آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-12:45م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد أسباب الانهيار الشامل في الجنوب.. وتحديات في طريق ثورة الشعب

الأربعاء - 05 سبتمبر 2018 - 05:04 م بتوقيت عدن

تقرير يرصد أسباب الانهيار الشامل في الجنوب.. وتحديات في طريق ثورة الشعب

عدن(عدن الغد) خاص:

غضب الشارع الجنوبي في مواجهة حسابات الشرعية والتحالف

 

- هل تكون الثورة الشعبية بداية النهاية لتردي أوضاع الجنوب؟

 

- ماهي أدوات وأساليب التصعيد الشعبي المعلن عنه؟

 

- كيف تسعى قوى سياسية لاختطاف ثورة الجنوبيين الجديدة كسابقاتها؟

 

 أينجح الشعب في انتزاع حقوقه وطي أسوء حقبه فرضت عليه؟

 

ثورة البطون الخاوية في الجنوب.. من ستسقط؟

 

تقرير/ عبدالله جاحب

 

انطلقت شرارة الغضب وتجاوز الصبر كل أسوار المحافظات الجنوبية في اليمن وبعد صمت طويل تجاوز ثلاث سنوات عجاف يعانق اليوم الغضب الشعبي العارم على تردي الأوضاع سماء الجنوب ويعلن عن هبه وانتفاضه شعبية.

ارتفعت أصوات البطون الخاوية وتجاوزات سواحل وهضاب وجبال الجنوب لتعلن عن ميلاد ثورة شعبية على أوضاع معيشية مزرية لم تشهدها اليمن طيلة حقب وأنظمة أكثر شراسة في نهب وامتصاص خيرات ومقدرات البلاد لكنها لم تصل بالشعب مطلقا إلى ما أوصلته إليه اليوم قوى الشرعية والتحالف في المناطق التي تخضع تحت سيطرة كل من التحالف العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات, وحكومة فنادق الرياض او ما يطلق عليها بـ "الشرعية".

 

- انتفاضة جنوبية في الأفق

الغضب يملئ كل أرجاء وزوايا الجنوب وتلوح في الأفق الجنوبي ملامح ومعالم انتفاضة شعبية جنوبية ستحمل في طياتها الكثير من المتغيرات والمعطيات الدراماتيكية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والخدماتية، وقد تتطور وتصل إلى تغيير المعادلة العسكرية والأمنية على الخارطة الجنوبية نتيجة ل حالة الانهيار الأمني وهشاشة القاعدة الأمنية التي أنشأها واعتمد عليها التحالف العربي في الهيمنة والوصاية على الجنوب المحرر.

 

- سياسيات الشرعية والتحالف الكارثية

أوصل التحالف العربي وشرعية الفنادق المناطق المحررة في جنوب اليمن إلى أسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية طيلة أكثر من ثلاث سنوات خلت من السيطرة على كل مقدرات ومنافذ وموانئ ومطارات الجنوب ومنعه من ترميم اقتصاده من خلال تصدير ثرواته النفطية والغازية المعطلة منذ تحريره من غزو مليشيات (صالح – الحوثي)، ومنع الجنوب من استعادة مؤسسات الدولة حتى بلغ الأمر حد منع عدن من استعادة السلطة المحلية للمحافظة وهو ما يتضح في عرقلة تعيين محافظ للمحافظة وترك عدن تعيث في فساد وعبث القوى السياسية والتشكيلات الأمنية والعسكرية التي تتبع هذا الطرف أو ذاك.

 

- انهيار اقتصادي بفعل فاعل

كل ذلك عجل وبشكل سريع إلى تنامي الغضب الشعبي والانهيار الاقتصادي ودخول العملة المحلية إلى غرفة الإنعاش والموت السريري، وارتفاع العملات الأجنبية أمام "الريال اليمني" بشكل جنوني تبعه ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية والسلع والمحروقات بات معه الجوع والفقر يفترس الجنوبيين.

كل ما سلف من انهيار يأتي كمحصلة للإيقاف التام لاستعادة مؤسسات الدولة وتطبيع الحياة, وتعطيل استئناف دوران عجلة الاقتصاد والاستثمار التنمية والإعمار, وتفشي الفساد بشكل كبير بعد تحرير الجنوب في 2015م واستشراء الفساد على حد سواء في أوساط الحكومة الشرعية والقوى التي شكلها التحالف العربي في الجنوب، وكل ذلك تم في ظل صمت مريب من قبل قيادتي التحالف والشرعية.

لتكون الطامة الكبرى بإيقاف أهم مرتكزات الاقتصاد الوطني المتمثلة بتعطيل تصدير النفط والغاز وإغلاق ميناء تصدير النفط في الضبة ومنشأة بلحاف الغازية دون أي سبب يذكر ورغم أن البلاد والشعب في أمس الحاجة لعائداتهم من العملة الصعبة!.

كل تلك الكوارث نتاج لحزمة من الأسباب الاقتصادية، يضاف إليها أسباب أخرى أوصلت إلى تردي الأوضاع الأمنية في حاضرة محافظات الجنوب وعاصمة البلاد المؤقتة عدن نتيجة تشرذم الأمن وضياعه بين تشكيلات وجماعات وتكوينات ومليشيات تتقاسم المسؤولية عنها دول التحالف العربي السعودية والإمارات وحكومة الشرعية.

كل ذلك ساعد على تنامي الفقر والجوع وتدهور الأوضاع وانهيار العملة وغياب المشتقات النفطية والاعتماد على التقطير "التحالفي" في دعم الأسواق بين الحين والآخر وتحولت البلاد إلى يد "مدوده" ودولة "متسوله" بين أروقة التحالف.

اليوم وبعد طيلة ثلاث ودخول الرابعة العجاف تنبعث روائح الغضب من الجنوب وتعلن عن قيام ثورة شعبية جنوبية وانتفاضه ضد أدوات الجوع والتجويع والركوع والخنوع والخضوع وتبشر بهبة شعبية لا تبقي ولا تذر ولا يسلم من رائحها قوي النزاع والصراع وأدوات الداخل التحالفي.

فقد جعلت دول التحالف العربي من اليمن مناطق خاصة لنقل الصراع والنزاع وتحويلها إلى ساحة ومضمار لتصفية حساباتها مع كثير من دول العالم والإقليم وجعل الأراضي اليمنية ميدان لذلك.

كل ذلك ساعد على غليان الشارع وضجر المواطن ومحاولة الخروج من النفق المظلم الذي وصل إليه من خلال سياسة تحالفيه عقيمة وغطاء شرعي ساعد في تجويع وانهيار الحياة وعدم وصولها إلى بر وشاطئ الأمن والأمان.

أوقد الشعب شرارة الغضب بركان الثورة وارتفعت أصوات البطون الخاوية لتعلن نفاذ كمية الصبر وانعدام التحمل وتبعث روائح الغضب ل تعانق سماء الجنوب وميلاد ثورة, فهل تكون بداية النهاية لسقوط التحالف والشرعية؟ وكيف سينفذ الشعب ذلك؟ وماهي أدوات وطرق وأساليب نجاح الثورة الشعبية؟ أم هل تسرق وتختطف مثل سابقاتها؟! أو تكون نهاية حقبة هي الأشد مأساوية في تاريخ البلاد؟.