودية لقتال مليشيات الحوثي التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد بدعم من ايران. 

لم يصدر حتي الآن تعليق رسميا على عملية الانسحاب فعلا، ولكن كل الملامح والمعالم تؤكد حدوث ذلك  . 

قد يسبب انسحاب وخروج القوات المسلحة الإماراتية في هذا التوقيت كثير من المنغصات والمشاكل للقوات السعودية، والتي توكل مهمة حماية وسيطرة  جنوب اليمن للقوات الإماراتية  . 

وقد تحدثت ايكوميست عن أنسحاب القوات المسلحة الإماراتية وتطرقت إلى ذلك، ووضعت عدد من الاسباب والمسببات، وعدد من المؤشرات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وارجعت ايكوميست السبب المباشر لإنسحاب الامارات من اليمن هو الخوف من ارتفاع حدة الصراع مع إيران. وقد تزايدت حدة التوترات بشكل متصاعد منذ انسحاب أمريكا في العام الماضي من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2015 والذي فرض قيوداً على البرنامج النووي الإيراني.

 وقد تعرضت أربع ناقلات نفط لعمل تخريبي بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في شهر مايو الماضي. وألقت أمريكا باللوم على إيران وفي إشارة إلى قلق بلاده من الموقف الامريكي، قال وزير الخارجية الإماراتي: "إنه من المبكر للغاية إلقاء اللوم على احد." وفي رد مسؤول دفاعي غربي على تصريحات وزير الخارجية الاماراتي قال: "ان الإمارات تصرفت بهدوء لأنها تدرك مدى ضعفها". 

والشيء الأكيد ان الإمارات كانت تنوي الانسحاب من اليمن قبل نشوب الأزمة الاخيرة، وذلك لانها تشعر بالقلق من الثمن الذي قد يلحق بسمعتها بسبب الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وتسببت في تفشي المجاعة والكوليرا، الجديد بالاشارة ان مجلس الشيوخ الأمريكي صوت الشهر الماضي لمنع صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. اضافة الى ذلك فقد تسببت الحرب في حدوث إنقسام داخل الإمارات، كون إمارة دبي غير راضية عن التكلفة المالية الباهظة للحرب.

 

ويشعر العديد من الإماراتيين أن القتال قد انتهى، وعلى الرغم من أن جيش الإمارات العربية المتحدة أصغر بكثير من جيش المملكة العربية السعودية ، الا انه يعتبر الشريك الأكثر أهمية في التحالف، كونه قوة قتالية أكثر قدرة، وقامت القوات الاماراتية بمعظم القتال العنيف على الأرض في جنوب اليمن، في حين اكتفت السعودية بتقديم الدعم الجوي والذي في كثير من الأحيان كلن غير فعال.

 

لا يتمتع الحوثي بشعبية كبيرة في الجنوب، ويبدي الجنوبيين إنزعاج من السيطرة الشمالية (جنوب اليمن كان دولة منفصلة حتى عام 1990)، سيكون من الصعب طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء ومن المرتفعات الشمالية (صعدة) حيث نشأت حركتهم. وتوقف هجوم قوات التحالف على ميناء الحديدة الغربي، بعد ان توسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار. وبعدم قدرتها على التقدم (ميدانياً) سعت السعودية مؤخراً دون اي نجاح للتفاوض حول اتفاق سلام. وبدون دعم الإمارات، تبدو آفاق النصر السعودية بعيدة المنال. 

كل ذلك وان حدث حسب ما ذكرته ( ايكوميست)  قد يمهد لتسلل خلسة من الباب الخلفي والانسحاب الإماراتي، وترك السعودية تصارع وتواجه مصيرها في خوض غمار المعركة وحيدا ضد التمدد الفارسي الإيراني  .  

هل يسعي الإخوان  لخروج الإمارات وفتح الأبواب للحوثي نحو الجنوب  

 تسود العلاقة الإخوانية الإماراتية منذ انطلاق عاصفة الحزم والعزم، وبعد تحرير المناطق الجنوبية وسيطرت القوات الإماراتية على المحافظات الجنوبية  ،  حالة من التوتر وعدم الرضى من قبل الإخوان المسلمين على كل تحركات وخطوات القوات الإماراتية  .  

ونعكس ذلك انعكس سلبياً على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وإقليميا، التي يسيطر عليها الإخوان المسلمين  . 

فقد تعرضت الإمارات لحملة إعلامية شرسة من اطراف اخوانية تستظل تحت سقف ومظلة الحكومة الشرعية اليمنية  . 

وانعكس ذلك  على الخطاب الإعلامي الشرعي الحكومي، حيث ان الكثير من الأجهزة الاعلامية انخرطت في تلك الحملة  بشكل ممنهج ومتناغم مع الاعلام الإخواني  . 

ويرى السواد الأعظم ان الإخوان المسلمين وضعوا فجوة كبيرة جدا بين الرئيس هادي وحكومته الشرعية وتحطيم جسور التقارب والتناغم على أرض الواقع السياسي والعسكري والدبلوماسي  .  

وزاد حدة وغضب الإخوان المسلمين عقب الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء د / معين عبدالملك والوفد المرافق له في ١٤ يوليو ٢٠١٩ م  . 

يسعى الكثيرون من الشرعيون المحايدون في الحكومة الشرعية اليمنية الى ترميم ولملمه ومد جسور التقارب والتناغم بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات  ،  بينما الكثير من المحللين ان ذلك لايروق الإخوان المسلمين التي تشن حملة مسعورة ضد التواجد الإماراتي وتسعى إلى خروج وانسحاب الإمارات بهدف فتح المجال أمام ( الحوثيين)  في سبيل الوصول إلى المناطق الجنوبية المحررة   .  

فهل يسعي الإخوان لخروج الإمارات بهدف فتح المجال أمام الحوثيين للوصول إلى المناطق الجنوبية المحررة أمام حقداً وكيداً في الدور الذي تقوم به الإمارات للمحافظة الجنوبية   .  

هل يمهد انسحاب دولة الإمارات لإعلان دولة الجنوب  

يذهب الكثيرون بأن أقدام دولة الإمارات على خطوة الانسحاب من المناطق الجنوبية المحررة، وتحديدا التي كانت خاضعة للدولة الجنوب ماقبل العام 1990، تهدف إلى أنها الاستراتيجية الإماراتية التي وصلت من أجلها إلى المناطق الجنوبية المحررة، من خلال اعداد وتهئية القوات الجنوبية التي حمل وتهدف إلى مشروع الانفصال  ودعمها بالسلاح والعتاد والمال.  

وقد ترى دولة الإمارات المتحدة بأن دورها قد إنتهى وحان دور القوات الجنوبية التي إنشاءها لهذا الغرض  . 

من خلال تشكيل قوات الأحزمة الأمنية في العاصمة المؤقته عدن، والنخب العسكرية في شبوة وحضرموت  . 

وحان الوقت والدور لتسليم تلك القوات زمام الأمور  .  

من جهته قال مصدر عسكري في الحكومة اليمنية، إن الإمارات سحبت جزءا من معداتها، في مناطق لا تمثل لها حضورا محوريا، مثل سحب منظومة الدفاع الجوية "باتريوت" من منطقة صرواح غرب مأرب. 

وأشار في حديث للأناضول، إلى أن عددا من الدبابات والمدرعات التي كانت تتمركز في ميناء عدن، جرى سحبها، فيما لا يزال الميناء بالكامل تحت سيطرة الإماراتيين، من خلال قوات الحزام الأمني الموالية لهم. 

وأضاف "من المؤكد أن استراتيجية الإمارات في الوقت الحالي، اعتمادها بشكل كبير على القوات الموالية لها التي تتحكم عبرها بالأوضاع في اليمن، ولذا لم تعد بحاجة إلى نشر قوات بعدد كبير لها في اليمن، والحرب ضد الحوثيين لم تعد أولوية لها". 

وأكد المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن الإمارات تسعى إلى السيطرة على كل المحافظات التي كانت تابعة لدولة الجنوب، قبل توحيد البلاد عام 1990، ما قد يرجح أنها تتجه إلى دعم انفصال البلاد. 

وكانت تقارير إعلامية، تحدثت عن أن الإمارات كانت قد أبلغت الحكومة اليمنية نيتها سحب جزء من قواتها وبدأت بعملية الانسحاب فعلاً.  

فهل تسعى الإمارات المتحدة لتسليم الجنوب إلى القوات الجنوبية،  ويكون انسحابها انتهى دورها وبداية بزوغ الدولة الجنوبية وانفصال الجنوب عن الشمال  .