آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-11:26ص

أدب وثقافة


موبي ديك رواية مترجمة لـهيرمن ميلفايل –الفصل الرابع

الإثنين - 29 أغسطس 2011 - 06:52 ص بتوقيت عدن

موبي ديك رواية مترجمة لـهيرمن ميلفايل –الفصل الرابع

عدن ((عدن الغد )) خاص:

موبي ديك رواية مترجمة لـهيرمن ميلفايل –الفصل الرابع
 

إصطيادنا للحوت الأول

 

صرخ أحد صائدي الحيتان ويدعى تاتشجو (حوت...حوت) ....خرج القبطان آيهاب بسرعة من قمرته وصاح بالرجال ( أنزلوا القوارب لصيده )...كان حوتا كبيرا وكان يطلق رذاذا كبيرا من الماء من فوق رأسه. على الفور ظهر خمسة رجال من أعلى قمرة القبطان آيهاب، كانوا ذو هيئة غريبة ...لم نرهم منذ بداية رحلتنا....بدأ وكأنهم قوة خاصة بالقبطان آيهاب...ربما كانوا هم شياطين القبطان الذين تحدث عنهم إلايجا....صاح القبطان صوب أحدهم وقال له ( إذهب يا فيض الله..)

 

نزلت ثلاثة قوارب من على السفينة بيكود...منطلقة صوب الحوت لإصطياده...كان هؤلاء الرجال على أحد القوارب....وبدأ أنهم ذو قدرات خاصة تفوق الآخرين....وكان قاربهم يتقدم القوراب الأخرى. هنا إلتفت صوب بيب وقلت له ( لقد فهمت الآن، إنهم الرجال الذين سمعتهم يتحدثون بالليل بينما الآخرون نيام) .

إلتفت إلينا ستب وكان قائد المركب الواقع خلفنا وقال ( توقف عن الكلام...وتابع التجديف...هل تعتقد نفسك في حفلة أو نزهة...) كان ستب كثيرا مايصرخ في وجوهنا...وبالرغم من ذلك لم نكن نخشاه...فقد كان دائما مايحتفظ بإبتسامة مشرقة على وجهه. كان ستار بك قائد القارب الذي كنت به..لم يكن يتحدث كثيرا...كان يهمس قائلا ( من هؤلاء الغرباء ؟؟؟....ترى ماذا يخطط القبطان آيهاب؟؟؟) .....عندما رأيت الحوت شعرت بزهوا كبير لم أشعر بمثله من قبل....فقد كنت أفكر كثير بالذهب وبزيت الحوت الغالي الثمن. فجأة تغير الجو وبدأت تظهر الغيوم وبدأ أنها ستمطر....هنا قال ستاربك ( لازال لدينا وقت كاف ، نستطيع إصطياد الحوت قبل أن تمطر بغزاره).

إستعد صديقي كويج ويج مع رمحه ووثب صوب مقدمة قاربنا....ظهر الحوت فجأة...وكان تحت قاربنا تماما ....حاول الجميع حفظ التوازن...في الوقت نفسه قمنا برمي رماحنا صوبه...ولكن الحوت إندفع صوب الماء ثانية مع هبوب الرياح والعواصف الشديدة.

 

بعدها ببرهة هدأت الرياح، إنتظرنا الحوت حتى أرخى الليلُ سدوله، بعدها لم نر شيئا، حتى أننا لم نستطع رؤية زملائنا في القوارب الأخرى وشعرنا بأننا قد تهنا في المحيط....لم يشعر الرجال بالغظب من ستاربك فعلى مايبدوا كأنهم معتادون على ذلك....ففي كثير من الأحيان يستطع البحر أن يخدع حتى أمهر البحارة....

 

مر كثير من الوقت وكنا نشعر بالبلل والتعب مع كثير من الخوف، بعدها لمحنا شيئا كبيرا أسود اللون من بعد، ترى هل هو الحوت؟ لا لم يكن ذلك الحوت، بل كانت سفينتنا البكويد، ولكن لم يستطعوا رؤيتنا...صرخ ستب ( ستدهسنا السفينة) عندها قفزنا جميعا من قاربنا صوب المحيط وبدأنا نصرخ بأعلى أصواتنا نستغيث بهم ... أخيرا سمعنا بعض الرجال، عندها بدأو بإنزال الحبال لنا حتى تم إنقاذنا.... يتبع

ترجمة :د.طارق علي عيدروس السقاف

[email protected]