آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-10:40ص

أدب وثقافة


سيرة ذاتية.. أنا والحياة عبدالله سالم باوزير

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2011 - 10:32 ص بتوقيت عدن

سيرة ذاتية.. أنا والحياة عبدالله سالم باوزير
الفقيد عبدالله سالم باوزير الى جانب مجموعة من الأدباء اليمنيين خلال فعالية ثقافية

تغطية خاصة بمناسبة ذكرى وفاة القاص عبدالله سالم باوزير

الشهر القادم وتحديداً في الـسابع منه تحل علينا ذكرى هامة قد يكون الكثير من الناس نسيها أو تناسها مع زحمة الأحداث الحاصلة اليوم في اليمن ، لكن عند كثيرين سيكون لهذه الذكرى وقع كبير في النفوس وأهمية بالغة لن ينسيها إياهم شيء ..

الذكرى هي ذكرى رحيل احد ابرز أعمدة الأدب والفكر في اليمن في العصر الحديث وهو الأديب والقاص "عبدالله سالم باوزير" الذي ستحل علينا في السابع من أكتوبر القادم ذكرى وفاته السابعة ..

 

ووفاء من "عدن الغد" لهذه القامة الأدبية الباسقة وعرفانا بما قدمه من أدب جميل طوال رحلته الأدبية التي استمرت عقود طويلة  يعيد "عدن الغد" نشر عدد من الأعمال الأدبية التي كتبها الفقيد  وأعمال أخرى تحدثت عن أعماله وسيرته الذاتية .

 

 

 

*محمد حسين بيحاني

كان من الطبيعي أن تستأثر غيل باوزير ومدينة عدن بمعظم فصول السيرة للاستاذ القاضي اليمني الكبير عبدالله سالم باوزير -رحمه الله- فقد عاش في  طفولته وصباه وتشرب المكونات الأولى لشخصيته وعاش في الثانية زهرة عمره وسنوات نضجه وصعود نجمه كأديب يشار إليه بالبنان، لم يعش في غيل باوزير الا خمسة عشر عاماً من عمره منذ ولادته بها في 30 مارس عام 1938م ثم غادرها إلى عدن ودخل في عامه السادس عشر وكان ذلك عام 1954م واذا كان قد اسلم الروح في عدن 7 اكتوبر عام 2004م فإن نصف قرن كامل من الزمان يكون قد مضى عليه هناك، لم تقطعه إلا فترتان عاشهما في محافظة حضرموت.

فن السيرة وفن القصة

السيرة الذاتية- وهي ما يكتبه شخص ذو مقدرة كتابية ما عن حياته، فن أدبي معروف ينتمي الى فن السيرة في اطارها العام الذي يتناول حياة الافراد ذوي الادوار المتميزة أو التجارب الخاصة في التاريخ والمجتمع، ويمكن أن نعد هذا الفن، أي فن السيرة عموماً فناً حديثاً اذا أخذنا بعين الاعتبار تلك المقومات والعناصر الفنية التي اكسبته تميزه عن الألوان المشابهة من الكتابة التي وصلت الينا عبر العصور والتي تعني بتاريخ ورصد المآثر و التجارب الانسانية الفردية لبعض الشخصيات المهمة في التاريخ، سواء في السياسة أو العام أو الحرب أو غير ذلك من مجالات النشاط الانساني.

 

 ولا غرو أن تلك المقومات والعناصر الفنية المقصودة هي ذات صلة وثيقة بفن القصة، حيث أن الفنين -فن السيرة وفن القصة- كليهما ينقلان لنا صورة من الحياة اذا كانت تستند على الواقع في الاساس، إلا أن فيها قدراً من الخيال قد تزيد جرعته أو تنقص، وقد يتمثل على أقل تقدير في طريقة الصياغة والعرض، وعملية الانتقاء والحذف، ونقل الحوار وغير ذلك من الامور التي لا يمكن أن تكون محكاة مطابقة للواقع حتى في اكثر انواع السيرة دقة وأمانة تاريخية.


ولا شك أن هذا الارتباط والتمازج بين «فن السيرة وفن القصة» هو الذي اغرى أستاذنا الراحل عبدالله سالم باوزير بكتابة سيرته الذاتية، فهو كاتب مفتون بالقص كما وصفه احد النقاد.

وهو وإن كان قد اختار أن يكتب سيرة ذاتية مباشرة يتحدث فيها عن نفسه بصيغة المتكلم، ويصرح فيها غالباً بالاسماء الحقيقية للشخصيات والاماكن التي عايشها، ولم يفعل ما فعله كثير من الادباء من استخدام التمويه القصصي في عرض احداث حياتهم، إلا ان سيرته الذاتية يمكن أن ينظر اليها باعتبارها مجموعة قصص قصيرة من اجمل ما صدره الكاتب في هذا الفن.

 وقد نشرت كثير من فصول السيرة مستغلة على أساس أنها قصص قصيرة، خاصة الفصول التي وردت في الجزء الثالث من الكتاب، الذي يحمل عنوان (شخصيات في حياتي)، إنه الكتاب باجزائه الثلاثة وبمعظم فصول السيرة في قصة حياة متصلة الحلقات والفصول المكتوبة في نفس واحد «عبدالله سالم باوزير» الأديب القاص والكاتب المتمرس، الذي يعي تماماً ما يفعل يعطي نفسه الحرية الكاملة في اخراج سيرته بالصورة التي تحلو له وبما يعطيها تفردها الذي تتميز به عن باقي السير الذاتية و«سيرة ذاتية أنا والحياة عبدالله سالم باوزير».


رحم الله الاديب القاص اليمني الكبير الاستاذ «عبدالله سالم باوزير» رحمة الابرار، فقد كان علَّامة مضيئة من علامات الادب اليمني الرفيع والاخلاص للقيم الانسانية النبيلة.