يحمل الرئيس عبد ربه منصور هادي في زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة ملفات هامة.
الرئيس هادي بدأ بالأمس زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية ستشهد على مدى يومين مباحثات رفيعة المستوى مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
- السيسي وهادي وتطورات الأزمة اليمنية
المتحدث باسم الرئاسة المصرية "بسام راضي" أكد أمس أن مؤتمرا صحفيا سيعقد عقب انتهاء مباحثات الرئيسين.
وتستمر زيارة "هادي" للعاصمة المصرية يومين يجري خلالها عدة لقاءات مع الرئيس السيسي ورئيس مجلس النواب المصري "علي عبد العال"، وأمين عام جامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط".
من جانبه كشف وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن القمة المصرية اليمنية تأتي استمرارًا للحوار الاستراتيجي الذي يُعقد بشكل مستمر بين الرئيسين المصري واليمني، كلما أتيحت لهم الفرصة لذلك.
وأضاف «اليماني» في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة في مصر"، الذي يعرض على فضائية "الحياة"، أن "الرئيس اليمني سيطلع السيسي على تطورات الأوضاع في اليمن، وتحديدًا على الصعيد العسكري، بالإضافة إلى الجهود الأممية التي تُبذل لتحقيق السلام، وحل الأزمة اليمنية".
- خلاف الإمارات مع الشرعية يتصدر المباحثات
وأكدت مصادر سياسية أن مباحثات الرئيسين هادي والسيسي ستركز في جانب كبير منها على إيجاد حلول تنهي الخلاف القائم ما بين الشرعية اليمنية والإمارات.
وقال مراقبون أمس إنه من المتوقع أن يبحث "هادي" مع "السيسي" الدور المصري لإجراء وساطة بينه وبين الحكومة الإماراتية لإنهاء الخلاف القائم بين الطرفين بما يضمن تسوية سياسية طويلة الأمد.
وشهدت الفترة الأخيرة تدهور في العلاقات بين الرئيس اليمني والإمارات بدأت جراء تدخلات إماراتية بعدن ومناطق يمنية أخرى وصفتها الإدارة الشرعية بـ "التصرف في اليمن كدولة محتلة وليس محررة"، وزادها تدهور الخلاف العلني بين الطرفين بشأن الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى اليمنية.
- قيادي جنوبي: هادي ينظر إلى أبعد من الخلاف مع الإمارات
وقال القيادي الجنوبي أحمد الربيزي، وهو مدير مكتب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، ان زيارة الرئيس (هادي) للقاهرة لها أهداف متعددة ليس أهمها علاقاته مع دولة الإمارات وتوسيط (السيسي) لإذابة جليدها كما يُعتقد.
الربيزي وفي سلسلة منشورات كتبها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس حول زيارة هادي قال: "ان الأهم من ذلك ما صرح به (غريفيث) من اشراك المؤتمريين في مفاوضات جنيف، ويسعى هادي لتنسيق موقفهم وتوحيدهم بعيداً عن تأثير طارق عفاش عليهم".
وتابع الربيزي بقوله: "سبقت زيارة هادي الى القاهرة صدور قرارات رئاسية بتعيين (مؤتمريين) محسوبين على جناح (عفاش) هما حافظ معياد مستشارا اقتصاديا ونبيل الفقيه وزيراً للخدمة المدنية".
وأكد الربيزي ان التعيينات الاخيرة جاءت كبادرة "حسن نوايا"، مؤكدا انه يريد بها قطع الطريق عن تشكيلهم لتكتل مؤتمري لا يخضع لشرعيته وقيادته.
- الإرياني: زيارة الرئيس لمصر تحمل رسائل مهمة
بدوره قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي التي بدأها أمس إلى القاهرة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل السياسية المهمة للمجتمع الدولي.
وأوضح الإرياني في منشور كتبه أمس في "تويتر"، أن "الزيارة تؤكد على استمرار الدعم المصرى لقضية اليمن العادلة وإدراك القيادة المصرية لأطماع الحوثيين فى اليمن"، مؤكدا أن مصر لم تدخر وسعا لعون اليمن.
- هل سيطلب (هادي) تدخل مصر في الحرب؟
تؤكد مصادر مطلعة أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بدأ فور وصوله أمس إلى القاهرة مباحثات هامه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول أوجه التعاون المشترك في مواجهة الأزمات واهمها الازمة اليمنية.
وتأتي زيارة الرئيس اليمني لجمهورية مصر العربية في مرحلة مفصلية تعيشها اليمن بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية واستيلائهم على العاصمة صنعاء ومدن أخرى من البلاد.
وعلى الرغم من تحرير القوات الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وبدعم من التحالف العربي التي تقودها السعودية، لأجزاء واسعة من البلاد، إلا أن الخطر الحوثي لا يزال يتهدد المنطقة برمتها.
وتوقع مراقبون أن يطلب الرئيس اليمني "هادي" من نظيره المصري "السيسي" تدخلا عسكريا بحريا لشل القدرات البحرية الحوثية، بعد تهديد المليشيات للملاحة بمضيق باب المندب.
وأشار المراقبون أن هادي سيبحث خلال الزيارة مشاركة البحرية المصرية في عملية خاطفة للسيطرة على ميناء الحديدة الذي يمثل منطلق المليشيات لتنفيذ اعتداءاتها على السفن البحرية.
وتمتلك مصر اسطولا بحريا قويا مزودا ببارجات وغواصات ويعد الأشد تسليحا والأفضل أداء عربيا.
ومؤخرا استهدفت المليشيات الحوثية بعدة عمليات إرهابية خطوط الملاحة الدولية المارة بمضيق باب المندب الاستراتيجي.
وقبل حوالي اسبوعين استهدف الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين مما أدى الى اعلان المملكة ايقاف نقل النفط عبر مضيق باب المندب مؤقتا.
ويمثل مضيق باب المندب شريان حياة لقناة السويس المصرية التي تعد هي وباب المندب اهم المنافذ البحرية في العالم، وبالتالي فإن توقف الملاحة الدولية في المضيق سيؤثر سلبا على الملاحة بالقناة.
- السيسي يعلن تأييد مصر للقيادة اليمنية
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن أمس أن القاهرة تؤيد الجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية، فإننا نُرحب بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، الساعية لاستئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الأساسية المتفق عليها دولياً، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيس عبدربه منصور هادي مع نظيره المصري، فى مقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، أمس الإثنين.
- مباحثات بمصر ومؤتمر في الرياض
وتزامنت زيارة هادي إلى القاهرة عقد الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مؤتمرا رفيع المستوى أمس، شارك فيه رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبد اللطيف الزياني، وبحث مرجعيات الحل السياسي للأزمة اليمنية، ومناقشة المبادرة الخليجية، وآليات تنفيذها، واستحقاقات الانتقال السلمي للسلطة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وجهود الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية عبر الوصول إلى حل سلمي يقوم على المرجعيات المتفق عليها.
- حشد عربي وخليجي لحسم الصراع اليمني
ومن الرياض، قال الكاتب اليمني هاني مسهور إن "زيارة هادي إلى القاهرة تأتي بالتزامن مع مؤتمر مجلس التعاون الخليجي لتثبيت المرجعيات الثلاث، والحشد لها، ومواجهة اختراقها في ظل محاولات الأمم المتحدة لتفكيكها".
وأوضح مسهور، في تصريح لـ (إرم نيوز)، أن "هادي يعمل على حشد الدعم العربي تجاه تحرير مدينة الحديدة، التي ستغير موازين القوى على الأرض في اليمن، وستجبر الحوثيين على قبول الحل السياسي المقبل".
بدوره قال الباحث السياسي اليمني، جمال باراس، إن المرجعيات الثلاث تحتاج تأكيدًا ودعمًا من مصر، في ظل العمل على الوصول لتسوية، والعمل على مواجهة محاولات الأمم المتحدة للمساس بهذه المرجعيات، مشيرًا إلى أن لزيارة هادي أهمية كبرى، في ظل ظروف إنسانية وسياسية صعبة تمر بها اليمن، وعلى اعتبار أن القاهرة هي المكان الذي من الممكن أن تنطلق منه رؤى تحمل حلولاً جديدة للأزمة اليمنية.
وأشار باراس في تصريح خاص لـ “إرم نيوز”، إلى أن التشاور مع الرئيس المصري، سيدور حول إجراءات جديدة تشارك فيها مصر، لحماية مدخل البحر الأحمر من باب المندب، الذي يعتبر الباب الرئيس الذي تضطلع بحمايته قوات التحالف، ومرتبط بمصالح القاهرة في الأمن القومي بشكل عام، وقناة السويس بشكل خاص، مشيرًا إلى وجود أهمية كبرى لتحرير الساحل الغربي، الذي تنطلق منه عمليات مؤثرة للحوثيين، الذين يقومون من خلال سيطرتهم على هذا الجزء باستهداف السفن التي تمر في هذا الممر الملاحي، وهو ما أثر سلبًا على الملاحة الجوية؛ ما انعكس على وضع قناة السويس.
- قيادي مؤتمري بارز: زيارة هادي فرصة لقيادات الخارج
القيادي المؤتمري ومحامي الرئيس الراحل (صالح) محمد المسوري قال ان زيارة الرئيس هادي لمصر فرصة للقيادات من أجل الوطن والشعب.
وقال المسوري: "زيارة الرئيس هادي لمصر فرصة للجميع وخاصة القيادات.
لأجل الوطن والشعب، قابلوه كلموه فضفضوا بما في داخلكم، قولوا له إحنا زعلانين منك منزعجين، عاتبوه لومومه قولوا له الله المستعان. مجدوه إمدحوه. المهم قابلوه".
واضاف: "ليس لأجلكم ولا لأجله. بل لأجل الوطن والشعب. فعدونا الحوثي يجمعنا.. قابلوه".
