في ظل واقع تعليمي صعب ووسط كوم من الظروف القاهرة ،مازال هناك بريق أمل يشع متجاوزا ظلام اليأس يحفر بين صخور التغييب بحثا عن المستقبل المنشود ، ففي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع هناك مدرسة الفقيد أكرم الصيادي كفصول ابتدائية لتلاميذ اتخذوا صفوفهم في عمارة مكشوفة وكراسيهم خيام على الأرض مع دفتر أو اثنين لجميع المواد وملابسهم ممزقة لكنهم شعلة في التعليم والتلقي.
ومع كونهم فقراء مهمشين ونازحين ، حيث أخضعوا لنهج القراءة المبكرة فهم حالياً أطفال بصف أول وثاني ابتدائي يكتبون ويتحدثون بطلاقة أفضل من صفوف إعدادية في مدارس أخرى ويجيدون الأنشطة اللاصفية فهم يتميزون بروعة الإنشاد والتمثيل والشعر والقصة..إلخ.
وعلى الرغم من أن الصفوف مكتظة بطلاب صغار من النازحين والطبقات المهمشة والفقيرة يفترشون الأرض وفي صفوف لأتشجع على التعليم ناهيك عن البيئة التعليمية التي ينبغي أن تعين الطالب على التلقي وحفظ المعلومة ، وفي مدرسة هي عبارة عن عمارة تبرع بها فاعل خير مؤقتا ، حيث أبدى مدرسين ومدرسات متطوعين بالعمل والتدريس بعد إن قهروا مصالحهم الشخصية وصاروا يخدمون المنطقة في تعليم الطلاب لتكون الثمرة إيجابية ومستوى الطلاب فاق أغلب التوقعات.
وفي زيارة نسقت لها مؤسسة" انجازاتنا التنموية " ورئيستها اعتماد الفقيه وبقية طاقم المؤسسة قام فريق تربوي وأعضاء في السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية بزيارة مدرسة الفقيد أكرم الصيادي بمديرية قعطبة .
حيث تفاجئ الجميع بمدى الانضباط ،والنظام والمستوى التعليمي الذي وصل إليه التلاميذ رغم أن المبنى بلا مقومات في غرف هي عبارة عن صفوف صغيرة بدون كراسي ولوسائل تعليمية معينة للطلاب الأمر الذي جعل مؤسسة إنجازاتنا التنموية تتعهد بالمتابعة وتوفير الكتب المدرسية اللازمة لهذه المدرسة مع توجيه مناشدة عاجلة للمنظمات والمؤسسات العاملة واليونيسيف ومنظمات حقوق الطفل والهلال الأحمر للتدخل الفوري وإنقاذ مستقبل هؤلاء الطلاب.
فهل تجد هذه المناشدة الإنسانية النبيلة أذانا صاغية وأنفس نبيلة وأيادي معطاءة تحب عمل الخير وتقديم ولو أدنى مقومات التحفيز المطلوبة لهؤلاء .
