آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-10:59م

أخبار وتقارير


هل تكرر الشرعية خطأ سابقيها في بناء الجيش ؟

السبت - 09 مارس 2019 - 06:49 م بتوقيت عدن

هل تكرر الشرعية خطأ سابقيها في بناء الجيش ؟

(عدن الغد) خاص: محمد القادري

 

يتساءل الكثير عن سبب سقوط الدولة بسهولة في أيدي ميليشيات الحوثي عند قيامها بالانقلاب ، ويرجح البعض ان سبب ذلك كان عدم تأسيس جيش وطني تربى على الانتماء للوطن منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م, حيث اصبح الكثير من افراد الجيش يقاتلون في صفوف الانقلاب ضد الدولة.

 

الجيش الذي تم بناءه منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م/ حتى قيام الانقلاب الحوثي عام 2014م/ لم يكن جيشاً يتبع الوطن ، وانما يتبع اطراف متقاسمة في السلطة فتقاسمت المؤسسة العسكرية ،

يقول الصحفي محمد القادري تم بناء جيش يؤمن بتبعية الاطراف ويدين بالولاء لمكونات سياسية ،

ويوضح الصحفي: عندما تختلف تلك المكونات المتقاسمة للجيش والسلطة يحدث الصراع والانشقاق العسكري وتدخل البلد في دوامة تفقد فيها المصلحة العامة وتسيطر عليها الفوضى والتدهور الاقتصادي والامني والاداري.

وحذر خبراء عسكريين عبر منصات التواصل الاجتماعي من تقاسم الجيش عندما يتم التقاسم في السلطة بين اطراف سياسية  ويشار ان تكون المؤسسة العسكرية خالية من الحزبية والمحاصصة الحزبية وغير متدخلة في اي تغيرات سياسية تفضي لأن تجعلها ضمن حلول تقاسم وتوزيع بين اطراف متصارعة .

 

جيش موحد

عندما يكون هناك جيش موحد غير منقسم التبعية للاطراف السياسية ، هنا سنضمن استقرار الوطن وعدم تأثيره بأي اختلافات سياسية بين الاطراف كون الجيش بأكمله سيتوحد في موقفه لحماية الامن العام والحفاظ على مكتسبات الوطن في حالة نشوب اي خلاف بين اي اطراف سياسية ، مما سيجعل ذلك الخلاف السياسي غير مؤثر على امن الوطن واستقراره ومكتسباته .

أن كان الجيش منقسم التبعية فإن مستقبل الوطن سيكون مرشح لحدوث صراع مجرد حدوث اي خلاف سياسي بين الاطراف الحزبية المتقاسمة للسلطة ، وهو ما سيجعل هناك صراع عسكري ناتج عن الصراع السياسي.

 

واقترح نشطاء سياسيين بناء جيش موحد مستقل يدين بالولاء الكامل للوطن تديره قيادات مستقلة لا تتبع اي طرف حزبي ، وذلك من اجل بناء دولة حقيقية لا تؤثر عليها رياح الخلافات السياسية والمتغيرات الشعبية والجماهيرية.

ويحذر من تكرار الاخطاء السابقة لأنظمة الحكم في بناء المؤسسة العسكرية ولن تستطيع ان تبني دولة حقيقية.

 

ويقول مراقبون ان بناء المؤسسة العسكرية حالياً لدى الدولة الشرعية لا تبعث التفاؤل بسبب وجود اخطاء قاتلة داخل الجيش متمثلة بالفساد والحزبية ، وهو ما يجعلني اشعر ان مستقبل الدولة سيكون انشقاقات عسكرية وسقوط امام اي انقلابات ، وهنا سيكون الامر ديمة خلفنا بابها والدولة المستقبلية كالدولة الماضية والحكاية نفس الحكاية ، بل ربما سيكون المستقبل أسوأ من الماضي .