آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-10:58ص

ملفات وتحقيقات


المسيمير.. إحزان تتجدد وأحلام تتبدد

الأحد - 28 أكتوبر 2018 - 08:01 م بتوقيت عدن

المسيمير.. إحزان تتجدد وأحلام تتبدد

لحج (عدن الغد ) خاص :

منطقة المثلث...بين هوة الوعود الزائفة وفجوة الإهمال وإضرار الحرب

منطقة مثلث العند التابعة لمسيمير الحواشب محافظة لحج هذه الحورية التي توشح بمخمل قزاحي بألوان  طيف الجمال ..نقطة جغرافية محورية وارتكازية هامة على الخارطة الجغرافية والديموجرافية للوطن لايمكن ان تصادر انها بالفعل الحورية التي تتمايل كالغصن الناعم الرطيب مغازلة لشموخ جبال ردفان المتاخمة لها من الناحية الشرقية..انها فعلاً عروسة تنحني وتنزوي في حياء تام تحت حزام متدرج من السلاسل الجبلية المتلاصقة والموصلة الى سفوح حيفان..مناخ طقسها رائع ونسائم عبيرها لا تدغدغه الرياح العابرة الخفيفة التي تهب بين الفينة والأخرى محملة بزخات المطر لتغسل بنقاوة مائها العذب ماعلق على محيا تلك الجبال الراسية وتزيل من على ظهرها غبار الزمن الرديء في أروع صور التلاحق الرباني المترجم لامتزاج ثغرها الباسم بزخات لمي الرحمن..انها غرة متجلية في زمن الشوارد والنوائب الجائرة..طبيعة مفعمة بآيات الروعة حبباها الله بفيض المفاتن والجمال انها درة من نسج البديع بأرض الحواشب ..بين هضاب وجبال متشابكة كالسياج المتماسك تستوي مثلث العند عروس وواجهة المسيمير مكسوة بمكياج جمال طبيعي لايحتاج الى إعشاب او أدوات تجميل اصطناعي مغشوش تفترش تلك التربة بكبرياء الكبار غير عابئة بالتنبؤات فالثوابت والبراهين تقف شاهدة على تفردها بميزات تجارية واقتصادية وحتى سياسية لا تتوفر في غيرها من مناطق الحواشب الشرقية والغربية..انها حقاً هدية الله لخلقه في هذه البقعة من ارض اليمن كونها تحفة جمالية مكتملة الأوصاف على رقعة ارض توشم السحر الطبيعي الأخاذ.

(عدن الغد) رحلت الى المثلث لتنقل من هناك النواقص والنواشز وماتعانية هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة من ارض المسيمير خصوصاً بعدما عبثت الحرب بالكثير من ملامح وجودها الجميل لنسرد ذلك في اسطر هي القادمة نتمنى ان تنال رضاكم فتابعونا.

كتب/محمد مرشد عقابي:

كم هي الوعود والعهود التي قطعها من قبل وبعد الحرب الأخيرة ذوو الشأن بإصلاح حال المنطقة خاصة والمديرية برمتها وذلك بالنظر الى برامجهم العفنة التي تظل كابوساً يقض مضاجع الجميع، وكم هي تلك التصريحات والتلميحات التي لو أصابت كبد الحقيقة لانفجر دون شعور من كثر حلاوة تعاطي خطاباتها المعسولة، وكم هي تلك الوعود التي كانت تسير في عالم الحذق لتخدير المواطن الغلبان بهدف إسكاته ونيل المبتغى والمطلوب، وكم هي تلك الوعود التي تكثر وقت التسابق للجلوس على كرسي القيادة وبعد إسدال الستار على الفقرة الأخيرة والمشهد الختامي من سيناريو الفلم المدبلج تتحول الى فقاعات صابونية تتناثر في الهواء غير قابلة للهمس والملامسة على الواقع كانت تلك نبرات الأسى التي تهدجت بها حنجرة العاقل علي عبدالله صالح الذي واصل مفردات حديثة بالقول : اننا في مديرية المسيمير نفتقر لأدنى اهتمامات الدولة وموجبات العيش الكريم التي تكاد تختفي وسط دوامة المنغصات التي لأحصر لها فمنذ انبلاج فجر التحرر الاكتوبري مروراً بعهد الوحدة ووصولاً إلى مابعد انقلاب المليشيا الشمالية على المواثيق الشرعية وشنها الحرب على شعب الجنوب اي بمعنى اصح بعد التحرر من العصابات الحوثية المسلحة ونحن نراوح مكاننا في نظام محلك سر، فكل المسؤولين الذين تداولوا المهام لإدارة شؤوننا أداروا ظهورهم بالكامل لأبناء المديرية وانشغلوا بعمليات الهبر والتنقل بين الفلل والعمارات الفارهة للسكن والفنادق ذوات النجوم للاستمتاع والاسترخاء والمقيل وقضاء أوقات الراحة والاستجمام فهؤلاء لم يقدموا شيئاً ولا توجد لديهم ذمة او بوادر حسن نية لخدمة المديرية باي شكل من الإشكال، اما بالنسبة لمنطقة المثلث فهي لاتختلف عن أخواتها مناطق المسيمير الأخرى من حيث الافتقار للمشاريع والخدمات الا ان تطورها الطفيف في بعض البنى التحتية يرجع للحركة الاستثمارية التي عاشتها المنطقة منذ فترة قبل ان تأتي الحرب لتقتلع الأخضر واليابس وكل ما هو جميل فيها، فالمنطقة تعد ارضاً خصبة وعذراء ومهيأة لاستقبال وفود المستثمرين، حيث ان كل فواصل الكلام الطري المستجد واللذيذ والمعسول الذي يتحفنا ويطربنا به أرباب السلطة في كل مناسبة بشأن إصلاح أوضاعنا المأساوية ماهو الا هدار فاضي لايقدم ولا يؤخر في معادلات البناء والتنمية فتلك الفرقعات الهدف منها التهام وابتلاع توتة مستخلصات تلك المشاريع الاكثر من وهمية التي يدونوها بين لحظة وأخرى في مدوناتهم او مايسمونها خططهم وبرامجهم،

 وقال : نحن نتعجب من هذا القطيع من البشر الذين يمتلكون طرقاً سحرية في إخماد وإذابة مطالب واحتياجات الناس بموال وعزف ولحن منفرد الأداء وسيمفونية معتادة من دق الصدور وهز الرؤوس وقسم العهد بالتنفيذ والضحك على الذقون فهذه البهارات تتبخر فيها كل الآمال والتطلعات التي تعلق عليهم من ناحية المواطنين لغرض تحقيقها، وإمام كل تلك الوعود يقف الأهالي موقفاً لايحسدون عليه متمسكين بشعرة معاوية الملفوفة بعقد من الوعود العرقوبية التي نسجها أرباب الافتراء.

وتابع : اننا في مديرية المسيمير ارض الحواشب مهد الحضارات وموطن العراقة والتاريخ ومنبع الرجال الحيدريين الشداد ناطحي الجبال قد احترقت أعصابنا وشطحت أفكارنا وانكسرت خواطرنا وتحطمت آمالنا ولم يعد إمامنا الا ان نسلخ جلودنا ونعرضها في المزاد العلني على أصحاب الشأن وأرباب القرار في هذه الحكومة المحكومة كي يعترفوا بما نعانيه ويسمعوا لآهاتنا وشكاوينا هذا هو رد الفعل الطبيعي لمسلسل التجاهل والحرمان والجحود والنكران الذي يطالنا في كل جوانب حياتنا من جهة الدولة.

واستعرض قائلاً : مديرية المسيمير من خلال ماتحمله أراضيها المعطاءة من مصفوفات الجمال الآسر والسحر الطبيعي الخلاب إضافة الى احتلالها للمراتب الأولى في جدول الترتيب النضالي من حيث التضحيات  على مستوى عموم مناطق الجمهورية فهي لها باعاً طويلاً في تقديم قوافل الشهداء الذين بيارق ضيائهم قد أشعلوا جذوة الحرية وفتيل التحرر في نفوس الجميع منذ بزوغ ملحمة أكتوبر الى شروق شموس طرد المحتل الحوثي ومشاركتهم مازالت قائمة بفاعلية لتحرير باقي قفار وأصقاع وروابي وبوادي اليمن من براثن وفلول الاحتلال الشيعي مع كل تلك المناقب والمآثر لم تستطيع هذه المديرية نيل رضاء الحكومة الحالية فهي التي اعلن تحررها كثاني بلدة جنوبية بعد الضالع من إتباع المليشيا هذه المنجزات لم تعطي لها المهابة المفترضة التي تجلب لها التقدير والاحترام فالمسيمير بكافة أراضيها قد أعلنت الجلاء الكامل والتخلص من فلول المحتل الباغي وسبقت بذلك مدن ومناطق الجنوب الأخرى عدا الضالع الا تستحق ان تحترم هذه الانجازات والتضحيات؟!!!.

ومنطقة المثلث بالتحديد تعتبراً مركزاً اقتصادياً وتجارياً يدر دخلاً ضريبي غير عادي شهري وسنوي لخزينة ميزانية المديرية رغم ذلك هي تعاني من الجحود والنكران والنسيان، المثلث هي البوصلة التي تربط عدد كبير من محافظات اليمن بعضها البعض وتحتضن في جنباتها محطة التوزيع للتيار الكهربائي العام وفوق هذا وذاك فحالها بائس ويندى له الجبين فهي لم تحظى الى الآن باي منجز من خيرات الوطن فلا مدارس ولا مياه ولا سوى ذلك، بل ان الحرب جاءت لتقضي على كل ما هو موجود من أملاك المواطنين الخاصة ودمرتها وخربتها ورافق ذلك حملة شعوا من السطو والنهب والسرقة والاستيلاء لكل ما يخص مباني وعمائر وأملاك البسطاء من الناس حتى النوافذ والأبواب لم تسلم من إعمال السطو والسرقة.

وواضح بالقول : ان نداءات واستغاثات المواطنين للجهات الحكومية لإيصال التيار الى عموم مناطق المديرية يعتبر شيء طبيعي ومن الحقوق التي يجب على الدولة الاعتراف بها والعمل على تنفيذها بل وتوفيرها للناس في المسيمير مقارنة ببقية مناطق الجمهورية المحررة التي حظيت بذلك وغيره من الخدمات ولكون محطة التوزيع تقع في نطاقنا الجغرافي وتنتصب الأعمدة الكهربائية فوق تراب أراضينا فهل ترضخ الدولة لهذا الحق المشروع او ان هذه المطالب سترمى كسابقاتها في مجرى سيول الإهمال بعد ان يتعاملوا معها مسبقاً بمبدأ اذن من طين وأخرى من عجين.

ومضى يقول : لا ندري الى متى سنظل نراوح مكاننا في كهوف محكمة بالجهل والمرض والإخفاق والتخلف مجردين من سلاح الخدمات وأسباب الوجود الكريم ومحاصرين في أدغال وغياهب صحراء جرداء من الظلم والجحود والحرمان؟! والى متى سيستمر مسلسل عدم تحديد معالم وجودنا في تربة وخارطة وطننا وأرضنا سيما ونحن نعيش الى حد ألان في غربة تامة عن جميع المشاريع الحيوية وكذا لندري الى متى سنظل نمتطي الخيبة ونجني الإحزان بينما الآخرين يعيشون في رخاء ونعيم تحت ظل خيرات البلد والمواطن الحوشبي تكبله المآسي وتعتصر قلبه الإحزان المرة بكل فصولها وتفاصيلها والآمها!!!.

وعود في مهب الريح وأمانة تنفيذها على فوهة بركان.

الشاب ربيع محمد الجاوي بدء شارحاً أجزاء من بسيطة من كتاب العذاب والمرارة الذي تكثر صفحاته يومياً ويسطر بألوان المآسي والمعاناة التي تستعر نيرانها وتشوي جسد المسيمير المتقلب على جمر صفيحها الساخن حيث قال : منطقة المثلث رغم حيازتها لموقع محوري وارتكازي هام يعد مقصداً لجميع المسافرين اي بمعنى وجود الطريق الرسمي العام الذي يربط كبرى المحافظات اليمنية عدن وتعز وصنعاء ووجود المحطة الكهربائية المقوية والموزعة للتيار العام على ترابها الا أنها ماتزال بعيدة كل البعد عن نظر المسؤولين بالمديرية والمحافظة والزائر إليها في هذه الأيام يلمح بأم عينيه مدى الدمار والخراب الذي لحق بها جراء ماخلفه الحرب من إضرار جسيمة.

وابدى امتعاضه من عدم توفير السلطات المحلية للأجواء الملائمة إمام المستثمرين للاستثمار في هذة المنطقة الواعدة بالخيرات كونها تعد منتجعاً خصباً وأرضا مناسبة للحركة الاستثمارية نظير ماتملكه من مساحات واسعة ومسافات مستوية شاسعة ووجود الاستثمار فيها سيعود حتماً بالنفع والفائدة على الجميع، فللأسف ان هناك من يسعى لتطفيش المستثمرين وهو سلوك غير حضاري او أخلاقي نراه ونلمسه باستمرار وهو مؤشر خطير في معطيات التعامل مع الواقع المعاش وضرورياته الملزمة والمعتادة لكون نسب البطالة والفقر تتسع رقعتها بشكل متسارع بين أوساط أبناء المديرية وهناك 3 أرباع من سكان المسيمير يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع.

وقال : المثلث جزء من جسد منهك وممزق أثقلته الجراح التي لاتندمل ولا تلتئم بأي مرهم فهي جزء لا يتجزءا من هموم متراكمة تتداعى للآم لا حصر او نهاية لها، انها جزء من مديرية ينخر في عظامها سرطان النكران والحرمان وهي كغيرها من مناطق الحواشب بالمسيمير تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة وأيسر المشاريع الخدمية والتنموية، فأي عدالة ستنبلج من رحم ركام الظلم المستنزف لكل الآمال والتطلعات والطاقات المكبوتة السجينة خلف قضبان الإحباط واليأس والقنوط عند الإنسان الحوشبي.

مثلث العند نقطة ارتكاز للحراك التنموي تئن تحت أنقاض دمار الحرب ومخلفات مصنع الاسمنت وغفلة المسؤولين.

الشركة الوطنية للاسمنت تعد كابوساً مزعجاً عند من يسكنون بالقرب منها فهذه المنشأة التابعة لمجموعة شركات هائل سعيد انعم تدخل البهجة والفرح والسرور على جيوب المتنفذين والمتصلحين وتصدر مخلفاتها السامة وما يصاحبها من الآم وإحزان للبسطاء من الناس الذين لأحول لهم ولا قوة الا الشكاء لله.

أضحت هذه  الشركة بمثابة كابوس مزعج للكل هنا نظراً لوقوعها بالتبعية الجغرافية للمنطقة مما ادى انتشار الأدخنة والسموم والشوائب في المنازل والمحال القريبة بوضع مزري وغير لائق صحياً وبيئياً، ابناء المثلث يشكون انتشار العديد من الأوبئة والإمراض التي يرجع الأطباء أسباب انتشارها للأدخنة المتصاعدة من مصنع الاسمنت، حيث طالب الساكنين في المثلث الجهات الرسمية التدخل لإنقاذهم من خطر محدق يهدد حياتهم وأطفالهم، كما طالب الأهالي السلطات المسؤولة بضرورة اعتماد مشاريع إعادة البناء والأعمار لكون المنطقة كانت ساحة مستباحة دارت في رحاها اشد المواجهات ايام الحرب ضد جماعة الحوثي الأمر الذي أدى الى مسح الكثير من مبانيها ومنشأتها ومحلاتها التجارية وتدميرها تدميراً كاملاً حتى ان البعض منها أصبح اثراً بعد عين، كما طالب الأهالي بضرورة إيجاد مقلب للقمامة ومكان ملائم لتجميع نفايات ومخلفات وركام الحرب بعيداً عن منازل المواطنين والمراكز التجارية.