آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-07:16م

أخبار وتقارير


قراءة في بيان الانتقالي.. هل يسيطر المجلس على الجنوب؟!!

الخميس - 04 أكتوبر 2018 - 06:48 م بتوقيت عدن

قراءة في بيان الانتقالي.. هل يسيطر المجلس على الجنوب؟!!

عدن (عدن الغد) خاص:

تقرير: جعفر عاتق

 

اصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانا هاما في ظل الأوضاع الإقتصادية التي يعيشها الشعب الجنوبي محملا الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع مؤكدا قطع كافة الروابط بها.

وجاء البيان عقب اجتماع استثنائي، عقدته هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وبحضور رؤساء القيادات المحلية في عموم محافظات الجنوب، بناءً على دعوة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وترأسه الأستاذ أحمد حامد لملس، الأمين العام للمجلس الانتقالي.

وأعلن المجلس في بيانه أن محافظات الجنوب مناطق منكوبة نتيجة ما قال أنها سياسات كارثية تنتهجها ما تسمى بالشرعية وحكومتها.

وقال المجلس "نحن اليوم نجد أنفسنا أمام مفترق طرق فإما أن نشق طريقنا نحو مستقبل حر ونعيش بكرامة على أرضنا أو نرتضي لشعبنا الرضوخ لمن لم يكونوا يوما أمناء وحافظين للأمانة وأذاقوه سقم العيش وويلات الفقر والجوع  والمرض منذ تحرير الجنوب وعاصمته عدن وهم يتباهون بتعذيبه وتجويعه وشن حرب الخدمات عليه في محاولة بائسة من اجل إنهاكه وإذلاله وتركيعه.

وأكد المجلس أن الأحداث التي شهدتها عدن في يناير الماضي بسبب افساد الحكومة وعبثها مشيرا الى تلقي المجلس وعودا صريحة بتغيير الحكومة وهو الأمر الذي لم يتم الى الآن، حسب قول البيان.

المجلس في بيانه دعا الشعب للثورة ضد من أسماهم رموز الفساد مؤكدا حق الشعب في انتزاع حقوقه ومشيرا الى وقوف المجلس وكافة تنظيماته خلف خيارات الشعب.

ودعا البيان قوات المقاومة الجنوبية الى الاستعداد ورفع الجاهزية العسكرية لحماية الشعب من المفسدين واعوانهم.

كما دعا بيان الملس الانتقالي القطاعات العسكرية والأمنية كافة في كل محافظات الجنوب للوقوف مع خيارات شعبنا والانتصار لأمنه وكرامته وسيادته.

وفي بيانه الهام دعا المجلس ايضا السلطات المحلية في محافظات الجنوب إلى تحديد موقف واضح من انتفاضة شعبنا والانتصار لحقوقه في العيش الكريم وإدارة شؤونه بعيداً عن مافيات الفساد على طريق انتزاع استقلاله وبناء دولته الفدرالية كاملة السيادة على كامل ترابه الوطني وفقاً لحدود 21 مايو 1990م.

داعيا في الوقت نفسه القيادات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظات الجنوب كافة وأعضاء الجمعية الوطنية للمجلس وكل هيئاته وأطره القيادية ومناصريه بأن يكونوا في مقدمة صفوف شعبنا لإنجاز تلك المهام وتحقيق أهدافها.

البيان دعا دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الى اتخاذ مواقف مساندة لانتفاضة شعبنا والتداعي إلى اتخاذ الإجراءات العملية التي تساعد على إنهاء الحرب وتأمين حل عادل يضمن أمن واستقرار وسلامة الشعبين الشقيقين في الشمال والجنوب، كما ندعو لتجميد أرصدة الفاسدين الهاربين الى أراضيها فتلك أموال الشعب ولا يملكون اَي حق فيها فهي الأموال التي سيتم وستسخر لإعادة الإعمار والتنمية.

المجلس الانتقالي وفي بيانه دعا الشعب في الجنوب إلى السيطرة الشعبية على كل المؤسسات الإيرادية وطرد مسؤوليها بكافة الوسائل السلمية، كما دعا المجلس النقابات وموظفي مؤسسات الدولة الشرفاء الى إحكام السيطرة على مؤسساتهم وإداراتها وهذا عمل تكفله الشرائع والمواثيق المحلية والدولية، بحسب البيان.

وفي ختام بيانه أكد المجلس البقاء على العهد في استعادة الدولة الجنوبية على حدود 21 مايو 1990.

 

ردود أفعال:

وعقب بيان المجلس الانتقالي تعددت تعليقات السياسيون والمراقبون للشأن اليمني لما ورد في البيان.

وقال السياسي والصحافي الجنوبي منصور صالح  ان الانتفاضة الشعبية قرار شعبي خالص فرضته المعاناة الناتجة عن فساد الشرعية وانه لم يعد امام المجلس الانتقالي الا الوفاء للشعب الذي فوضه ومازال يعلق عليه الآمال في قيادة سفينة الثورة الى بر الامان.

وقال السياسي منصور صالح في منشور على حسابه الشخصي فيسبوك : ان الانتفاضة الشعبية القادمة، هي قرار شعبي خالص فرضته المعاناة ،الناتجة عن فساد الشرعية ، وعبر عنها المجلس الانتقالي الذي هو جزء من هذا الشعب ، وتقع على عاتقه مسؤولية أخلاقية ،وقانونية ، لحماية الشعب والدفاع عنه ، وتمثيله سياسياً .

وتابع صالح بالقول القوى المتنافرة التي توحدت وتكالبت اليوم لتهاجم بيان الانتقالي ،انما هي تلك القوى المعادية لشعبنا والواقفة ضد تطلعاته وحقه في الحياة الكريمة.

واختتم بالقول الخلاصة :ليس لدى شعبنا ما يخسره ،أكثر ، ولم تعد أمام المجلس من خيارات غير الوفاء للشعب الذي خرج بالملايين لتفويضه ومازال يعلق عليه الآمال في قيادة سفينة الثورة الجنوبية إلى بر الأمان.

 

وأصدر عميد الأسرى الجنوبيين أحمد عمر العبادي المرقشي، من خلف القضبان الظلم الثلاثي الأحمري في العاصمة اليمنية صنعاء أول بيان تأييد تأييد لبيان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أثدره المجلس اليوم الأربعاء، وأعلن فيه فك ارتباطه مع الشرعية، ودعا القوات الجنوبية للاستنفار والشعب الجنوبي للسيطرة على المؤسسات الإيرادية.

وقال المرقشي في البيان الصادر عنه وتلقى "عدن  الغد" نسخة منه: باسمي شخصياً ونيابة عن الأسرى الجنوبيين خلف القضبان نبارك كل ما جاء بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو البيان الذي جاء بعد صبر طويل ولعل وعسى يراجعون الفاسدون في شرعية الاحتلال حسابهم ويعودون إلى صوابهم بشأن ما جرى ويجري في الجنوب.

وأضاف: ياجماهير شعبنا الجنوبي العظيم، وحدوا صفوفكم وكلمتكم، فاليوم الأعداء سوف يزرعون الفتنة في ما بينكم بعد هذا البيان، وكلاب شرعية الاحتلال عبر أبناء جلدتنا من باعوا ضمائرهم بالمال والجاه وباعوا قضيتهم وباعوا شرفهم سوف يظهرون لكم بتصريحات باسم القضية الجنوبية من هنا وهناك.

ووجه المرقشي، تحذيراً لجميع الجنوبيين قال فيه الحذر الحذر الحذر منهم يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم اليوم وغدا لكم وليس لغيركم، ثورة ثورة ياجنوب، والجنوب قادم رغم أنف الحاقدين.

ووصف بيان المجلس الانتقالي بالبيان التاريخي ويجب تطبيقه الفوري، وتابع المرقشي في البيان: نحن شركاء وليس أتباع، كما خاطب التحالف العربي بقوله: يا دول التحالف وخاصة السعودية والإمارات، احذروا من غضب شعب الجبارين شعب الجنوب العظيم، فنحن شركاء وليس أتباع والحليم تكفيه الإشارة، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

 

وأشاد نجل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض بالبيان الذي أصدره المجلس الانتقالي اليوم الاربعاء.

وقال هاني سالم البيض ان البيان يعبر عن معاناة الشعب الجنوبي وحقه في العيش بكرامة.

وأكد البيض ان بيان الانتقالي صدى وتعبير  صريح عن معاناة  شعب وحقه في العيش بكرامة وحرية وهوية وسيادة على أرضه.

 

من جانبه قال الاعلامي المعروف عادل اليافعي ان بيان الانتقالي واضح لمن اراد ان يفهم.

واكد اليافعي ان من سيعاند قناعته سيقول له الجميع عاناك الله على اوجاعك.

واضاف بالقول :"بيان الانتقالي واضح لمن أراد أن يفهم ومن عاند قناعته نقول عانك الله على أوجعاك القادمة وصراخك سيزعجك أنت فقط ولا أحد سواك .

 

الناشط الجنوبي عبدالقادر القاضي "أبو الليم" في تعليقه على بيان الانتقالي، قال أن جوهر مضمونه من أنه جدد العهد للشعب الجنوبي بانه مازال على العهد الذي عاهدوهم اياه برغم كل الصعاب والمؤامرات ومحاولة الالتفاف على القضية الجنوبية وعلى مطالبها السياسية المشروعة.

وأضاف القاضي "ولأول مرة تأتي فقرة صريحة يذكر فيها المجلس الانتقالي الجنوبي أنه في حل من أي التزامات مع الحكومة الشرعية التي اوصلت الامور الى المجاعة في كل المحافظات الجنوبية وقراها، بعكس البيانات السابقة التي كانت تجعل من الباب مواربا مع الشرعية لعل في يوم يحدث لقاء".

وأكد أن "اليوم وصلت الامور الى متفرق طريق" .. "اما ان يتخذون كقيادة مجلس موقفا واضح مع شعبهم ومن كل ما تمر به البلاد من أوجاع وأزمات خانقة مفتعلة بعد أن سلمت البلاد لتجار حرب وتجار نفط ... واما ان يظلوا في المربع الرمادي عن حياء وعن امل ب لعل وعسى".

وأشار الى أن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي دعا الشعب للخروج وهذه مهمة الشعب والتي لم يكل ولم يمل من الخروج وهو صاحب الكلمة، مضيفا وبنفس الوقت التزم المجلس الانتقالي الجنوبي بحماية الجماهير ومساندتها في كل أرض الجنوب تخرج فيه حشود تطالب بجنوبها وسيقف صفا واحدا معها ولن يتراجع.

وقال أن "الكرة لم ترمى في ملعب الشعب كما يريدون ان يفهموكم من لم يفهم .. الشعب هو مالك الكرة اصلا وهو في ملعبه وهو الجمهور ايضا .. فعلى من انتم تضحكون".

وأردف "المجلس قال للشعب خذوا جنوبكم ،، وهو هنا يكون قد رفع الحرج السياسي عنه كمجلس من أي طرف دولي أو اقليمي" .. فهو لم يقل في بيانه سوى أنه مع خيارات الشعب وعلى الشعب ان يتحرك وهو سيتكفل بحماية الجماهير وهو كاستفتاء شعبي كبير لكنه هذه المرة مدعوم ببيان صريح".

وأشار الى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الثور الأبيض المتبقي في الجنوب.. فلا تدعوهم يأكلون الثور الأبيض.. لانكم ستؤكلون بعده، حسب قوله".

 

وفي الناحية الأخرى قال السياسي الكويتي انور الرشيد ان بيان وطريقة المجلس الانتقالي في الدعوة للسيطرة على المؤسسات الحكومية في مدن الجنوب لم تكن موفقة.

وقال ان العملية يجب الا تكون بهذه الطريقة وبهذا الاسلوب وهذه السياسة.

واضاف بالقول :"إن كان رأي المجلس الإنتقالي الزحف الجماهيري على مفاصل الدولة لفرض شرعية ثورية جماهيرية لتجنب ردود فعل اقليمية ودولية ضد المجلس الانتقالي ما كان يجب أن يكون بهذا الأسلوب والسياسة".

وأردف "الرسالة نصف موافقة ونصف رفض ومحاولة لنئي المجلس الانتقالي نفسه عن ما يحصل على الأرض".

 

وقال الصحفي الجنوبي أحمد الحسني أن دعوة «الانتقالي» الشعب للسيطرة على مؤسسات الجنوب، هي دعوة لقواته السيطرة على تلك المؤسسات.

وأشار إلى أن الانتقالي فقط يريد غطاء شعبي للسيطرة، حتى لايقول العالم إنه انقلاب، ويستطيع تجهيز عشرة ألف من القوات بلباس مدني، وبالبقية يكمل المهمة.

وأضاف انه وفي هذه الجولة سيظهر إلى العلن الخلاف الإماراتي السعودي، وحين تشتد وتيرته سيتحول الجنوب إلى رماد.

 

السقلدي: بيان الانتقالي حمل رسالة مبطنة للتحالف العربي

قال الصحافي الجنوبي البارز صلاح السقلدي أن بيان المجلس الانتقالي الاخير حمل رسالة مبطنة للتحالف العربي.

وقال السقلدي في تعليقه على بيان الانتقالي أن البيان لم يتطرق الى العمليات الحربية التي تخوضها المقاومة الجنوبية بالشمال.

وأضاف أن البيان خلا من المفردات السابقة مثل انقلابيين وحسم معركة الحديدة, التدخل القطري الايراني.

وأردف أنه ربما هذه اشارة مبطنة منه للتحالف من أنه "الانتقالي" بدأ يضيق ذرعا من هكذا وضع, وأنه قد يصرف نظر عن أي مشاركة عسكرية جنوبية بالشمال في قادم الأيام.

وتابع أن البيان أكد ان المجلس في حِلِّ من أية التزامات سابقة مع الشرعية، وهذا الموقف لأول مرة يعلن عنه المجلس بهذا الوضوح قياساً بحالة التذبذب في الفترة الماضية.

واشار الى أن البيان دعا التحالف ولأول مرة أيضا الى سرعة العمل على إنهاء الحرب والعمل على حل عادل يضمن حق الشعبين بالشمال والجنوب.

وعن باقي نقاط البيان قال السقلدي انها نقاط مكررة ومنها والدعوة الى تغيير الحكومة.

 

مراقبون قالوا أن بيان المجلس الانتقالي حمل نقاط قوة هذه المرة إلا أنه لم يبين آلية الخروج للشارع ومن سيقود هذه الثورة.

وأضافوا ان البيان خلا من التوقيت الزمني للنزول الى الشارع، مؤكدين ان على الانتقالي الاعلان على برنامج تصعيدي وخطوات معلنة للسيطرة على المؤسسات وتطمين المواطنين بوجود الكفاءات لادارة تلك المؤسسات.

واشاروا الى أن تحديد يقف زمني واضح يعد من أهم النقاط التي لم يتطرق لها البيان مؤكدين أن الخروج الى الشارع دون ضوابط سيقود الى الفوضى.