آخر تحديث :الأربعاء-22 مايو 2024-06:33م

ملفات وتحقيقات


أحمد علي قاسم.. فنان عدن الأصيل الذي فقدناه

الجمعة - 16 سبتمبر 2011 - 12:54 ص بتوقيت عدن

أحمد علي قاسم.. فنان عدن الأصيل الذي فقدناه
الفقيد احمد علي قاسم خلال فعالية فنية قبل سنوات

عدن ((عدن الغد )) خاص:

 

كتب/لبنى الخطيب

 

في موكب جنائزي حزين ظهر السبت 10سبتمبر2011م   ودعت  عدن بعد الصلاة على روح فقيد الحركة الفنية والإعلامية في عدن  و اليمن  الفنان الكبير احمد علي قاسم عن عمر ناهز 68 عاما  ، بحضور لفيف من الأهل والأصدقاء و محبي الفقيد الكبير للتعبير لوفائهم  له في زمن أصبح الجحود و للأسف سمة البعض .

الفنان و الإعلامي أحمد علي قاسم   من  أسرة معروفة في عدن و شقيقته الرمز والقامة التربوية الشامخة الأستاذة زينب علي قاسم تربوية الأجيال في زمن وهج التعليم والتربية في عدن يرحمهما الله جميعا.

 

عرفت أنا  برحيله  بالصدفة ظهر الثلاثاء  رابع يوم لوفاته ، أخبرني  الأستاذ ماهر علي قاسم  و أنا في إحدى ممرات مبنى ديوان جامعة عدن ، و صدمت بالخبر  وللأسف الكبير لم يعمم على الملا ، و عند بحثي في محرك "جوجل " عن الفنان الفقيد أحمد علي قاسم  وجدت تعزيتين فقط ومن القلب يشكروا عليها    إلاخوة  في  موقع اليكتروني " لأبناء الجنوب " و أخر  في صحيفة "أخبار اليوم " بقلم الزميلة أمل عياش الوفية للفنانين، كما وجدت أخبار و  فيديو لعدد من أغانيه و معلومات أخرى.

 

أين إعلامنا الرسمي؟؟ الذي عملت أنت في إحدى قنواته "تلفزيون عدن" العريق في زمنه و شغلت أخر منصب نائب مدير عام البرامج حتى تقاعدك منه، لا تعزية   رسمية أو   وجهات أخرى أسوة ببعض الفنانين الذين لا أعلم لماذا يحظوا  بها ؟  و في مختلف وسائل الإعلام رغم أننا جميعا  أبناء - تسعة أشهر و وطن واحد – و لكم نفس الباع وربما أكثر  ، و عندما تكون معايير الوفاء بتميز بين  أهل الفن أو إي مجال أخر هي التي تستفز من يعرف قيمة أي إنسان أبدع و قدم و أفنى حياته ولم يكافئ إلا بالجحود والنكران   .

 

و الذي يحز في النفس أكثر نسمع  هناك من يعض أصابعه ندما وقهرا على فراق المبدعين ،  وبخلوا عليهم  في حياتهم  بالوفاء  الحقيقي  ،بتقديم الدعم المستطاع  للعون أو مسحة حنونة و زيارة للبيت هي وقفة إنسانية يشعر بها  هؤلاء في حياتهم ، ونسأل أنفسنا متى أخر مرة سجل أغنية الفنان أحمد علي قاسم للتلفزيون في عدن و هو بيته الأول أو لتلفزيون  صنعاء و الإذاعة؟ لا نعلم لان الروتين السخيف في السماح بتسجيل الأغاني معقد كثيرا و لابد من أخد الموافقة من صنعاء وتحمل مشقة ذلك بالانتقال والصرفيات ، وكم فنان مخضرم وشاب في عدن  منتظر رحمة وزارة الإعلام ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون  للبث في ذلك !! .

 

و متى  وجدنا من يساند   كبار القامات التي أفنت حياتها وبتخصصات مختلفة  لن نسمع كل يوم من يفارقنا منهم بالموت قهرا أو المعاناة فوق فراش المرض والشواهد كثيرة على ذلك و أمام أعيننا  ، و على جهات الاختصاص المسئولة  أن يكونوا قريبين منهم ويلتمسوا حاجتهم في الحياة  وليس العمل بمبدأ " شيلني أشيلك " ، و لا ينفع الندم بعد الرحيل وتجهيز أي إحتفائية أو كتاب في ذكرى الأربعينية أو السنوية ، أو  حتى المواساة بحضور العزاء وإن  وجد من حظ أهله مبلغ رمزي  و قيمته طبعا تتفاوت من شخص إلى أخر من قربه لأهل القرار والمزاج ، و للأسف كل هذا لن يلمسه المتوفي ، وهو من تمنى في حياته كلمة طيبة تمسح همومه في  الزمن الردئ .

 

و الفنان أحمد علي قاسم لمع نجمه في سماء الأغنية في عدن وهو من الجيل الرابع للفنانين الذين ظهروا في الساحة الفنية فيها  ، وتألموا من عرفوا الخبر و أكثر من لم يسعفهم الوقت بمعرفته  لحظتها لإلقاء نظرة الوداع على روحه الطاهرة ، التي لم يمهلها القدر  للوداع نتيجة إصابته بذبحة صدرية فجأة، و لم يلحقوا أبنائه يعملوا له جهاز تخطيط القلب" الإيكوا " الذي وصى به الطبيب الاختصاصي و  صادفت إجازة الأسبوع ، ثلاثة أيام عانى فقط و مقدر من الله ولا اعتراض عليه .

 

 أبو أسامة يرحمك الله وفي مجلس عزائك  تجمع  العديد في سراديقه  (المخدرة ) التي نصبت أمام بيتك في حي الوحدة السكنية بالمنصورة " عدن "و حضره الكثيرون  لتقديم واجب العزاء والوفاء  لأنجالك  أسامة ، أديب ، أمجد  و بقية أفراد  الأسرة ،و أجتمع محبيك وفنانين زاملتهم وسرتم معا في طريق الفن والإعلام كثر  و منهم المخرج الإذاعي و  التلفزيوني المبدع محمد محمود سلامي  والفنان الكبير والقدير فؤاد الشريف المنلوجست الشهير في عدن في زمن الفن الذهبي ،و من الجيل الفني الذي سار على درب الغناء و أبدع كذلك في الكتابة البحثية والنقدية في مجال الفن و الغناء في صحفنا اليمنية  الفنان و الملحن عصام خليدي ، و من جيل الشباب الذين دعمتهم وساندتهم في الغناء نجوان إبن الفنان الفقيد وطيب الذكر  شريف ناجي  ، و كثر حضروا مجلس عزائك لا يتسع المجال هنا لذكرهم  و من  بادلتهم الوفاء و وقفت إلى جانبهم  ، و كما حدثني نجوان عنك بألم وحرقة لفارقك وكذا الفنان جعفر عبدالوهاب" شادي الجنوب " عندما أبلغته بنبأ وفاتك وحضره بعد ذلك و سعد برؤيته أسامة  كما سعد بالجميع لوقفتهم الطيبة معه وخاصة الإبن و الصديق الأخ  نزار القيسي  في هذا الإختبار الإلهي والمحتوم على خلق الله   .

 

 لم أعرفك عن قرب ولكن أنت القريب منا  كبرنا  و شبينا للإستماع لأغانيك و مع الصباح الباكر  قبل الذهاب للدراسة أو العمل بالاستماع لإذاعة عدن و يا من  تغنينا بأغانيك  من  ألحان عدد من كبار الملحنين الفنانين الكبار محمد مرشد ناجي ،محمد محسن عطروش ، محمد أحمد محسن (المحسني) وغيرهم  أغانيك راسخة في أحاسيسنا وعواطفنا ومشاعرنا منها  "متى يا هاجري عينك تراني ، ريح الشروق ،  أنا أترجاك ، غيرني الحب،دار الحبايب".

 

أسامة  يبكيك بحرقة وكل الأبناء و الأسرة  و يعتزوا  و يفتخروا بك حيا و ميتا ،وأنت تاج على رؤوسهم و هم أكبر ثروة لديك ، وجمهورك الذي يحبك رأسمالك الوحيد ورَثتهٌ لأبنائك وأسرتك

 ، بسمتك لا تفارق وجهك كما أخبرني  كل من عرفك أحببت الجميع يا أبو أسامة و بكل ود و إخلاص رعيت الصداقة والمعروف  .

نم قرير العين و ليسكنك الله فسيح جناته ويلهم اهلك وأصدقائك ومحبيك وأهل عدن و من عرفك من اليمن الصبر و السلوان وكلنا ذاهبين لدار البقاء الأبدي من دنيتنا الفانية التي أعمت بصيرة البعض  قبل البصر و هناك يوما للحساب -إنا لله و إنا إليه راجعون- .

 

نشر بالتزامن مع صحيفة الطريق