آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-12:07م

أخبار المحافظات


عندما تنتهي المصالح تبدأ الإقالات

الخميس - 25 أبريل 2019 - 05:18 م بتوقيت عدن

عندما تنتهي المصالح تبدأ الإقالات

كتب / مروان الشاطري

لم أُرِدْ يوماً الحوض في غمار إبداءِ الرأي في التعيينات و التغييرات التي تحدث بين برهةٍ و أخرى هنا أو هناك ، لوجود قناعات لديّ أنّه لابدَّ من إعطاء المسئول الجديد مساحة و صلاحيات و حرية القرار حتى يُثْبِتَ نفسه و يُثبِّتَ معه ركائز الخدمات حول كرسيه الجديد .

وكما أنه لكلّ قاعدة استثناء ، فإنّي أحببت أيضاً أن أخترق هذه القاعدة و أكتب اليوم عن القرار التعسفي الذي طال الهامة والصرح التدريبي و الكادر الطبي الممرض محسن وعيص والمعروف بشيخ الممرضين في محافظة أبين "الشيخ وعيص" القرار الذي قضي بعزله وإقصاءه من إدارة التمريض في هيئة مستشفى الرازي العام م / أبين ونقله إلى إدارة التمريض في مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة ، مجلس الشورى كما يحلو للبعض أن يسميه ! وبعيداً عن الجدل واللغط الكبيران اللذان أثارهما القرار من حيث صياغته الإدارية وسلامته القانونية التي نتركها لأهل الاختصاص فأهل مكة أدرى بشعابها .

لقد شهد الشيخ وعيص حروباً عديدة في الهيئة ودافع عن ممتلكاتها من النهب والتقطع وذادَ عن أصولها مالم يذد سواه وسطر أروع الملاحم في لحظات عصيبة أثناء توليه قيادة مركز الإسهالات المائية في وقتٍ تفشى فيه مرض ( الكوليرا ) في المحافظة يوم هرب الكل عن الهيئة ثَبَتَ الشيخ برفقة مجموعة بسيطة معه , ولقد كان يشرف على مركز الولادة أبان حرب الحوثي والتي شهدت توقفاً للمرتبات و انقطاعاً للتيار الكهربي لأشهر طوال كان الشيخ وعيص يقوم بشراء البطاريات للمصابيح الصغيرة وتوزيعها على العاملين والعاملات ويشد على أزرهم بأنْ ينقذوا أرواح الفقراء من الحوامل والمواليد الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة .

ولا يَسعُني المجال لذكر مؤهلاته ودوراته وخبراته والمناصب التي تقلدها والأعمال الإنسانية والتطوعية التي شارك فيها وشهادات الشكر والإشادة التي حازها , فبعد أن أكل عليه الدهر وشرب وهو متفانٍ ومرابط في موقعه في الهيئة مطورٌ لكل الإقسام التي عمل فيها تاركاً أثراً حسناً في المناصب التي شغرها , ناشراً عبقاً زكياً في نفوس زملائه , وابتسامة جميلة على محيا مرضاه ومرتاديه ، كان الممرض محسن وعيص وكنّا نحن قبله في المجتمع الأبيني ننتظر من السلطات تكريمه و ترقيته و إعطاءه وسام الشرف المهني الطبي للكادر الذي لم و لن يتكرر مثله مرة أخرى ، ولكن يتفاجأ الجميع بقرار إقالةٍ غير متوقع  والذي وصف أيضا بأنّه غير مدرس و ليسَ بالمهني !

لقد تأملنا خيراً في القيادة والتغييرات الجديدة ولكن على ما يبدؤا أنّها تغييرات للوجوه فقط وتبقى السياسات أصناماً قابعة على حالها , والتي تقضي بمحاربة الناجح حتى يفشل و مدارة الفاشل حتى ينجح على حساب جهود الآخرين , ولازلتُ أتمنّى أكون مخطئاً في هذه الخصوصية من مقالي هذا ,

فهل ستعدل الإدارات الموقعة عن قرارها التعسفي ضد الشيخ وعيص ؟
’’ فمن ذا الذي ما ساء قط ومن ذا الذي له الحسناء فقط ’’ !