آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-08:35م

ملفات وتحقيقات


ثلاث سنوات على رحيل ملك الأغنية اللحجية.."فيصل علوي"..الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس..

الخميس - 07 فبراير 2013 - 01:49 ص بتوقيت عدن

ثلاث سنوات على رحيل ملك الأغنية اللحجية.."فيصل علوي"..الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس..
تمكن فيصل علوي من ان يكون علامة فارقة في حياة العامة من الناس

لحج((عدن الغد)) خاص:

كنت قد كتبت منذ عام هذه السطور تكريما لمسيرة فنان كبير حمل لحج في قلبه البسيط عشقا وأغنية, وأعيد هذا اليوم نشر هذه الكلمات بعد ثلاث سنوات على وفاته وتحديدا في السابع من فبراير..نعيش هذا اليوم ذكرى وفاته الثالثة مثلما عشنا ذكراه الثانية منذ عام وستمر السنوات هكذا دون أن أي نشاط ثقافي وأدبي لمحافظة ذات تاريخ عريق ومسيرة حافلة بالفن والثقافة..

في ظل غياب لدور إتحاد الأدباء والكتاب فرع لحج..وإفتقار مدينة الفن للمنتديات الثقافية والأدبية, لن يذكر تاريخ وفاته الكثيرون هنا رغم أن صوته وأغنيات هي من أولى أدبيات الحياة اليومية في لحج, يبقى النكران والجحود والإهمال هما أشد وقعا وألما من الأمراض التي كابدها الفنانون وهاهم عظماء لحج..من مغنيين وشعراء وملحنين وأدباء يتساقطون تباعا دون أن يكترث لهم أحد لا وقت حاجتهم ولا حتى تكريم بسيط بعد وفاتهم, تأتي عنوة في ذاكرتي الأن كلمات رائعة لعملاق أخر على ما أذكر كلمات للشاعر: "صالح نصيب" قال فيها:

"كرموني ونا عيش بعد الموت ما اشتيش لا برقع ولا ريش..كرموني",,

رحم الله شاعرنا ورحم الله فناننا الرائع ال"الكنج" ..أعيد نشر ما كتبته منذ عام في ذكرى وفاة صوت لحج وشجنها العذب"فيصل علوي":

حين تذكر لحج يحل اسمه في حنايا الذاكرة وعلى ألسنة العشاق والحالمين مقترناً بهذه الأرض الخصبة بالمواهب والإبداع المتعطشة اليوم لرشفة من ود ووفاء وعرفان لكل مثقفيها وملحنيها وفنانيها الذين عشقوها فأنسابت أعمالهم صفحات مشرقة تخلدها ذاكرة الأدب والفن وان خذلتها أو أهملتها بقسوة وجراءة ذاكرة البشر.

 هو صوت تميز رغم وعورة طريق الغناء وهو إنسان لحجي بسيط ربما ليس عليك أن تبذل الجهد الكبير لتدرك ذلك يكفيك فقط الاستماع لصوته..الإبحار في سيل ألحانه,التململ برمال تلك "اللكنة" اللحجية الأصلية والمفردات الدارجة لتدرك عن يقين أن هذا الصوت كان طفرة غنائية وموهبة لن تتكرر.

"فيصل علوي سعد" أو مثلما هو معروف هنا"أبو باسل" من قرية "الشقعة" مديرية تبن ولد في العام1949م وفي العام 1959م التحق بالندوة الموسيقية اللحجية وعمره حوالي"عشرة أعوام" فصدح وقتها بأول وأروع أغانيه"أسألك بالحب يا فاتن جميل" كلمات الشاعر "أحمد عباد الحسيني" وألحان المبدع"صلاح ناصر كرد"وقد سجلها في إذاعة عدن.

كان هذا الفنان علامة فارقة لإثراء وتطوير الأغنية اللحجية حيث يعد واحدا من أهم أعلامها وعمالقتها قد جمعتني به الأقدار منذ أعوام مضت لازلت أذكر ذلك الموقف جيداً حين لوح لي مبتسماً ومشجعاً لطلابي الصغار وهم يؤدون بروفات مسرحية في ساحة المدرسة المطلة على بيته. كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي فقد كانت تلك أول مرة في حياتي أقابل فيها هذا المبدع وجهاً لوجه كما كان ذلك ملهماً لطلابي والذين سارعوا لإنهاء تلك البروفة بحماس شديد.

 منذ ثلاث سنوات وتحديدا في السابع من فبراير 2010م كانت لحج على موعد مؤلم بخبر وفاته في عدن بعد صراع مرير مع المرض, كانت أغانيه وأنغامه تشيعنا كل يوم من عالم أسانا وأحزاننا الى الأرض التي ندفن فيها أذاننا سريعاً متلهفين لنغم يشجينا , قد أبدع الراحل وما تزال أغانيه تمشي على ذات وتيرة الإبداع حتى اللحظة.

هو أشهر صوت غنائي في تاريخ لحج لا بل قد جاوزت شعبيته حدود هذه الأرض ممتدة نحو الإقليم الخليجي ودول المهجر الأوروبي والأمريكي. فغطت شهرته كل مكان فما أن تذكر لحج حتى يذكر أسمه معها.

هو الصوت الذي أشجى لحج وأطرب الناس رغم ظروف النشأة الصعبة وشظف العيش لكن قد نحتت قوة الصوت الجهوري وصلابته وعذوبة عزفه المتميز على"العود" طريقا مفروشاً بالحب والوفاء لكل محبيه ..وعشاق "لحج" الأرض المعطاءة دوماً والخصبة دائماً بالأصوات والألحان وعذوبة الإنسان وبساطته. 

من: شيماء باسيد