آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-10:49ص

ملفات وتحقيقات


في اليمن.. "الفيس بوك" عدو للحكومة والبطالة والعنوسة أيضا..!

الإثنين - 03 يناير 2011 - 05:42 م بتوقيت عدن

في اليمن.. "الفيس بوك" عدو للحكومة والبطالة والعنوسة أيضا..!
في وقت سابق اتهم كاتب يمني كبير في مقال له موقع "الفيس بوك" بسرقة قطاع كبير من القراء عن الصحافة المحلية

خاص- عدن الغد

يقضي محمد شاكر جل يومه أمام شاشة الكمبيوتر متصفحاُ موقعا الكترونيا واحد هو الفيس بوك ومنذ الصباح يبداء يومه وينهيه غالبا مع الساعات الأولى لفجر اليوم التالي.

 

قبل أربعة أعوام تخرج شاكر من كلية العلوم الإدارية  وطوال كل هذه السنوات طرق كل الأبواب لسوء أوضاع اقتصادية تعيشها اليمن البلد الأفقر بين بلدان المنطقة العربية لم يتمكن من التحصل على فرصة عمل.

 

مثل شاكر هنالك مئات الآلاف من العاطلين من الشباب في اليمن الذين وجدوا ضألتهم اخيراً في الشبكة العنكبوتية لقتل الفراغ الذي يعانون منه ومع بزوغ نجم الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك" كان الوجهة الأولى التي توجه إليها كثيرون منهم .

 

يقول شاكر لــ"عدن الغد" فيما كان مشغولا بالتعليق على صورة لاحد اصدقائه :" مثلما ترى بسبب غياب أي فرص للعمل لن تجد هنا أفضل من الفيس بوك لتشارك به ماتريد دونما ان تكون مضطراً لدفع أي ضريبة مخالفة ودون ان تحتاج لجهد النزول إلى الشارع ، هنا الناس يقرأون كل ماتدون ويشاهدون ماتجود به من صور ويسمعون كل لعناتك يقهقه شاكر ضاحكا ويصمت.

 

يشارك آخرون شاكر في رؤيته ويجدون ان الموقع الاجتماعي الفيس بوك قد منح الشباب في اليمن الذي يشهد صراعات متعددة ساحات متعددة من الحرية والتعبير عن الآراء المخالفة دون ان يكون أيا منهم خاضعاً للمراقبة أو المسألة .

 

ينشط الكثير من ناشطي السياسية والحركات المعارضة وأصحاب الآراء الإلحادية والمثليين الجنسيين من اليمنيين على صفحات الفيس الأمر لايبدو مكلفاً للغاية ، صار بإمكانك إنشاء صفحة لك يمكنك من خلالها وبسهولة شديدة مهاجمة الإسلام الدين الذي يعتنقه غالبية المسلمين مثلما فعل شاب من العاصمة صنعاء يحضر الدكتوراه في علم النفس أو مهاجمة الرئيس صالح بصور كاريكاتورية وتعبيرات لايجيز قانون الصحافة والمطبوعات اليمني نشرها لكن وحده الفيس بوك منح كل هؤلا مساحة واسعة ومفتوحة من التعبير.

 

يؤكد شاكر بأنه وحينما يحس بالضجر والغضب من المستقبل ومايعانيه لايتورع عن توجيه انتقادات حادة للحكومة بينها ألفاظ نابية ، وصور هازئة بأعضاء فيها  وكل هذا لايمكن لشاكر ان يكتبه علانية في الصحف أو التحدث باسمه عنها لكنه يقوم بها فقط على ساحات الفيس بوك.

 

خلال العام الماضي تمكن الفيس بوك من الانتشار بين فئة الشباب  في اليمن وأصبحت الإعلانات عن صفحات شبابية بهذا الموقع تملئ جدران ساحات الكليات والمعاهد.

 

وتمكن اجتذاب الآلاف من الشباب في اليمن والذين كانوا يقضون جل وقتهم بغرف الدردشة والمنتديات.

 

تقول أماني سليمان وهي طالبة بكلية الهندسة بجامعة عدن ان الفيس بوك منحها فرصة اكبر للمشاركة الاجتماعية وفتح أفاق واسعة للمشاركة مع المحيط العام .

 

ترأس أماني اليوم تكتلا شبابيا في عدن يناهض العنف الممارس ضد الأطفال المتسولين ،وبدأت فكرة هذا التكتل عبر نقاش مستفيض خاضه عدد من الشباب تعليقا على احد الصور المنشورة في الفيس بوك ليتطور لاحقا إلى إنشاء صفحة خاصة ومن ثم تحول الأمر إلى تكتل شبابي يتمتع بدعم منظمات حقوقية في عدن.

 

لو لا الفيس بوك ماكنا استطعنا انجاز هذا التكتل تقول أماني فيما تهز زميلتها سامية الخضر مؤيدة لحديثها.

 

كان الجو مشمساً وبداء من ملامح شاب في العشرين من عمره انه متعب فيما كان منهمكا  بتوزيع عدد من الأوراق الملونة على طلاب دارسين بكلية التربية بعدن .

 

يشرح محمد هادي وهو طالب بقسم الكمبيوتر مبادرة قال انه تم تدشينها على الفيس بوك هدفها الإعلان عن فرقة مسرحية هو احد أعضائها .

 

بحسب محمد فان الإعلان في الفيس لايكلف فلس ويمنح الموقع الشخص فرصة إيصال الإعلان إلى اكبر عدد ممكن من الأشخاص وإبلاغهم بكل ماهو جديد.

 

قبل سنوات كان يتوجب على هادي التوجه إلى إحدى الصحف المحلية للإعلان عن فرقته الوليدة وربما كان الأمر مكلفا بالنسبة له.

 

ضاحكة تتحدث صديقة أماني سامية وسامية بنفس سن أماني ولها وجهة نظر قد تبدو غريبة في محيطها العام.

 

بحسب سامية فان الفيس صار محط كثير من الفتيات اللاتي يعانين من شبح العنوسة وتؤكد ان عدد منهم تزوجت عبر التعارف على صفحات الفيس بوك، فيما تحاول اخريات نسيان واقع صعب ومرير عبر خلق عالم اخر في الفيس بوك.

 

تقول:" الفيس بوك اصبح  واقع يومي لدى الكثير من الفتيات بين ال 16 وال 30 من العمر لقد سرق اهتمام الكثيرات ،أضحى من المالوف ان تحضر حفل زواج وتشاهد كل فتاة ممسكة بهاتفها النقال مستمتعة بالمشاركة في الفيس بوك وكانها ليست موجودة معنا حسب قول أماني .

 

وبقدر المشاركة الاجتماعية الايجابية التي وفرها الفيس بوك للمشاركين فيه إلا انه أضحى مصدر قلق كبير للحكومة اليمنية وللكثير من الحكومات العربية على حد سواء .

 

دأبت الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية على حجب كافة المواقع الإخبارية والمنتديات السياسة للأطراف المعارضة لها والتي لاتعترف بشرعيه نشاطها السياسي وتعرضت عشرات المواقع الالكترونية التابعة للحراك الجنوبي والحوثيين للحجب عن المتصفحين داخل اليمن.

 

مؤخراً بات من الغير الممكن التحكم في الأمر من خلال خدمات المشاركة التي توفرها صفحات الفيس بوك للأخبار والمقالات المنشورة في الكثير من المواقع المعارضة.

 

وخلال العام الماضي نشطت الكثير من الجماعات المعارضة للحكومة اليمنية على صفحات الفيس بوك ولعل ابرز هذه الجماعات كان "الحراك الجنوبي" خلال العام الماضي نشط الآلاف من أنصاره على صفحات الموقع وانشاءوا عشرات الصفحات الخاصة بدعوات إضراب وتظاهرات دعا لها الحراك،كما ينشط عدد من أنصار الحركة الحوثية على الموقع.

 

 

وكل هذه الأنشطة لم تتمكن الحكومة اليمنية من مواجهتها فهي لاتستطيع الإقدام على خطوة حجب الموقع عن المتصفحين لكي تحد من نشاط هذه الجماعات ولكنها بالمقابل حاولت ان تكرس جهدها من خلال مواجهة هذه الأعمال إعلاميا.

 

من المؤكد ان الفيس بوك سيغير الكثير من أمور حياتنا تهز أماني سليمان رأسها وهي تقول ذلك قبل ان تنصرف وهو ذات مايشعر به آخرون في اليمن أيضا.

 

من فتحي بن لزرق