آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-02:05م

أخبار وتقارير


حزب العدالة والديمقراطية يحذر الرئيس من مؤامرة للانقلاب عليه ويدعو مجددا الى شراكة حقيقية

الثلاثاء - 31 يوليه 2018 - 10:20 م بتوقيت عدن

حزب العدالة والديمقراطية يحذر الرئيس من مؤامرة للانقلاب عليه ويدعو مجددا الى شراكة حقيقية

عدن (عدن الغد ) خاص :

اعتبر حزب العدالة والديمقراطية ان الوضع في اليمن يزداد تعقيدا، أكثر مما هو معقد، بفعل استمرار الحرب وتداعياتها على كل المستويات، وانعدام اية مؤشرات حقيقية للانتصار للخروج من هذا الحال المزري، فيما الاتجاه نحو مسار الحل السياسي، في هذه الظروف، سيخدم الانقلابيين في اليمن.

وقال رئيس الحزب محمد عمر زين السقاف ان المشهد العام في البلاد لا يبشر بعودة سريعة للاستقرار وحلحلة الأزمة المركبة، التي تعصف بها، وعجز التحالف العربي والشرعية عن تطبيع الحياة في عدن والمحافظات المحررة، في ظل استمرار الانقلاب بصنعاء وتصعيده العسكري، وآخرها استهداف ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، وقرار السعودية تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، وتداعياته وطنيا واقليميا ودوليا.

ودلل على ذلك بالإشارة الى الأوضاع المتردية في عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وعدد من المناطق المحررة، حيث تسود الفوضى الأمنية وتردي الخدمات والعجز عن حلحلة القضايا الناشئة عن الحرب، وسيادة الفساد واستمرار ظاهرة الاغتيالات في عدن، وانهيار العملة الوطنية وزيادة الأسعار ونهب الأراضي وعدم تفعيل مؤسسات الدولة، وتعدد المليشيات والتشكيلات المسلحة تحت مسميات عديدة، ومنها تلك الخارجة عن سلطة الحكومة.   

واعتبر السقاف ان عودة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الى عدن وقراره الاستقرار فيها مثل بادرة جيدة، استبشر بها المواطنون خيرا، غير ان الأمور جرت عكس ذلك، ولم يستطع التحرر من قيود فرضتها المتغيرات على الميدان، ما يمكن ان يؤدي الى تلاشي سلطته، بفعل اداء حكومته، وأداء التحالف واستمر في آلية العمل نفسها ومع الإفراد نفسهم في السلطة، الذين اثبتت الوقائع طيلة السنوات الثلاث الاخيرة بعد تحرير عدن، انهم فشلوا في أدائهم، بل تورطوا في حالات فساد واسترزاق من الأوضاع المتفاقمة، ولم يفكر باعتماد شراكة حقيقية مع إطراف وطنية مخلصة تساعد في انتشال الأوضاع.

ونوه الى ان فقدان سيطرة الشرعية سلطتها ميدانيا في عدن، لحساب إطراف أخرى، وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وتشكيلات عسكرية تأتمر بأمره ، والذي بدوره عمل على احتضان قاتل الجنوبيين ( طارق عفاش ) وتوفير له الملاذ الآمن هو وتشكيلاته المسلحة ، متناسين مظالم الجنوبيين والدماء التي سفكت خلال  احتلال قوات طارق عفاش الأخير للجنوب ،  مما أخل بالوضع الأمني والمعيشي وظل وما زال مهددا عدن والجنوب بشكل عام بصراع ومواجهات مسلحة، وهو ما يعني ان مثل هذه الإطراف أيضا، ليست هي البديل لتطبيع الوضع والاستقرار.

واعتبر السقاف ان السعودية والإمارات معنيتان الى جانب الشرعية بهذا الوضع المتردي، فهي جميعا تمتلك كل عوامل القوة والنفوذ، من السلاح والمال والإدارة العسكرية والأمنية، ولم تبد موقفا معلنا وصريحا ازاء الاختلالات ومعالجتها، ولم تفسر الكثير من الوقائع الدالة على الابتعاد عن أهداف التحالف العربي.

وأوضح ان من يقف على رأس المؤسسات المختلفة وطبيعة الإفراد في تلك المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية وغيرها، ليسوا هم المؤهلين لها، بعد ان اتت بهم دوافع المصالح والرغبات، وتحولوا أدوات وبنادق للإيجار ، بينما تم استبعاد القوى والشخصيات الوطنية  ورجال المقاومة الحقيقيين، الذين دافعوا عن عدن وغيرها، بل تم استهدافهم بكافة الإشكال، فيما توارى الكثيرون عن المشهد، بعد ان ايقنوا ان التحالف والشرعية ابتعدا عن الشراكة المفترضة مع من هم أحق في ان يكونوا بصدارة المشهد، لحساب مرتزقة باجندات مغايرة، بعيدا عن مصلحة الوطن والمواطن.  

وأشار رئيس حزب العدالة والديمقراطية الى ان العلاقة بين التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات من جهة والشرعية في الرئاسة والحكومة اليمنية، تعيش أزمة شراكة حقيقية، رغم الاهداف المعلنة للتحالف، الذي من المفترض انه نشأ لدعم الشرعية في اليمن، وهو الامر الذي نبه اليه الحزب مرارا وتكرارا.

وقال ان لا جدوى من استمرار هذا الوضع  المعطوب، الذي  يزيد من سوء الوضع في البلاد، طالما وهي تعتمد على نفس الأدوات والإفراد، الذين فشلوا في إدارتها، بل وزادوا من معاناتها، ووقفوا خلف الكثير من الوقائع التي عبثت بالأمن والاستقرار، مستغربا من الصمت المريب لقيادة التحالف والشرعية للتداعيات الخطيرة التي تشهدها عدن، وأبرزها الاغتيالات والاختلال الأمني المتصاعد، والتدهور المستمر للعملة الوطنية.

ودعا السقاف الرئيس هادي  إلى الوقوف بصدق إمام الأدوات المحيطة والآلية التي تعمل بها والاعتماد على شراكة وطنية مخلصة، غير ملوثة لإدارة البلاد، وتصحيح وتصويب العلاقة مع دول التحالف، قبل فوات الأوان، لإيقاف التدهور العام الذي تشهده بلادنا محذرا الرئيس هادي من وجود مؤامرة تحاك للانقلاب عليه .

عدن ـ 31 يوليو 2018م