آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-08:34ص

أدب وثقافة


وأد الرجال الرابعة

الخميس - 25 أكتوبر 2018 - 07:47 م بتوقيت عدن

وأد الرجال الرابعة

كتب / عصام عبدالله مسعد مريسي

من بعيد يلِّوح حارس النقطة حتى تقف السيارة التي تقل الجريح الموسد في الأكفان ، ترتجف الزوجة خوفاً من تفحص الجسد المكفن ومعرفة حقيقة ما تحت الأكفان ، تقف السيارة يبدأ الحارس بتفتيش السيارة حتى يصل إلى الجثمان الحي المسجى بالأكفان فيكشف عن وجهه وما أن تبدو عيناه  حتى تجهش الصغيرة بالبكاء ، فتحاول الأم تهدئتها وتضمها إلى صدرها وقلبها تتسارع نبضاته :

لا تبكي صغيرتي ،إهدائي

ولكن سرعان ما ينصرف الحارس معطي الامر بتحرك السيارة ومتابعة الطريق:

تفضلوا بالانصراف 

تتنفس الزوجة الصعداء ’ تنطلق السيارة التي تقل الجسد المسجى وعينا الزوجة مازالت تمرق باتجاه نقاط التفتيش والسيارة مازالت تنطلق بأقصى سرعة وملامح الجنود تتلاشى شيئاً فشيئاً وفي الافق تتجلى ملامح قريتهم ، وما أن تصل السيارة يجتمع الأهل والجيران لنقل الجسد المسجى إلى المنزل وتبدأ الزوجة الطبيبة معالجة الجريح وطمأنت الاهل عن صحة القائد الجريح:

لا تقلقوا سيكون بأحسن حال

تنفرج اسارير الاهل والاصحاب وبعد تلقي العلاج يبدأ الجريح يفتح عينيه ويلقي بنظرات على المكان الذي يتواجد فيه وهو يتسأل:

كيف وصلت إلى هنا

يلتف حوله الاهل وزوجته وطفليه وهم في أشد ما يكون من الفرح والسرور وعيونهم تملأها الفرحة التي تخطها دموع الفرح بنجاة وسلامة القائد ، يجذب إلى حضنه صغيريه ليقبل جبينهما:

اشتقت إليكما صغيري

تنهض الزوجة من مكانها وهي تحذر جميع الحاضرين:

لا ينبغي لأحد يعلم بوجود القائد، سنعلن موته ونسير مراسيم الجنازة والدفن

ينطلق صوت من الحاضرين: لماذا نتكتم على حياته؟

ترد الزوجة معللة:

إذا علم بحياته ربما يلاحق ويتعرض  للاعتقال والقتل.. علينا علاجه وعندما يتماثل للشقاء يغادر الحدود إلى الجوار، وقبل أن تنهي حديثها يسأل القائد:

وماذا عنك والاولاد؟

تجيب وهي تطمئنه:

لا تقلق عندما تتحسن الأوضاع سنلحق بك الرابعة