آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:02م

أدب وثقافة


10 أيام قبل الزفة (مراجعة نقدية)!

الأربعاء - 29 أغسطس 2018 - 04:04 م بتوقيت عدن

10 أيام قبل الزفة (مراجعة نقدية)!

كتب / عبدالرحمن محمد العمودي

نحن أمام أول فيلم سينمائي جماهيري في تاريخ البلد ، في البداية لم اكن متحمس للفيلم لكن بعدما رأيت الاقبال الجماهيري قررت مشاهدته. للأمانة اخذت قرار قبل المشاهدة بأن لا أتعاطف مع اي قضية انسانيه يتناولها الفلم واركز في الجوانب الفنية وكيفية سرد القصة وتقديما كعمل سينمائي ، لكن فجأة "لقيت نفسي بتأثر بالدراما وبضحك من المواقف الكوميدية". لكن هنا سأكتب مراجعة من وجهة نظري الشخصية.

 

القصة :

لعمرو جمال .. تدور قصة الفيلم حول رشا ومأمون شابان مقبلان على الزواج وسط صعوبات وتحديات فرضها عليهم الواقع بعد حرب 2015.

تم سرد القصة بطريقة دراما المواقف في اطار زمني لا يتجاوز العشرة أيام ، كل ما مر يوم يبدأ رتم القصة تدريجياً بالعلو حتى يصل إلى العقدة ثم الانفراج.

 

السيناريو والحوار :

لـ"مازن رفعت" و"عمرو جمال" .. بالمجمل كان السيناريو في اغلب فتراته متماسك،  واظن بأن عدم التشتت بسرد قصص فرعيه أخرى في الفيلم والتركيز على خط السرد الرئيسي مهد الطريق لتماسك البناء الدرامي مما صب في مصلحة الفيلم بخلق حوار قوي لجميع الشخصيات دون استثناء.

 

الإخراج :

لـ"عمرو جمال" .. المخرجين انواع منهم من يكون اهتمامه الاول بأخراج افضل ماعند الممثل ويسميهم النقاد بـ"مخرجين الممثلين" ونوع آخر يهتم بجمالية الصورة ، عمرو جمال وافق بين الاثنين مع اني اراه يوافق النوع الاول اكثر ، سأتحدث لاحقاً عن الاخراج في مميزات الفيلم وعيوبه.

إنما الاخراج بالمجمل كان ممتاز وفي أفضل حالاته.

 

الموسيقى التصويرية:

لـ"سالم فدعق" .. بلا ادنى شك قوة اي فلم سينمائي تكمن في جمالية موسيقاه التصويرية ، موسيقى "سالم فدعق" طفت على سطح الفلم والهبت مشاعر المشاهدين عندما صمت السيناريو.

 

الاداء التمثيلي :

عمرو جمال أستطاع ان يخرج أفضل ماعند "سالي حماده" ، أداء اعتبره من وجهة نظري مقنع ، ردات الفعل وإيصال الاحساس إلى المشاهد بالنظرات وتعابير الوجه بدون "الافورة" بالصوت يعتبر تطور ملحوظ في اداء "سالي حماده".

"خالد حمدان" هو الآخر اجاد في دوره ، كوميديا "قاسم رشاد" لا يُعلى عليها في الفيلم ، جميع "كاست" الفيلم كانوا حاضرين سواء اصحاب الادوار الصغيرة او الكبيرة الجميع قدم أفضل ما عنده.

"بكار" سيكون أفضل لو اشتغل على تعابير وجهه.

 

مميزات الفيلم :

* التنقل مابين مشاهد الدراما والكوميديا في الفيلم من دون ان يتضرر رتم الاحداث وتعطيل خط السرد شيء عظيم ويحسب لعمرو جمال ، فالكوميديا في الفلم كانت مبرره ولم تكن عبثية ، اضف إلى ان "الافيهات" الكوميدية رسخت بأذهان المشاهدين.

 

*اخراج الكوميديا اصعب من اخراج الدراما شيء لا يعلمه إلا المختصون بالسينما ، عمرو جمال استطاع ان يخرج المشاهد الكوميدية ببراعة يجب ان يثنى عليها.. فهناك مشهد كوميدي صامت اضحكني واضحك الجمهور ، اجاد في إخراجه عمرو جمال.

 

*المشاهد الحوارية الحركية الطويلة التي يكون اطراف الحوار فيها اكثر من اربعة غالباً تكون صعبة التنفيذ .. هناك مشهد حواري في الفيلم كان على شاكلة هذه المشاهد استوقفني لبراعة إخراجه.

 

*مشهدي الاجواء الماطرة في الفيلم شيء لا يُعلى عليه ، وانا اشاهد نسيت نفسي بأنني امام فيلم محلي الصنع ، وتعلمون ماذا يعني خلق اجواء سينمائية ماطره وان تظهر بهذه الطريقة الاحترافية في ظل هكذا امكانيات.

 

عيوب الفيلم :

في منتصف الفلم كنت اسأل نفسي لماذا ام رشا تقف ضد رغبة ابنتها بالزواج من مأمون لان المنطق غالباً يقول بأن الام يجب ان تظهر متعاطفه مع رغبة البنت إلى ان تم ايضاح دافع الام في احد مشاهد الفلم الاخيره بفلاش باك حواري جرى بين "امل قاسم" الام و "سالي حماده" البنت عندما سردت الام قصة زوجها من حرب 86 إلى 2015 هنا وجدنا المبرر والدافع لمعارضة الام .. لكن هناك مواقف جرت من بعض شخصيات الفلم تجاه بطلي الفلم لم تكن مبرره وتمنيت ان يتم تبريرها ولكن انتهى الفلم بعلامة استفهام لتلك الدوافع.

 

*دخلة الفلم وطريقة تصوير اول مشهد لم تعجبني اطلاقاً.

مشكلتي الرئيسية مع الفيلم بأنه لم يقدم لي مبررات كافيه لفهم دوافع ومواقف بعض الشخصيات ، لكن بالمجمل الفلم كان قوي والملاحظات التي ذكرتها لا تقلل من عظمة الفيلم وقوته لأنه وبكل بساطة "كل أفلام الدنيا مليانة عيوب".

 

تقييمي  10 / 8.4

يستحق هذا التقييم لان الفلم بأمانه أعجبني واستمتعت بكل ثانية.