آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-06:25م

ملفات وتحقيقات


تقرير : هجمة ابادة شرسة تتعرض لها السلاحف في سواحلنا فمن ينقذها؟(صور)

الإثنين - 21 يناير 2013 - 11:27 م بتوقيت عدن

تقرير : هجمة ابادة شرسة تتعرض لها السلاحف في سواحلنا فمن ينقذها؟(صور)
لقطة لبعض السلاحف التي تعرضة لهجمة ذبح شرسة - عدن الغد

عدن / تقرير : فضل الحبـيشي

تواجه السلاحف البحرية على طول امتداد سواحل خليج عدن وحتى سواحل حضرموت وأرخبيل سقطرى هجمة ذبح شرسة , وتتعرض للعديد من المخاطر في مقدمتها الممارسات الخاطئة التي يرتكبها البعض من خلال الاصطياد الجائر لتلك الكائنات التي تعتبر أحد مكونات البيئة وذات أهمية كبرى لما تقوم به من حفاظ على توازن البيئة البحرية والتنوع الحيوي إذ تعمل على تنظيف البحار من الأسماك الميتة وتشكل أحد العناصر الغذائية لأنـواع أسماك القرش إضافة إلى فوائدها المتعددة ذات المردود الاقتصادي باعتبارها أحد مقاصد السياح .

وفي يومي 16 و17 من يناير الحالي قام فريق مكون من جمعـية علوم الحياة اليمنية ومنظمة الخدمات الامريكية لحماية الاسماك والأحياء البرية والبحرية بالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة والهيئة العامة لعلوم البحار بإشراف الدكتور عبدالكريم ناشر الرئيس الفخري لجمعية علوم الحياة اليمنية ممثل الجمعـية لدى المنظمات الدولية الداعـمة لمشاريع حماية الأحياء البرية والبحرية بزيارة عمل ثانية لجزيرة العـزيـزي في منطقة عمران بمديرية البريقة في محافظة عدن التي تعـد من أهم الشواطئ الرملية المهمة لتعشيش السلاحف البحرية وخاصة الصقرية المنقار الفريدة (المهددة بخطر الانـقـراض) حيث تبيــّن أنها تواجه هجمة شرسة وهي في أماكن تعشيشها وتـتعـرض للقتل حتى قـبل أن تضع بيوضها ويتم بيع لحومها لعدد من المطاعم المتخصصة بطباخة لحوم السلاحف في مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد علماً أن هذا النوع بالذات من السلاحف موضوعة على (اللائحة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية البيئة) بسبب تراجع أعدادها تراجعاً حاداً في مختلف أنحاء العالم وبمعدلات تـنبئ بالخطر إذ بلغـت نسبة الخطر 80 % خلال الأجيال الثلاثة الأخيرة نتيجة فقدان السلاحف لكثير من مواطن تعـيشيشها .

وفيما يلي نتائج الزيارة :

1 - التعـرف على مواقع جـديدة لتعـشيش السلاحف في الجزيرة ، بحسب المواقع المضافة في الخريطة التالية المرفق صورتها .

2 – أصبح من المؤكد بأن حجم التهديدات التي تواجهها السلاحف في الجزيرة تـتـزايد يوماً بعد يوم وخاصة الصقرية المنقار من خلال القتل والذبح التي تـتعـرض لها أثـناء صعـودها إلى الشاطئ حيث الرمال لوضع بـيضها ، وذلك ما يؤكده أشخاص كثر يشهدون مثل هذه الوقائع وكذلك من الحالة التي تم اكتشافها في الجـزيـرة والتي توضح مآسيها الصور المرفقة .

3 – يعمد قـتـلة هذا النوع من السلاحف إلى انتـظارها خلال ساعات الليل في الشاطئ لحيـن صعـودها لوضع البيض ثم يعـترضون طريقها ويقوموا بالانقضاض عليها وقـتـلها وسلخها وأخذ لحمها للمتاجرة به ، وبعـد ذلك يقومون بحفر حفـرة في الأرض لدفـنها وطمس بقاياها كي لا يكتشف أثرها أحد ، وقد تم اكـتشـاف احدى تلك الحـفر بالصدفة أثـناء التجول في الجزيرة وبمساعدة أحد الصياديـن المرافقين وتم استخراج محـتوياتها وهذه ماتـبيـنه بعض الصور المرفقة مع هذا التـقرير ، وقد تم التوصل إلى معرفة أن معـظم من يعـتدي على السلاحف هم من خارج المنطقة .

4 – أثناء تواجدنا في الجزيرة تم مشاهدة أحد السلاحف وهي تضع بـيضها في أحد شواطئ الجـزيـرة ، في النقطة التالية :

38P 0468763

UTM 1407802

(وقد تم التقاط مجموعة من الصور والفيديوهات للسلحفاة في الشاطئ للتعشيش نعرض بعضها والبقية مرفقة في الملف ) ـ حسب التقرير .

5 – أثـناء التجول في الجزيرة تم اكتشاف الكثير من الآثار لمسارات وحفر السلاحف والتي تؤكد الصعـود شبه اليومي للسلاحف لوضع البيض وبإعداد كبيرة عما كانت عـليه في الـزيارة الأولى .

6 – إن التعديات أيضاً قد وصلت لنبـش حفـر البـيض الذي تضعه السلاحف واستخراجه منها ويتضح ذلك من بقايا قـشر البـيض المتواجـدة بجانب بعـض الحفـر التي يحفـرها المعـتـدون .

اجـراءات عاجــلـة

ذكـر الـتـقريـر أن وضع الجزيرة حالياً مفتوح لكل المعـتدين على السلاحف وبـيوضها ، ولذلك يجب اتخاذ إجـراءات عاجلة وأخرى على المدى القريب لمعالجة الوضع لحماية السلاحف والموقع الفريد للجزيرة كمكان مهم لتعـشيـش السلاحف الصقرية المنقار قـبل إن تهجـره نتيجة التهديدات التي تواجهها ومن تلك الإجراءات :

1 – تـنفـيذ برنامج رصد ليلي مع مهمة الحراسة من أعضاء جمعـية رأس عمران لحماية السلاحف لمنع صيادي السلاحف من الدخول للجزيـرة .

2 – وضع لوحات إرشـاديـة على بعـض أطراف الجزيرة للتـنبـيه بمنع الاعتداء عـلى السلاحف (أربع لوحات عـلى الأقـل) .

3 – مراسلة الجمعـيات السمكية وجمعـيات الصيادين لتوضيح المشكلة لهم وطلب التعميم على أعضائها بعدم الاعـتداء على السلاحف أو بـيوضها أو مواقع تعـشيشها .

4 – التوجيه بإغلاق الجـزيـرة أمام أنشطة الاصطياد خلال فـترات التعـشيش للسلاحف وأن يكون ذلك تحـت إشراف الجمعـية ، خاصة أن أبناء المنطقة لا يعـتبـرونها منطقة صيد مهمة حالياً ومن يرتادها لا يهدف سوى لصيد السلاحف .

5 – الإسراع بإجراءات إعلان الجـزيـرة كمحمية طبيعـية كي يتم إداراتها وفق خطة إدارية خاصة بها .

من جهته أوضح المهندس فيصل الثعـلبي مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة فـرع عـدن إن أهـم أنواع السلاحف البـرية والبحرية المتواجدة في العـالم ثمانية منها خمسة أنواع تـتواجد في خليج عـدن والبحر الأحمر وهي الخضراء وصقرية المنقار وكبيرة الرأس والزيتونية والجلدية وأن هذه السلاحف تسبح لمسافات طويلة من أماكن تـغـذيتها إلى الشواطئ التي تقيم فـيها أعشاشها لوضع بيضها .

وأعـتبر الثعـلبي الإنسان أبـرز وأخطـر المهدديـن للسلاحف المتواجدة في سواحلنا والمتهم الأول إلى جانب تلوث البيئة البحرية بالزيوت النفطية والمواد الكيماوية والبلاستيكية وغـيرها من الملوثات لذلك استوجـب على الجهات البيئية وذات العلاقة والاختصاص بذل الجهود لمنع هذا الاعـتداء والحفاظ على السلاحف والعمل على زيادة أعدادها من خلال الحفاظ على أعـشاشها وبـيوضها . مشيراً إلى تزايد تعـرض هذه الكائنات للاصطياد من قـبل الكثير واصطيادها بالشباك وذبـحها وبـيع لحومها ما أدى إلى تـناقص أعدادها بصورة .

وأكد الثعـلبي على أهـمية دور المجتمع المحلي في حماية السلاحف ومواقع تعـشيشها لافتاً إلى أنه تم تأسـيـس جمعـية رأس عمران لحماية السلاحف بالـتعاون مع جمعـية عـلوم الحياة اليمنية ومنظمة الخدمات الامريكية لحماية الأسماك والأحياء البرية والبحـرية بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة والهيئة العامة لأبحاث عـلوم البحار في عـدن , كما أنه تم يوم الخميس الموافق 17 يناير 2013 م عقد الاجتماع التأسيسي لجمعـية خور عميرة لنفس الغـرض عـلماً أن منطقة خورعـميـرة التابعة لمحافظة لحج تعـتـبر من أهم البـيئات الخاصة بتـغـذية السلاحـف البحـرية .

وأفاد أن أبـرز مهام تلك الجمعـيات :

ــ منع أي شخص من القيام باصطياد السلاحف بالشباك أو بيعها أو ذبحها .

ــ رفع الوعي في أوساط سكان المنطقة بضرورة التعاون للمحافظة على السلاحف البحرية وحمايتها .

ــ التعاون مع الجهات الحكومية وغـير الحكومية المعـنية بحماية الأحياء البحرية .

ــ إبلاغ الجهات الرسمية عن أية مخالفات تتعـلق بإلـحاق أي أذى بالسلاحف البحرية .

من جانب آخر أظهرت الجمعـية اليمنية لعلوم الحماية في إحصائيتها الأخيرة العام الماضي وجود آلاف السلاحف في سواحل محافظات عدن وحضرموت ولحج وأرخبيل جزيرة سقطرى وحظيت بالإشادة الدولية في ( المؤتمر الدولي للسلاحف ) الذي أنعـقد في مدينة فرانكفورت الالمانية بمشاركة 70 دولة بينها عـدد من الدول الأوروبية وحضور ومشاركة مملكة البحرين التي ترعى المركـز العالمي للتراث البيئي والأحياء المائية المتـنوعة .

وجدير بالإشارة إلى أن جمعـية عـلوم الحياة اليمنية ومنظمة الخدمات الأمريكية لحماية الأسماك والأحياء البرية والبحرية (f.w.s) ستـنفذان خلال الفترة القـريبة القادمة برنامجاً عملياً لحماية السلاحف البحرية في سواحل محافظتي عدن ولحج بالتـنسيق مع المجتمع المحلي وكانت هاتان المنظمتان قد بدأت أنشطـتها في شهر يونيو عام 2012 م من خلال فـرق عمل متخصصة تم تشكيلها من محافظات عدن ، حضرموت ، وسقطرى .