نحب عدن بالعاطفة
نبنيها بالشعارات زائفة
نسمعها بالأغاني هايفة
نراها تمشي وهي زاحفة
نرتشفها بفنجان قهوة الصباح
ونحتسيها بكؤوس الندامة
نمجدها بشخصيات هلامية
ونحتفل في ذكرياتها الدامية
لتزداد ألماً وجراح
ونكتب على جدران مجدها
(ذهب مع الرياح )
نرسمها وردة ذابله
نذبحها ونهتف تحيا عدن
عدن هي فلان وأبو فلان
وأميرها الأعور الدجال
أثملناها دموع الندم
وأثخناها جراح ودم
مزقنا شراعها
وكسرنا سارية العلم
أبحرنا بها فوق الصخور
وجدفنا رمال ذات العماد
وهتفنا من جبل شمسان
تموت عدن ويحيا فلان
عدن حارة بشارع البانيان
تغيرت ملامحها ومسجد أبان
وتنعثر زهرها بشارع الزعفران
ويسكن جوعها بسوق الطعام
عصابة الجرذ بسوق العيدروس
وحي السعادة بمقبرة القطيع
ومنتجع النواح بساحل العشاق
وأبراج التجارة بحي الخساف
وجامع الدولة بحي اليهود
وعصابة الموت بشارع أمان
تناقض رهيب بحب عدن
حتى تخيلتها حبلى سفاح
تحملُ قردٍ بأحشائها
بحسب تقرير طبيب النساء
عدن دُرة الكون تحمل سفاح
وتلبس أساميل رث الثياب
وترقص على نغم كير الرماد
تُمشط رأسها بحسك السمك
وتكحل عينها بسيفٌ صِداء
وتأكل من فتات الدول
وتٌحلب العجفاء لأطفالها
منيحةٌ كانت فأمست عُجاف
تكالب عليها أبنائها
بأمر الذئاب وأمر الضباع
ينسج لها الثائرون الكفن
ويحفر القادة لحدها والضريح
فأي مستقبلٌ يصنعه الخوار
وأي مجدٍ يصنعه فأر
عدن وضعها دائماً بانهيار
ونقرأ مستقبلها بقائمة الإنتظار
ذهب الحصاد وموسم السراب
وراح العمر وفات القطار
والسد ينهار جراء فأر
ونحن نناقش بحانة وبار
معالم خطنا والمسار
ونعالج عدن بحفلة زأر
بخورٍ ورقص ودقات طار
وعين ديكٍ وظلف حمار
أسدلوا الستار
أطفئوا الأنوار
حُب عدن مجرد شُعار
مجرد شُعار
