آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-10:07ص

ملفات وتحقيقات


حكاية "نجيب كعظم " الرجل الذي يدخل على الناس الضحكات .. يخفي مأساة مريرة وحياة صعبة حرم من راتبه ولا يستطيع ترميم منزله .. فهل هناك من أذان صاغية لندائه !

الجمعة - 18 يناير 2019 - 03:27 م بتوقيت عدن

حكاية "نجيب كعظم "  الرجل الذي يدخل على الناس  الضحكات .. يخفي  مأساة مريرة  وحياة صعبة   حرم من راتبه  ولا يستطيع  ترميم   منزله .. فهل هناك من أذان صاغية لندائه !

عدن(عدن الغد)خاص:

 

 

تقرير/ الخضر عبدالله :

 

"لا يعرف قيمة المال إلا من تعب من أجله وأكل من عرق جبينه" بهذه الكلمات بدأ " نجيب كعظم "  حديثه لـ"عدن الغد " والذى يكافح يوميا  باحثا عن "لقمة العيش"  بمهنة شاقة بحمل البضائع  والبردين  , لكن ولنتيجة تقدم سنه والظروف الاخيرة التي مرة بها البلاد جراء الحرب  حال بينه وبين هذا المهنة التي يترزق بها  باستمرار  على حد تعبيره .

 

اسعى من اجل توفير حياة كريمة :

 

وقال  نجيب كعظم ، الذي يبلغ من العمر 55 عاما، يسعى من أجل توفير حياة كريمة له فى ظل الظروف الصعبة، فبدأ طريقه فى الاعتماد على نفسه دون أن ينتظر فرصة للعمل الحكومى

 

وأضاف  مسترسلا ": عملت منذ الصغر عندما كنت فى سن الخامسة عشر من عمرى، كان والدى يصطحبنى معه إلى العمل عندما كان يعمل بمؤسسة اللحوم ، حتى أستطيع أن اتعلم هذه المهنة و أنفق  بها على نفسى دون مساعدة احد ، وهذا ما جعلنى أعتمد على نفسى منذ الصغر، عملت فى مهنة " الحمالة " واكتسبت خبرة كبيرة لسنوات، حتى استطعت تكوين مبلغ من المال ساعدنى  على تدبير شؤون حياتي  في تلك الحقبة الزمنية من السبعينيات فأنظمتم إلى صفوف قوات  شرطة مطار عدن الدولي   بجمهورية اليمن الديمقراطية  الشعبية ,برقم عسكري " 25700"  وكنت استلم راتب يقدر بــ" 1500" شلن , وكانت اموري الحمدلله جيدة . ونتيجة الحرب المشؤمة 13 يناير 86م   , قررت أن أترك و اهرب و ان سافر من عدن  كما فعل الكثيرين من الذين التحقوا بالقوات  التابعة لـ " علي ناصر محمد "  إلى  دولة الجمهورية العربية اليمنية , تسمى اليوم " شمال اليمن "  والتحقت بصفوف  هذه القوات المسلحة  في شمال اليمن  فترة قصيرة , وبعدها  هاجرت  إلى المملكة العربية السعودية

 

تعشمت في وحدة اليمن خير فكانت المأساة :

 

ويتابع حديثه  لـ" محرر عدن الغد " وحال وصولي عملت فى المملكة العربية السعودية  مهنة " رعي الأغنام والابل وقطف الاعلاف  " وبالفعل عانيت  الكثير من الصعاب جراء هذه  المهنة , التي   لم امكث  طويلاً بهذه المهنة والعمل الشاق غير " سنتان "  ثم قررت العودة إلى بلادي اليمن بعد تحقيق الواحدة اليمنية في 90 م  .

 

حرمت من معاشي الشهري :

 

انقطاع راتب “نجيب ” الحكومي منذ فترة زمنية ، دفعه للقيام بهذا العمل، كما يقول لـ” لمحرر عدن الغد " انقطاع الراتب الحكومي  أثر علي ، لأنه يعيش معي  اخواني  عاطلين عن العمل ويوجد لدي منزل قديم تهاوت اركانه واصبح سقفه مكشوفا  وما تبقى منه  في حالة يرثى لها, واعيش وسط هذا المنزل  ولا استطيع  ترميمه  نتيجة ظروفي  القاسية .

 

13 يناير كانت شؤم على اليمن الجنوبي :

 

ويقول نجيب  " : ويعيش أكثر من مليون موظف يمني، بدون مرتبات، بعد انقطاعهم عن العمل ابان حرب يناير المشؤمة 13 يناير  86 م  , وظل الكثير من الموظفين  يعانون هذه المأساة  في حكم  ما تسمى الوحدة اليمنية  .

 

ما يؤلمني أنني بدون راتب و زواج حتى اللحظة :

 

وكثيراً ما يؤلمه، مشاهدة  الواقع  لحياته وهو بدون راتب شهري و زواج  ، كباقي زملائه،

 

ويضيف " نجيب كعظم " أنه يواجه صعوبة في توفير المستلزمات  الكافية  للتصليح  منزله الذي يؤشك  على الاندثار.

 

ويسترسل قائلاً " : ما زلت أقدر على حمل كيس القمح او السكر ، لكني لا أقدر على حمل ثمنه”،  بهذه العبارة لخص  " نجيب كعظم ، واقع الملايين من اليمنيين في ظل الارتفاعات السعرية الحادة، فهذا الرجل الذي يشتهر بلقب المبتسم ، يعمل  بين الفينة والاخرى حمالاً لأكياس القمح والسكر والاسمنت  من المتاجر التي  يجلس أمامها سواء كانت في سيلة الشيخ عثمان او منطقة الدرين بالمنصورة  , ينتظر الزبائن الذين يحمل لهم أمتعتهم مقابل ما تجود به أيديهم من المال.

 

الكثير يعانون مما اعاني :

 

ولا تختلف معاناة نجيب كعظم عن معاناة  الكثير من المواطنين ، حيث ينظر  " نجيب "  بنظرات  يائسة  إلى  منزله ، وسألناه عن سبب الهم الذي يسكن صدره ويرتسم على ملامح وجهه، رد لـ” محرر الصحيفة ” قائلاً: “يقتلنا الدولار والتُّجار” , في إشارة منه إلى ارتفاع الأسعار التي يربطها التّجار بالدولار، إلا أن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً، فالدولار سجل تراجعاً من حدود 800 ريال للدولار الواحد إلى 520 ريالاً، وفق آخر التعاملات، دون أن تشهد أسعار السلع انخفاضاً موازياً، الأمر الذي يُلزم التجار بخفض الأسعار وفق انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني.

 

متفاءل  بوزير الداخلية  و بالمؤسسات الخيرية :

 

سألنا " : هل هناك من تفاءل  تحمله بتحقيق حلمك   في ان تكون  يوما من الايام  ذات راتب شهري و متزوجا  تكمل نصف دينك  فأجاب " :  تفاءلت بعد سماعي  أن وزير الداخلية احمد الميسري يستجيب للمظلومين وان  مؤسسات خيرية مثل مؤسسة النقيب التنموية الخيرية  ومؤسسة الرسالة الخيرية وغيرهما  من المؤسسات الداعمة للخير  ,ومتمنياً أن يكون هذا صحيحاً ما سمعته ، لكي  يساعدني وزير الداخلية بترتيب وضعي والعود على رقمي العسكري تساعدني هذا المؤسسات ، ويخففننا عن كاهلي ولو  القليلاً من المعاناة التي اقاسيها , واملي في الله ثم في اهل الخير الذين ما ان يقراؤن معاناتي عبر صحيفتكم الغراء " عدن الغد " ويلبون في تخفيف العبء عني . ولمن أرد التواصل معي هذا رقم جوالي الخاص ( 733344687) " يقول الله في كتابه { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله } ويقول رسول الله صلى الله وعليه وسلم " والله في عون العبد ما زال العبد في عون اخية " ويقول ايضاً.." من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه من كرب يوم القيامة " 

 

رجل محافظ على الصلوات الخمس بالمسجد :

 

بعد اللقاء مع نجيب كعظم التقيت ببعض اهالي الحي الذي يقطن فيه لأسألهم  عن حقيقة ما يقول

 

فكان جوابهم " : هذا الشخص  "نجيب كعظم " كل ما حدثك بحديث فهو صحيح  فقد عانى من جميع المأسي  حرم من وظيفته ومعتمد على نفسه وسلوكه ممتازة فيه من الخير والصلاح  , ومحافظ على الصلوات ويسابق على الصف الأول , ونرجو عبر صحيفة " عدن الغد " ان تلقى معاناة نجيب كعظم اذان صاغية وقلوب رحيمة من انتشاله من هذا الوضع الذي يعيشه املين ان تلقى معاناته  صدى عند ذوي الخير والاحسان .

 

رسالة المحرر :

 

يقول علماء المسلمين  إن في قضاء حوائج الناس لذة لايعرفها إلا من جربها، فـافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة .. فهل  من قلوب رحيمة  تلبي لما قرأته عن معاناة هذا الرجل  الذي قارب عن سن الخمسون عاما ولم يكمل نصف دينه , او مساهمة في تصليح منزلة الذي يأوي إليه .