آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-09:06م

ملفات وتحقيقات


تقرير : من المسؤول عن إلغاء مارتن غريفيت زيارته إلى الجنوب؟

السبت - 07 أبريل 2018 - 05:06 م بتوقيت عدن

تقرير : من المسؤول عن إلغاء مارتن غريفيت زيارته إلى الجنوب؟
غلاف صحيفة عدن الغد اليوم السبت

عدن (عدن الغد)خاص:

 

تقرير: عبدالله جاحب

 

في حادثه أصابت أحلام وتطلعات الشارع الجنوبي وقواه السياسية في مقتل واعتبرت خيبة امل دولية واقليمية من اجل الوصول والظفر بأول خطوات السلم الدولي نحو خوض غمار امتحان طاولة الامم وحوار ندي بعيد عن كل الأوهام والخزعبلات السياسية والدبلوماسية ووضع أقدام الجنوب في الطريق الدولي الصحيح.

 

فاجأ المبعوث الأممي الجميع في الجنوب بإلغاء الزيارة التي حددها الاسبوع الماضي في وقت سابق.

 

وقد أرجأ ذلك التأجيل او الإلغاء بأسباب( أمنية لوجستية) .

 

واكتفى بذلك بعيدا عن سرد أسباب أخرى .

 

 

 

كل ذلك لم يقتنع به الشارع الجنوبي الذي أصابه حالة من الشد والجذب والمد والجزر في الأسباب والدوافع فهي لم تكن مقنعة لهم سواء أمنية او لوجستية .

 

وقد حمل الشارع السياسي بعض الأطراف والقوى المتسارعة  إجهاض تلك الفرصة التي من شأنها تغيير الكثير من المستجدات والأحداث على الارض في طاولة الأمم الاقليمية، فبين مقتنع بتلك وغير مقتنع بها انقسم الشارع وأصبح بين مؤيد ومعارض لذلك .

 

واستقر على السؤال الأهم والأبرز الذي يتردد بين المنتديات والمجالس السياسية والأكاديمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ويعتلى صحف جنوب الوطن من المسئول عن عدم وصول مارتن إلى عاصمة الجنوب " عدن " .؟

 

 

 

أجهض الحلم

 

كان من أسباب عدم وصول المبعوث الأممي إلى عدن الحالة الأمنية التي أصابت عدن وبالتحديد في الفترة الأخيرة حيث ضربت عدن عمليات إرهابية متتالية في الفترة الأخيرة وكانت بمثابة كفاية بتغيير بوصله وصول ونظرة المبعوث الاممي الى عدن.

 

وتعيش عدن حالة من الاضطرابات الأمنية في الأشهر الماضية بين الحين والآخر وتضرب أجزاء متعددة  منها ومن سوء حظ عدن ان تلك العمليات الارهابية استهدفت في توقيت حساس في الفترة الماضي مما يجعل منها منطقة غير آمنة وغير قابلة لوصول المبعوث الأممي الى عدن .

 

 

 

ويرجح ويحمل الكثيرون تلك العمليات أنها سيناريو مدروس ومعد مسبق الهدف منه إعاقة وصول المبعوث الاممي الى عدن وتقف خلفه قوى من الإخوان والشرعية في حكومة الرياض.

 

الغرض منه تصوير وجعل عدن منطقة غير آمنة وقد صرح الكثير من قيادات الحزام الأمني في عدن عن الحادثة الأخيرة التى أصابت كلية الأدب في خورمكسر وتم القبض على احد منفذي العملية وقد أدلى بمعلومات وحقائق تقف خلفها قوى نافذة في السلطة وحزب الإخوان من اجل عرقلة ذلك الجهود المبذولة في إرساء الامن والامان في المحافظة.

 

وقد صرح احد القيادات الأمنية فيما يعرف بالحزام الامني الذي يخضع لدولة الإمارات ان لديه معلومات تورط قيادات وشخصيات إخوانية تقف خلف زعزعة الامن في عدن .

 

ومن هنا قد يرى الكثير ان الحالة الأمنية حقيقة يجب الاعتراف بها والعمل على تجاوزها بعيد عن شماعات الحجج الوهمية التي لاتسمن ولا تغني في الوضع من شيء بل تزيده تعقيد .

 

بينما يرى فصيل آخر انه سيناريو تم إعداده وفقا منظومة ومخطط مدروس ومنظم من قبل القوى السياسية المتنازعة على عدن تهدف الى عدم وصول المبعوث الاممي إلى عدن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الانتقالي واللمسات الدولية الأخيرة

 

يرى الكثيرون من المتابعين ان من اهم الأسباب التي تقف خلف عدم وصول المبعوث الى عدن هو عدم امتلاك المجلس الانتقالي نفس الدولية واللمسات الأخيرة الإقليمية.

 

ويرجح البعض ان المجلس الانتقالي قد يكون استطاع تثبيت أقدامه داخليا ولكنه فقد التوازن الخارجي والمناورات الخارجية التي من شأنها ترجيح الكفة لديه بالشكل المطلوب والمناسب ويملك تمدد وبسط خارجي تمكنه من وضع أقدامه.

 

وقد يرجح البعض أيضا عدم فتح حلقات تواصل وانفتاح من قبله على جميع القوي في الداخل أيضا من أسباب عزله ورواجه خارجيا .

 

حيث ان قواعد اللعبة تحتاج دور خارجي اكثر من داخلي .

 

على الرغم من استحواذ المجلس داخليا وسيطرته عسكريا على عدن لكنه يفقد اللمسات والنفس الدولي الذي يمكنه جذب واستقطاب المبعوث الاممي داخلي من خلال دعم واسناد خارجي الذي يبدو ان المجلس الانتقالي يفقده كثير.

 

 

 

ويرى البعض ان المجلس الانتقالي يحتاج ترتيب دولي اقليمي خارجي يفرض تواجده على الأرض.

 

من خلال سياسية وعقليات منفتحة على الخارج وتسير عقارب ونتائج الداخل والخروج من قوقعه الانحصار الداخلي.

 

بعد ان تزينت عاصمة الجنوب عدن لاستقبال المبعوث الاممي الجديد إلى اليمن الذي خلف ولد الشيخ احمد في الشهر الماضي من هذا العام.

 

تفاجأت العاصمة بإلغاء الزيارة التي كانت من المفترض قد تكون هذا الأسبوع فبعد ان ترحل وتنقل في بداية مشواره منذ توليه مهام عمله وتنصيبه مهمة الوسيط في حل أعقد الأزمات في المنطقة بين عمان ومسقط والرياض وصنعاء والالتقاء بوفود وكيانات وقوى الصراع والنزاع في الأزمة ابتدأ من حكومة وشرعية هادي في الرياض وحراك مكاوي في المملكة ولقاء الإخوان وبحاح في فنادق وقصور الرياض .

 

طار إلى صنعاء والالتقاء بحكومة الانقلاب ورئيس ما يسمي المجلس السياسي ومؤتمر حبتور والراعي والجندي في القصر الجمهوري في صنعاء .

 

فعلي الرغم بأن الرجل روج بأنه لن يعترف الا بحكومة الأرض والواقع والاستحواذ والسيطرة.

 

أعلن بعدها مباشرة عن زيارة مرتقبة الى العاصمة عدن وحدد توقيتها وزمانها.

 

 

 

فكانت عدن على أهبة الاستعداد وفي اتم الجاهزية وتزينت بالعلم الجنوبي الذي امتلأت به شوارع وازقة واحياء العاصمة عدن لكن تلك المعلومات التي أعلنت عن الغاء الزيارة عكره صفو عدن وجعلت العديد من الهواجس والأسئلة تخيل في الأذهان وتسيطر على الأفكار وتضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب في الشارع الجنوبي.

 

ان صحة إلغاء الزيارة فذلك يعني الكثير من التغيرات والأحداث التي غيرت بوصلة الأزمة وفرض معايير ومتغيرات بعيده عن أرض الواقع .

 

وتشكيل رسم ومعالم جديدة في خارطة مارتن والغاء الزيارة هو احد فصول وملامح تلك الطبخة التي قد بدأ روائحها تلوح وتفوح في الأفق من مطابخ الرياض.

 

طبخة ولعبة سياسية دولية دبلوماسية خارجية أممية تفرض معطيات ودوافع ووقائع على بسط الجنوب.

 

إذن هل ألغى مارتن زيارة عدن ام تؤجل الزيارة وتكون عدن كفة الميزان لتسوية سياسية ام ان هناك ضرب من تحت الحزام أصاب عدن وطبخة سياسية محكمة دولية إقليمية خليجية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لماذا عاد الزبيدي واختفي مارتن؟

 

وصل الى عدن قادما من ابوظبي العاصمة الإماراتية رئيس المجلس الانتقالي بعد فترة ليست بالقصيرة في زيارة الى أبوظبي وقد ذهب الكثير ان عودة الزبيدي من أجل لقاء المبعوث الاممي الى اليمن الذي حدد عدن واجهة لهذا الأسبوع لكن الغاء الزيارة ووصول الزبيدي يغربل كثير من الأمور ويضع العديد من الاحتمالات على المشهد السياسي .

 

وصل الزبيدي في هذا التوقيت الى عدن الذي يصادف توقيت زيارة المبعوث الى العاصمة عدن .

 

إضافة ان كان بمقدور الزبيدي لقاء المبعوث في احد عواصم الدول الخليجية مثل ما فعل هادي وبن دغر والإخوان والأحمر في الرياض .

 

لكن وصل الزبيدي إلى عدن في ظل غياب تام لحكومة الشرعية وسيطرة تامة لقوي المجلس الانتقالي في عدن على مفاصل الحياة والمؤسسات يجعل من لقاء الزبيدي في عدن ضاربة واعتراف رسمي من قبل العالم الدولي والاممي وتثبيت ذلك رسمي.

 

ولذلك يبدو ان هناك ضغوطات دولية إقليمية في عملية الزيارة وتفاهمات نسج خيوطها في اللحظات الأخيرة مما جعلت من مارتن يرضخ لعملية الغاء الزيارة .

 

 حيث ان حضور الزبيدي لن ولم يكون في محض الصدفة بل كان بناء على تفاهمات مدروسة سابقة تغيرات في الرمق الأخير على مايبدو ذلك .

 

 

 

فحضور الزبيدي وغياب مارتن شيء دبر له ولم يحسب له من قبل قوي الانتقالي وقد تطفا نتائجه في قادم الأيام.

 

 

 

 

 

 

 

هل يكتفي مارتن بحراك مكاوي؟

 

التقاء مارتن المبعوث الاممي إلى بمكاوي في الرياض كممثل على القضية الجنوبية يفسر العديد من الاستنتاجات التي يريد الوصول لها المبعوث وبلورت تلك الاستنتاجات على أرض الواقع فقد عملت الشرعية على وضع بدائل دولي واقليمي لمواجهات تمدد واستحواذ المجلس الانتقالي في الجنوب والمؤتمر في الشمال واستنساخ لكل طرف منها في خارج البلاد لتمثيل أدوار دولية وقد أصبح ذلك جليا من خلال حراك مكاوي ومؤتمر بن دغر والميسري المضاد لمؤتمر الحوثي وطارق واحمد علي في شمال الوطن .

 

ولذلك قد يكون المبعوث اكتفي بحراك مكاوي عن واقع الارض الانتقالي وذلك المحتمل قد يكون بعيد لكن ليس مستحيل في دهاليز السياسية فإلغاء الزيارة يفتح أبواب وتساؤلات وهواجس ليس اول ولا آخر ويضع العديد من الاحتمالات من أهمها الاكتفاء بحراك مكاوي الخارجي على مجلس الارض والواقع الداخلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثقل الانتقالي منبع زخمه الشعبي

 

إذن إلغاء المبعوث الاممي مارتن زيارة الى عدن قد يكون أصاب المجلس الانتقالي في مقتل وتعمد ذلك بضغوطات دولية وطبخات سياسية تدور خلف دهاليز السياسية هدفها الابتعاد عن واقع ولغة الأرض.

 

حيث تشكل عدن البعد والثقل السياسي والعسكري للمجلس الانتقالي وتعتبر عدن منبع الزخم الشعبي للمجلس الانتقالي حيث يسيطر المجلس على عدن بكامل مفاصل الحياة السياسية والعسكرية ويشكل ثقله في الجنوب.

 

و يرمي المجلس بكل ثقله في عدن ويراهن على واقع الارض اكثر من الجانب الخارجي .

 

ويستخدم لغة الأرض والاستحواذ والواقع من العاصمة عدن، فهل تعمد مارتن إصابة المجلس الانتقالي من عدن ام ان هناك مفاجأة في قادم الأيام تغير معالم وملامح اللعبة وتحرق الطبخة السياسية على قوى الصراع الذي تقف ضد الانتقالي.