آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-11:01م

أخبار وتقارير


‭ ‬ضعف‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنها‭ ‬الطلاب استغلال‭ ‬انعدام‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬لبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء

الأربعاء - 26 سبتمبر 2018 - 08:41 م بتوقيت عدن

‭ ‬ضعف‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنها‭ ‬الطلاب استغلال‭ ‬انعدام‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬لبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء

عدن (عدن الغد ) خاص :

تقرير‭/‬سامية‭ ‬المنصوري‭ :‬

أصبح نقص الكتب الدراسية هاجساً يؤرق مدراء المدارس مع انطلاق كل عام دراسي جديد ، وتشكو وزارة التربية والتعليم اليمنية  من أزمة كبيرة في توفير الكتاب المدرسي لمختلف المراحل الدراسية منذ بدأ العام الدراسي الحالي، وأكدوا مدراء المدارس الأهلية في العاصمة المؤقتة عدن ان السنة هذه تأتي ازمة نقص الكتب اكثر من السنين السابقة ، إذ يتسبب نقص المناهج في إرباك العملية التعليمية في المدارس ، وتسعى بعض إدارات التعليم الأهلية، في محاولة تجاوز ذلك النقص، من خلال طباعة المناهج الدراسية ، بالرغم انهم سلموا رسوم الكتب المدرسية لوزارة التربية والتعليم للفصل الاول والثاني ، ولكن لم تسلم لهم الكتب حتى الان .

طباعة منهج مختلف من قبل الحوثيين

ظهرت أزمة الكتب بعد حرب 2015 في عدن من قبل ميليشيات الحوثي ، بالإضافة الى قيام جماعة مسلحي الحوثيين بطباعة منهج مختلف على بعض الكتب المدرسية بما يتماشى مع افكارهم ، وبالفعل تم وصول هذه الكتب الى المحافظة المؤقتة عدن ، وسرعان ماتم ألغاء توزيعها عن المدارس في عدن ، وكانت جماعة مسلحي الحوثيين تسحب جميع موارد الدولة قبل نقل البنك المركزي من العاصمة السابقة صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن ، وبعد ان تم نقل البنك المركزي الى المحافظة المؤقتة عدن ، تم إعداد إدارة العامة التنفيذية في عدن في 2017 وبدأت تنظم نشاطاتها من الصفر .

توقيع عقد مع مؤسسة المطابع المدرسية

بالرغم انه تم توقيع عقد من قبل وزارة التربية والتعليم مع مؤسسة المطابع المدرسية في عام الماضي 2017 ، ويبلغ قيمة العقد 14 مليار ريال ، حيث تكفلت الحكومة اليمنية 20 % فقط . و تم تسليم لوزارة التربية والتعليم سوى 1.5 مليار ريال من 4 مليار ريال، ومازالت وزارة التربية والتعليم  تبحث عن تمويل  80% ، إضافة ما تكفلت به الحكومة اليمنية، لتتمكن من طباعة الكتب الدراسية لجميع مدارس اليمن ، ولا احد يعلم كم قد يستغرق الوقت في البحث عن باقي التمويل .

و اكدوا اغلب مدراء المدارس الأهلية في العاصمة المؤقتة عدن، ان السبب الرئيسي هو اهمال وزارة التربية والتعليم ، وعدم الرقابة إتجاه موظفيها ، حيث انه تم خداعهم بقبض رسوم الكتب الدراسية ، ولم يسلموا لهم حتى كتب للصف الاول والثاني الإبتدائي التي تم طباعتها ، مما جعلهم يضطروا الى طباعة الكتب الدراسية دون الانتظار اكثر للكتب الذي في مخازن مكتب التربية ، لانهم قد بدأو في الدراسة ، والأهالي تسألهم عن سبب تأخير تسليم الكتب لأبنائهم ، ولن يتقبلوا منهم اي عذر لانها مدرسة خاصة برسوم وليست مجانية .

السوق السوداء

صنعت أزمة الكتب الدراسية سوق سوداء لبيع الكتب ، وانتشرت بسطات بيع الكتب في العديد من الأسواق وكل بسطة تبيع بسعر مختلف عن الاخر مستغلين ازمة الكتب وقلة توفرها في المدارس، حيث يصل سعر الكتاب الواحد الى 500 ريال ، في ظل تدنى طباعة الكتب في المطابع المدرسية ، إضافة إلى ضعف الميزانية مالية في الوزارة  لشراء الورق والحبر وادوات الطباعة، لطباعة المناهج  الدراسية بكل مراحله الابتدائية، والإعدادية، والثانوية وتوزيعها للمدارس.

يفضل اغلب اولياء الامور ومدراء المدارس الخاصة بطباعة الكتب المدرسية بدلا من الشراء من السوق السوداء ، بسبب رفع اسعارها من قبل البائعين مستغلين انعدامها ، خاصة ان البلاد تمر في أزمة اقتصادية صعبة وخانقة ، مما جعل الأغلبية الاهالي تجد صعوبة في شراء الكتب المدرسية من السوق السودا لأبناهم او حتى في طباعتها ،و حذر خبراء في مجال التربية والتعليم من الانعكاسات السلبية لهذه الأزمة على مستوى التحصيل العلمي لطلاب المدراس والخطة الدراسية للمنهج.

القضية مالية

وقال الأستاذ محمد عمر باسليم المدير التنفيذي للهيئة العامة لمطابع الكتاب المدرسي “ قررت الحكومة صرف 4 مليار ريال ، و استلمنا منها 1.5 مليار ريال وما زلنا نتابع استلام ما تبقى وهو 2.5 مليار ريال.

 واضاف “ بالنسبة للاحتياج الفعلي للكتب فقد تم تقييمها في فبراير 2018 ب 17 مليار ريال والآن يزيد عن ذلك بكثير بحكم ارتفاع سعر الدولار.                  

وتابع باسليم “ القضية هي مالية ، وخطة طباعة الكتاب تبدأ في العادة للفصل الأول في فبراير وتنهي في أكتوبر ، فلا بد من توفير المخصصات الكافية حتى نتبع هذه الخطة .

واشار باسليم “ لم يقدم أي دعم من اي جهات غير الحكومة ، بالرغم أنه نحتاج الى تكملة قيمة العقد، والتمويل إلى الآن من الحكومة فقط ولم نستلم اي تمويل خارجي لنكمل طباعة كل المراحل بأسرع وقت .

وتابع باسليم” تم انجاز طباعة كتب الصف الاول والثاني ، وتم تسليمها لمخازن مكاتب التربية ، وستبدأ المطبعة هذه الايام بطباعة كتب الصف الثالث .

إهمال وزارة التربية والتعليم

وقالت وكيلة في مدرسة خاصة في عدن الأستاذة نسرين عبدالله في حديثها لـ “لعدن الغد “ نعاني من إهمال وزارة التربية والتعليم من حيث الكتب ، لم يوفروا لنا كتب المنهج المدرسي على الرغم من استلامهم مبلغ رسوم الكتب المدرسية كامل للفصلين الدراسيين ، مما أدى إلى صعوبة العملية التعليمة لدى الطلاب ، وتراكم الواجبات المنزلية .

واضافات الوكيلة نسرين “  نحن كإدارة مدرسة اهلية نضطر الى شراء الكتب المدرسية من السوق السوداء بمبلغ 400 الى 500 ريال للكتاب الواحد او تصوير الكتاب المدرسي في مطابع قطاع خاص ليسهل للطلاب العملية التعليمية .

اكدت “ إن إهمال وزارة التربية والتعليم في العاصمة المؤقتة عدن سبب تسيب كبير في مطابع عدن للكتاب المدرسي حيث بدأو حالياً بطباعة بعض العناوين لبعض المراحل ولم يتم العمل او الطباعة أثناء العطلة لاستغلال الوقت ولنبدأ عام دراسي جديد وكل شي جاهز ومنظم .

واشارات الوكيلة نسرين “ انا كوكيلة مدرسة أهلية أناشد وزير التربية والتعليم بالرقابة على مخازن التربية بخور مكسر ، و أيضا مطابع الكتاب المدرسي وحسم زمام الامور والسيطرة ع الموقف ، و إيقاف ومحاسبة المتسيبين أصحاب الضمير الميت”.

يأمل الجميع من مدراء المدارس و المواطنين والمعلمين  ، أن تتحسن الأوضاع في السنة القادمة ، خاصة بعد أن تم توقيع العقد بين وزارة التربية والتعليم و مؤسسة المطابع المدرسية ، ويقيموا ان ظاهرة أزمة الكتب تعد مشكلة اكبر واخطر مشكلة تواجه البلاد ، كون هذا متعلق بمستقبل البلاد فالجيل الناشئ هو مستقبل البلاد وتعليمهم قد ينتج مستقبل واعي ومثقف يحل مشكلة الفقر والجهل الذي قد يقود صاحبها للفساد ، وبرغم أن الوزارة حتى الان تبحث عن تمويل لباقي قيمة العقد من العام السابق ، الا ان اغلب المواطنين متفائلين لبداية هذا الخطوة وقيموها انها تعد خطوة الى الامام لصالح مستقبل البلاد ومستقبل أبنائهم