آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

ملفات وتحقيقات


تقرير:الشمال تُوحده المصالح المشتركة.. والجنوب تمزقه المصالح الشخصية !

الإثنين - 15 أبريل 2019 - 11:53 م بتوقيت عدن

تقرير:الشمال  تُوحده المصالح المشتركة.. والجنوب تمزقه المصالح الشخصية !

تقرير / عبد السلام القيسي:

 

بينما الشمال الممزق بالقبيلة والسلالة وهوامير الفساد كما يظن الكثير وبـ(القبضايات) التي تنتشر في مدينة مثل تعز وهي عاصمة الثقافة أشهرت كامل التيارات السياسية تحالفا لدعم الشرعية، شرعية هادي، وتلى إشهار اتحاد القوى الوطنية السياسية عقد أول جلسة برلمان في سيئون يعيش الجنوب اليمني وضعا هستيريا من الولاءات والتمزقات الإيديولوجية، فالجنوب الذي تربى على الاشتراكية ومشاركة الآخر وجبته الصباحية خضع مجددا للصراعات على مستوى أرضية، حتى الانفصاليون والذين لهم اليد الطولى في عدن، بل الكف الوحيدة، لم يحددوا مصيرهم الوطني حتى الآن لذلك رغم اضمحلال القوى الشمالية وهروبهم الى الخارج وفقدانهم الأرض تستطيع بطاولة واحدة العودة الى صنعاء وعدن لم تعد وهي معهم!.

القبيلة ليست المشكلة

تحدث مهتمون بالشأن اليمني أن القبيلة ليست المشكلة في الصراعات وربما تكون الحل لذا تجد أن الشمال المتشبع بالعرف والتقليد رغم الخصومة المنضوية في نخاع الأحزاب كالمؤتمر والإصلاح وبقية التيارات السياسية ومعاركهم على الصعيدين السلطوي والقبلي التي جلبت المليشيات الى كل فج تلاشت عندما شعروا أن الخطر المحدق بهم لن ينتهي بالتفرق فالمصير المشترك لخصمين يخضعهما لإعادة ترتيب الصفوف وقد قرأنا لدرويش قصيدته التي حكت عن الحفرة التي لو سقطنا فيها مع العدو وهناك أفعى فهل نتعاون لقتل الأفعى وهذا الذي يحدث في الشمال ولذا تسيدت العناصر الشمالية على كامل الحيز التاريخي والجغرافي منذ العصور السالفة فلماذا برأي الجميع فوهات البنادق في الشمال تتحد وقلم الجنوب اليمني- وقد عرف الجنوب بحراكه الثقافي والعلمي منذ أمد بعيد قبل ان يعرف الشمالي كلمة راديو- لماذا القلم الجنوبي ينكسر؟!.

يمتاز الشمال اليمني كما أشار ضرار المخلافي بوحدة أنثروبولوجية فالحروب والصراعات وقد أضاف والأحزاب التي تتصارع ومهدت للحوثي الطريق الى المدائن وحجم الضرر الكبير والمفزع الذي لحق بهم من بعضهم مكنهم منذ أمد ويمكنهم حاليا من التفكير المثمر فمبدأ شماليي اليمن عصفور باليد ولا عشرة فوق الشجرة فماذا لو أن هناك من يحاول اقتلاع الشجرة بالكامل فكيف لا يتحد وكانت تعز وحدها التي تتبع الشمال سياسيا بينما هي طبيعيا في الجنوب قد انتهجت طريقا لعداء بيني وها هي كما نشاهد من تظاهرة المؤتمر يوم أمس تتعلم مما سبق كيفية الترفع على المناكفات فالخيل شعار مؤتمر صالح صهل بالأمس في شوارع المدينة ولو تمعن أحدكم بالحدث لكان غريبا فتعز في سنوات الحرب وأقصد المحاصرة كنت العداء لحزب المؤتمر بتحالفه مع الحوثيين أكثر بكثير من الحوثيين أنفسهم ولو أنك عبرت إبان الحرب عن مؤتمريتك في شارع جمال لقتلوك ورموك في السائلة وفجأة بالأمس ويعرف الجميع أن تعز تخضع عسكريا للإصلاح فتحت ذراعيها ولم نلحظ منهم إلا الجميل ومرت الحشود بتغطية إعلامية من الإصلاحيين وحدث نوع من الألفة في وسائل التواصل بين شقين متناقضين

 

ولتوضيح الطاولة المتآلفة أعتقد أن القبيلة في النسيج اليمني حتمية فلها مزايا كثيرة اذ المجتمع التقليدي يسيطر على كون اليمن دولة تخضع للعرف أكثر من القانون مما جعل زعماء العشائر أشرعة الدولة وقوارب النجاة رغم الهمجيين منهم، فالجمهورية قامت على أكتاف العشائر والمشيخات فالتصادم الذي سوقته لنا الشائعات كان طفيفاً ولم يؤثر في بنية المؤسسة الجمهورية بقدر الشرخ الطائفي الذي ابتدعته البذلات وربطات العنق ومؤتمرات النخبة المثقفة ومنظماتهم والدور العولمي فعلي محسن لم يستهدف بإحداثياته منازل الخصوم وكانت الطائرة تحت أنمله وهذا التجاوز اتخذته تعز وها هي قد ندمت، فشمال الشمال يعرف جيدا أن الإفراط في الخصومة هزيمة ومحسن ليس غبيا لدرجة أن يستعدي القبائل بطوق صنعاء فالطاولة تنتظر لحكمهم جميعا، إنها تنتظر.

 ملوك الطوائف بزغوا من عدن

عندما سقطت غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس شاهدت والدة ابن الأحمر وهو آخر حاكم عربي يبكي مصير الحضارة والتواجد في أندلسيا بعد ثمانمائة سنة فلم تواس ولدها المخلوع بل وبخته بقولها: إبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال. ويحدث في الجنوب أنهم وأقصد ولاة الأمر من أهل المصير الذين صرخوا قبل الحرب وفي عهد السلطة بالانفصال والحراك السلمي أيضا والانتقالي الذي تشكل في أعقاب تحرير عدن بدعم من دول أخرى ولهم كامل الأمر في مدنهم لم يصلوا الى نقطة مفادها ماذا نريد، رغم التناغم ورغم خلو السياق الاجتماعي من التناقضات وعزوف المحافظات الجنوبية عن السلاح إلا قلة قليلة ذهبوا بأكملهم والأرض ممهدة الى السفارات، ثم المطارات، ثم خزائن الدول الكبرى وأفضلهم من بقى في عدن ذهب لنهب الأراضي والبسط والفيد فقط.

 

تثبت الانقسامات المريعة في الجنوب حسبما طالعت ذلك من الرأي العام في السوشيال ميديا أن الجنوبيين خضعوا لنخبة مزيفة مصالحها في أكف الغير ومعلقة من جيوبها بخطاطيف الملوك والأمراء والقادة الى أرسان شتى فهناك حراك باعوم والذي يتبع إيران وهناك الانتقالي بقوته الهائلة ويمضي في فلك الإمارات، وحراك ليس له من الأمر إلا الشعار وحراك سلمي وحراك وحراك بينما هناك من ينادي عدن للعدنيين في عدن وفي حضرموت نادوا حضرموت دولة وزادت حاليا تشكيلات الحرب المناطقية والتي لم تدر العجلة الى الوراء فالجنوبي قبل ذلك لم يفكر بإحالة حديقة ما الى أرضية في التضخم الانقسامي الهائل والعنصرية في أوج تطورها، فكاتب هذا التقرير كاد أن يتشابك مع أحدهم في عدن لابتياعه قنينة ماء (شملان) معتبرا، ذاك العدني، أنها عنصرية للمنتج الشمالي، فلم أخف من الرجل بقدر فزعي من العنصرية ومن المقت الجنوبي للشماليين فيما لن تجد تصرفا جهويا ضد جنوبي واحد ولم نسمع ذات يوم أن مدينة صغيرة كمأرب ولها موارد وثروات تنادي بانفصالها عن الوطن الشمالي بل ولو عن الجنوب حتى، فهذه صورة واضحة تشرح نوعية النسيج الشمالي.

كمية الشحن المناطقي والهالة المليارية التي حصلت عليها القوى الجنوبية أفسدت الطبيعة الحقيقية للجنوب فليس هناك أحداث تؤرخ لهم هذا التمزق فالشمالي يؤيد هادي الذي فرط بصنعاء أكثر من الجنوبي.

تذكرني وضعية الجنوب بحالة الشرق في الفترات الماضية فالسلجوقي كان أقوى بجحافل من الخليفة وتزوج ابنته غصبا ودخل بغداد عنوة ولم ينصب نفسه خليفة فنظام الملك وزير ألب أرسلان المشهور نصحه التهور فلتكن أقوى من الخليفة ولكن لا تكن الخليفة لعدم تقبل عالم الإسلام ذلك ولكونك ستبقى المسؤول الأول والكبير عن وضع المسلمين في كل مكان، لذلك كامل القوى الجنوبية تعرف أنها مفتقدة لكاريزما الحكم وتتذرع بالشرعية والا ماذا تبقى لهادي في عدن لا سيما انه لم يستطع عقد البرلمان الشرعي هناك ولماذا بالوقت نفسه تلازم حكومة هادي مدينه عدن ولهذا تفسير يوضح أنهم في الجنوب علموا بعدم قدرتهم على الحكم فللشرعية التهمة ولنا الفاكهة المسروقة فالشعب الجنوبي يعلم جيدا من هم الذين على رأسه والحاصل تنافر شديد وعدم تكافؤ.

النصر قادم من صنعاء

تمثل صنعاء رمزية كبيرة للشماليين وأذابت همجية الكهنوت فهناك رغم المليشيات وضع في شدة التوافق وتحسد صنعاء عليه لهذا صنعاء لم تحترق بنيران الحرب فهي تركت لهم الباب فقط للهرب وهي أحبت صالح ولم تدمر نفسها ليبقى والإصلاح تخلى قبل ذلك ومضى وتخلى علي محسن من هناك ومضى.. فعلي محسن مع طارق صالح كما أن اليدومي مع البركاني وتخطوا جميعا الحساسية المفرطة وترأس المؤتمر مجلس النواب وترأس المؤتمر القوة الوطنية التي تشكلت اليوم فكلهم فكروا بحساسية الوضع وتخيلوا أن يترأس رشاد العليمي حزب الإصلاح الى جانب بقية الأحزاب الأخرى بينما يفشل الضالعي أن يعترف بقائد من أبين والحضرمي يريد نفسه لنفسه.

والموت القاطن في عدن

عدن ذات المدنية المتكاملة فهي بلا ريف يغذي المدينة بالعصبيات ويمكنهم إتباب الأمن بشرطة فقط ففي الشمال مجاميع الأرياف المسلحة هي من تعبث بالسكينة العامة وتنهب المساحات ولا تخضع لتملكها عصب خشنة للدولة والمؤسسات وهذا الضعف الحكومي لا يستمر والفرق أنه في عدن الأجهزة الأمنية هي من تعبث، من تنهب، من تخرق الأرض تيها وغصبا فالأحزاب شمال الوطن لها خطاب جمعي موحد لكنها تتآمر في الكواليس على بعضها لكن مكونات الجنوب لم تحدد لها بساطا لائقا.

من الجنوب يتوحد الشمال ليعود

في خضم انطلاق جلسات مجلس النواب وفي مدينة جنوبية أشهرت القوى الشمالية تحالفا وطنيا لقوى سياسية بلغت ستة عشر حزبا على رأسها المؤتمر والإصلاح وتجاوزت التيارات خلافاتها الأيديولوجية والمرحلية والدماء وكومة من السنوات القذرة والمنازل المهدمة والقيادات المسفوكة والمناصب المفقودة والفردوس الكلي الذي خسروه وصوبوا تكتلهم وجه غاية كبرى تتيح لهم حرب الاسترداد.

ومن عدن يتمزق الجنوب لينفرط

خرجت مظاهرة في معلا عدن لرفض عودة المؤسسات الشرعية بينما تصيح ذات الأفواه من الفوضى وهذا بيان بحجم الانفراط فكيف تريد عدن من الغد أن يسير لصالحها وفي رأي سياسي كبير له حجمه وثقله يكتب أن الزبيدي رئيسا لعدن، فما هذه المهزلة!! وليعلم هاني أن أحمد علي ومؤتمر الخارج اعترفا بصحة ترؤس صادق ابو راس لحزب المؤتمر رغم معرفتهم أن للحوثيين يدا لكن حفاظا على البيت المؤتمري كما ليعلم كل جنوبي أن الإصلاح أشد كرها في خلدهم لسلطان البركاني ولكن لكسب حليف شعبي كالمؤتمر قبلوا وهاهم قبلوا بالعليمي ايضا رئيسا للتحالف الذي أشهر.

التحالف الوطنيي

وقد فصل في البيان أنه من منطق الضرورة تم تشكيل التحالف وبمنطق السلام كما حرصت المكونات على دعوة كافة التيارات السياسية في الجنوب من حراك وسواه الى الانضمام وهذه توحي بحالة الجنوب الهستيرية والتي في أرض جنوبية تعيد الشمال جديتها لاستعادة الدولة ولن يتحقق الانفصال طالما اتحدت قوى الشمال، فديموغرافيا أثبتوا نجاحهم في ميزان السياسات وفشل الجنوب بذلك الاختبار لكون الجنوبي يرى بعين واحدة فقط.