آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-03:06م

أدب وثقافة


سباع وضباع

الجمعة - 01 يونيو 2018 - 12:00 ص بتوقيت عدن

سباع وضباع

عدن((عدن الغد)) خاص :

تزايدت الفرائس ولم يعد الأسد قادر على السيطرة وحدة عليها وابقاؤها تحت سيطرته ونظر عينيه فقرر عقد صلح مع الضباع التي كانت طالما تنتظر أن يرضى عليها الأسد ويمنحها شيء من فضلة طعامه أو حين يشبع يغادر ساحة الافتراس تاركاً ما تبقى لغيره من ذات الانياب أن تأكل مما يزيد من طعامه ، لكن الفرائس والطرائد المتوافرة في الغابة فرائس عملاقة لهذا قرر الأسد أن يدخل في حلف مع جيرانه الضباع قائلاً لهم:

إخوتي ضباع الغابة بعد أن جلست لمراجعة نفسي قررت أن أشرككم في الصيد فلكم أن تصيدوا بعد أن تستأذنوا مني

فرح قطيع الضباع وأعلنوا رضاهم ودعواتهم لسيد الغابة الذي تفضل عليهم ومنحهم حق الصيد في وجوده دون الحاجة إلى انتظار ما يفيض من طعامه قائلين:

شكراً أيها السيد .. هذا فضل لن نساه أبداً

يزمجر الأسد حتى يظل القطيع مستشعر بقوة الاسد ويظل يعمل تحت سيادته ، يغادر الأسد الغابة ويعود إلى عرينه وهو مطمئن على بقاء الغابة تحت سيطرته وأن قطيع الضباع يعمل في حدود ما سمح لهم العمل به وأنهم لن يتعدوا إلى أبعد مما سمح لهم وهو مكتفٍ بما يصطاده مما يكفيه ويملأ بطنه ، شعر قطيع الضباع بأن الأسد لم يعد مهتم بشؤون الغابة حتى بدأ شباب قطيع الضباع يفكر بالسيادة والهيمنة على الغابة وإقصاء الأسد قائلين:

يبدو أن الضعف والوهن قد حلَّ بالأسد ، وهذه فرصتنا لطرده من الغابة حتى تكون السيادة لنا

يعارض كبار القطيع الفكرة ومحاولة الحفاظ على عهدهم مع الأسد:

لا لن ننقض العهد ، كان كرم من الأسد أن أشركنا في صيد الغنائم وجعل لنا نصيب نحصله بأنفسنا، فإذا خالفنا العهد سيثور علينا ويطردنا من الغابة ولن نحصل على ما يشبع القطيع.

صغار وشباب القطيع ظل متمسكاً برأيه وبدأ القطيع ينشق إلى فريقين فريق محافظ على عهده مع الأسد لا يصطاد إلا في المكان الذي يسمح لهم الأسد النزول للصيد فيه وفريق أخر بقيادة شبل من القطيع يقود التمرد على سلطة الأسد ويأخذ لنفسه مكان السيادة وحرية التصرف في تخطيطه للاصطياد ومكانه ، وما أن وصلت الأنباء إلى الأسد حتى انتابته نوبةً من الغضب وراح يزمجر معلن عن غضبه لما يدور في الغابة من تمرد أشبال الضباع ، فإذا به ينطلق مسرعاً إلى حيث تواجد زعيم تمرد الضباع فينقض علية بأنيابه الحادة وبريق عينيه الغاضبتان أرعب كل قطيع الضباع المتمرد وهو يقطم عنق زعيم التمرد فيطرحه أرضاً وبدأ قطيع الضباع يتراجع خائفاً ويعلن خضوعه للأسد ويبادر بالاعتذار:

العفو منك يا زعيم الغابة .. غمرتنا بكرمك ، فطمعنا

يغادر الأسد ساحة المعركة وهو يجر زعيم تمرد الضباع حتى يستشعر باقي الضباع بالرهبة ، يقفل زعيم الغابة عند عرينه ويلقي بفريسته المتمردة ثم يزأر منادياً على قطيع الذئاب يدعوهم إلى مأدبة من لحم الضباع ويدخل إلى عرينه وهو ينظر إلى قطيع الذئاب تنهش الضبع المتمرد وقطيع الضباع ينظر في ألم وحسرة على ما ينظرون من التنكيل بأحد أفراد القطيع ، فيتمتم أحد أقران الضبع المقتول في نفسه قائلاً:

سيأتي اليوم الذي نثأر لك أيها الرفيق ونجعل الأسد عبرة لمن لا يعتبر ، ونتحكم في الغابة كما نشاء

ينسحب القطيع وتعود الحياة الطبيعية إلى الغابة ونفوس قطيع اشبال الضباع تتوقد منتظرة يوم فيه تنتقم لزعيمها الذي كان سوف ينطلق بها نحو الريادة والقوة

قصة قصيرة للصغار عصام عبدالله مسعد مريسي