آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-03:01م

اليمن في الصحافة


موقع تحليل أمريكي يرصد كيف تقتل الالغام الحوثية المدنيين في اليمن "مُترجم"

الجمعة - 01 فبراير 2019 - 01:37 ص بتوقيت عدن

موقع تحليل أمريكي يرصد كيف تقتل الالغام الحوثية المدنيين في اليمن "مُترجم"
أرشيفية لِـ ألغام إنتزعتها قوات الجيش الوطني بعد أن زرعها الحوثيون.

(عدن الغد)متابعات خاصة:

سلط مشروع جمع بيانات الصراعات المسلحة «ACLED» الأمريكي الضوء على الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها ميلشيات الحوثي في اليمن، ورصد التقرير بشكل تحليلي مرفق بإنفو جرافيك كيف تقلت الألغام المدنيين في عدد من المحافظات.
 
وسجل مشروع «ACLED» وفقا للتقرير الذي ترجمه إحدى وسائل الإعلام المُختصة، ما لا يقل عن 267 قتيل مدني لقوا حتفهم في 140 حالة تم الإبلاغ عنها وذلك جراء الغام الحوثيين المزروعة والعبوات ناسفة منذ عام 2016. ومع ذلك، ترجح مصادر سعودية مقتل ما يصل إلى 920 مدنياً، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين منذ 2014 يناير 2019.
 
في وقت سابق من هذا الشهر في اليمن، قتل خمسة خبراء أجانب يعملون في مشروع منظمة مسام المعنية بنزع الألغام والذي تموله السعودية وذلك أثناء نقل الألغام من مقر المنظمة في مأرب حيث انفجر لغم كانوا يحملونه في الشاحنة انفجاراً قوياً قتل الرجال الخمسة مع إصابة واحدة.
 
غير أن تلك الحادثة ليست معزولة، وتكشف عن الخطر الأوسع المتمثل في أن الألغام المجهولة إلى حد كبير والأجهزة المتفجرة البدائية (العبوات الناسفة) لا تزال تشكل خطراً على المدنيين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.
 
ووفقاً لبعض التقديرات فقد زرعت القوات الحوثية أكثر من مليون لغم أرضي وبحري منذ بدء الحرب، مما حول اليمن إلى "أكثر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية" وذلك وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.
 
 وقد ازدادت حدة انفجارات الالغام منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة بحملة عسكرية في محافظة الحديدة الغربية، والتي تشكل حوالي 60? من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بالألغام التي زرعها الحوثيون في عام 2018.
 
كما ازدادت حوادث الألغام تدريجيا ًخلال العام الماضي وبلغت ذروتها في ديسمبر 2018 ويناير 2019 وهي الأشهر الأكثر دموية منذ أن بدأ مشروع «ACLED» بتسجيل أحداث العنف في اليمن.
 
ومع ذلك، فإن نظرة عن كثب إلى البيانات يمكن أن تساعد في تفسير العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة حيث بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار من العام الماضي، قيل إن الألغام التي زرعها الحوثيون قتلت ما يبلغ متوسطه ثلاثة مدنيين في كل شهر في الحديدة.
 
وبعد أن شنت القوات اليمنية المدعومة من الإمارات الهجوم، قفز الرقم إلى اثني عشر بين يونيو وديسمبر 2018، مسجلاً زيادة كبيرة بنسبة 279 ?. وتقع مناطق التحيتا والدريهمي والخوخة وحيس - جنوب الحديدة - بحيث تشكل أكثر من 70? من إجمالي حوادث الألغام المسجلة في جميع أنحاء المحافظة ولا يبدو أن هذا الارتفاع مجرد نتيجة ثانوية للعنف المتصاعد فحسب.
 
بل يبدو وكأنه تكرار لنمط سبق وأن لوحظ في عدن في عام 2015 وذلك عقب تراجع قوات الحوثي - صالح المنسحبة من المدينة الساحلية الجنوبية حيث عمدت وبشكل عشوائي لزرع الآلاف من الأسلحة المضادة للأفراد الألغام الأرضية المضادة للدبابات بهدف عرقلة حركة القوات.
 
وبالإضافة إلى تسببها بغياب الأمن، فإن الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي. وكثيرا ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تشكل المصدر الرئيس لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.
 
وفي البحر الأحمر تحدث تقارير عن أن الحوثيين زرعوا ألغاما بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين، الذين يواجهون بالفعل التهديد المستمر للهجمات الجوية. ووفقًا لبيانات «ACLED»، فقد تسببت الالغام البحرية المتحركة في مقتل ما لا يقل عن 13 صياداً قبالة ساحل الحديدة منذ يوليو الماضي.
 
كما عثرت القوات التي تعمل تحت قيادة طارق صالح، على عبوات ناسفة في مطاحن البحر الأحمر وهي صومعة غلال رئيسية تقع في الضواحي الشرقية للحديدة وتستخدم لتخزين كميات كبيرة من القمح المخصص للسكان المدنيين.
 
 وعلى الرغم من نفي الحوثيين صحة مزاعم استخدام الألغام المضادة للأفراد والقائهم باللائمة عن الضحايا المدنيين على الذخائر الغير منفجرة التي اسقطها التحالف، فإن الاستخدام العشوائي للألغام والعبوات البدائية الصنع يساهم في معاناة المدنيين، في الوقت الذي يشكل فيه ايضاً انتهاكًا لمبادئ التمييز، وأخذ الاحتياطات على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.