آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-09:27ص

ملفات وتحقيقات


الأبنية والبسط العشوائي بعدن.. سرطان ينتشر في أروقة المدينة ويقتل جمالها بحاجة لخطوة جادة من الجهات المعنية

الأحد - 18 مارس 2018 - 12:45 ص بتوقيت عدن

الأبنية والبسط العشوائي بعدن.. سرطان ينتشر في أروقة المدينة ويقتل جمالها بحاجة لخطوة جادة من الجهات المعنية
صورة لأعمال بسط طالت معسكراً أمنياً بعدن_عدن الغد

عدن (عدن الغد) خاص:

 

 

عندما تتحول شوارع عدن الى أماكن للاستغلال والاستنزاف وتتعرض المعالم التاريخية الأماكن العريقة الى منطقة حرة للبسط من قبل بعض الأشخاص أو المسؤولين أو التجار هنا ندرك أن الموضوع أصبح خارج نطاق السيطرة خاصة في ظل ضعف وتدهور الوضع الأمني وغياب الرقابة من قبل الجهات المعنية بمكتب الأشغال العامة في مختلف مديريات عدن.

لذا نلاحظ في الفترات الأخيرة ازدياد أعداد المباني العشوائية في الشوارع وبالقرب من أماكن تاريخية أو حتى أسوار المدارس والجامعات بل والبسط على أراضي تابعة للدولة والبناء فيها دون أي ترخيص راو وجه حق , وقد يتحول الموضوع الى صراع بين الطرفين عليها لينتهي بجريمة قتل أو اشتباكات مستمرة قد تؤدي بحياة أحد المواطنين الأبرياء.

حملة ازالة العشوائيات التي اكتسحت مديريات عدن في الفترات السابقة تمكنت من القضاء على العديد من الأبنية العشوائية وخاصة في بعض المديريات وتوقفت عند البعض لأسباب غير واضحة وبالرغم من كل الصعوبات التي اعترضت طريق الحملة لكنها لم تكن كفيلة بردع البعض الآخر عن معاودة الكرة بل التمادي في البسط والبناء على أراضي تابعة للحكومة أو في أماكن حساسة ومرافق حكومية دون أن يعملوا حساب مكتب الاشغال العامة أو السلطة المحلية للمديرية , ليصل بنا الحال لاستخدام بعض الأشخاص السلاح والقوة لحماية ممتلكات هي ليست ملكهم من الأساس في ظل تجاهل تام للجهات المعنية والاجراءات القانونية للحصول على التراخيص.

كل هذا تسبب في انزعاج كبير من قبل المواطنين الذين يرون أن هذه الأبنية العشوائية ما هي الا خطوة متعمدة لإحداث الفوضى وتشويه لمنظر الشوارع وشكل مدينة عدن الحضاري المعروف ويناشدون مكتب الأشغال العامة ومن يخصه الأمر بضرورة تكثيف حملة ازالة العشوائيات ووضع حد لازدياد العشوائيات بطريقة أصبحت استفزازية لدى الجميع في الفترة الحالية.

تم أخذ اراء مجموعة من المواطنين وشخصيات بارزة حول هذا الموضوع وما هي رسائلهم للجهات المعنية بهذا الخصوص واعداد الاستطلاع التالي...

 

استطلاع : دنيا حسين فرحان

 

يبدأ وديع أمان رئيس مركز تراث عدن رئيس حملة أبناء عدن لنبذ الظواهر السلبية الدخيلة كلامه :

 

انتشرت خلال الثلاث سنوات الأخيرة(بعد تحرير عدن من المليشيات) ظاهرة البسط على الأراضي والبناء العشوائي بشكل لافت وجنوني نتيجة الانفلات الأمني وغياب الدور الرسمي لمرافق الدولة ذات العلاقة، حيث قام العديد من الخارجين على القانون بالبسط على أراض تابعة للدولة وأخرى لأشخاص وقاموا بالبناء عليها دون أي تصريح رسمي أو مسوغ قانوني 

وقد استفحلت هذه الظاهرة السلبية الدخيلة على المجتمع المدني في عدن لتطال حرمات المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية بمدينة عدن في ظل صمت مطبق من الجهات الحكومية ذات العلاقة، ما دفعنا الى القيام بوقفة احتجاجية امام باب عدن التاريخي الذي وصل البناء العشوائي الى عشرات الأمتار بينما تنص قوانين منظمة التراث العالمي (اليونسكو) على الابتعاد مسافة 500 متر على الأقل عن أي معلم أثري 

كما طالت هذه الظاهرة عدة معالم أثرية كالصهاريج وبرج الصمت وقلعة صيره بكريتر وساعة هوغ (ليتل بن) بالتواهي

وكنا قد قمنا خلال اواخر العام الماضي بتأسيس حملة مجتمعية شبابية تحت مسمى (حملة أبناء عدن لنبذ الظواهر السلبية الدخيلة) بهدف محاربة الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا المدني في عدن وبدأنا أولا بمحاربة أخطر ظاهرة تهدد مجتمعنا وهي (ظاهرة حمل السلاح) وكنا أول من يرفع شعار (لا لحمل السلاح في عدن) 

ثم انتقلنا لمحاربة الظاهرة السلبية الدخيلة الثانية وهي (ظاهرة البناء العشوائي) وذلك بعد ان لاحظنا استفحال هذه الظاهرة لدرجة لا يمكن السكوت عنها.

 

 

وتقول الدكتورة أروى أحمد (أم محمد)عن هذه العشوائيات :

 

مدينة عدن التي كانت من أرقى مدن العالم وليس الدول العربية فقط من حيث نظام البناء وترقيم الشوارع والأحياء و الأبنية، باتت اليوم هدف للتخريب و تشويهاً في معالمها وفق عمل ممنهج دون رقابة او قانون ليردع هذا السرطان العشوائي المتفشي الذي انتشرت علته بين الناس.

أن البناء العشوائي الزاحف لا يؤثر سلبا على المنظر الجمالي للمدينة الباسلة و حسب بل هو خطر يهدد التخطيط العام للإسكان والتصريف الصحي و يشكل ضغطا كبيرا على محطة الكهرباء لاسيما أيضأ البناء الذي يقوم فوق أنابيب إمداد المنطقة بخدمة المياه، ناهيك أيضأ عن قطع طريق كان ممرا للمشاة او تضيق شارع مخصصا لعبور السيارات و انتهاك حرمات السكان في حرمهم.

والتوسع في الاحواش و بناء ملحقات المطاعم من الجهات الخلفية للشوارع هربا من المساءلة هو بحد ذاته استهتار من قبل السلطات المعنية والتي تعتبر متورطة ومساندة لهم بسبب سكوتها عن ردع تفشي هذا الوباء الفتاك بمدينة عدن.

إن البناء العشوائي يهدد مستقبل الأجيال القادمة من حيث تدمير البنية التحتية والتي ما تزال هي الأخرى متهالكة مذ حرب ٩٤..

ندعو جميع الجهات الحقوقية واللجان التي ستشكل للنظر بهذا الموضوع ان تأخذه على محمل الجد فقد أمسينا في زمان المتسلط يأكل حق الجميع وليس المستضعفين فقط..

 

تتحدث مروى القدسي حول هذا الموضوع:

 

الأبنية العشوائية تسببت في تضييق على الاماكن بشكل عام !! فمثلا أي مدينه عندما تبنى يتم تقسيم المباني والتخطيط لها ويتم وضع مساحة وفراغ للتهوية من الجهات الأربع حتى يدخل الهواء من جميع النواحي ويتجدد أما هنا في عدن نرى في كل حارة أكشاك عشوائية أو احواش أبنية عشوائية وكل هذا يؤدي الى عرقلة الحركة ايضا المكان يصبح مزدحما بشكل كبير وتضيق الشوارع ولا تتمكن السيارات احيانا من المرور أيضا يتم البسط على أراضي قد تكون ملك للدولة أو في الشارع والبناء فيها دون أي ترخيص أو ملكية لها بل والدخول في اشتباكات مع الأمن أو من يريد تكسيرها من مكتب الاشغال واطلاق رصاص كل ذلك من أجل البقاء في المكان وعدم الخروج منه والسماح لهم بهدمه , اصبح واقعنا اليوم مؤسف جدا ولا نعرف الى أين سنصل للأسف اصبح البناء العشوائي شيء عادي جدا لا يوجد رقابه تضبط الأمر ولا جهة تردعهم , لذا على كل الجهات المختصة التحرك بسرعة وعمل حل لمثل هذه العشوائيات التي اجتاحت عدن بشكل مثير وشوهت منظر شوارعها.

 

يتكلم المواطن محمد علي صالح عن البناء العشوائي:

 

انه من وجهة نظري أشبه بالإرهاب فهو خطر على المجتمع وعلى جمال المدينة ورقيها لقد استفحل وكأنه سرطان تم ممارسته من كل فئات المجتمع سواء كانوا رجال دوله أو مواطنين , لن يتوقف البسط الا بخطوات جادة واهمها الهدم ومعاقبة مرتكبيها بالسجن ان لم يتم هدا فلن يتوقف ولابد من تشكيل خليه مصغره لإدارة هد الملف ولا استبعد فرضيه المؤامرة

 لكون البسط والبناء العشوائي انتهج منهج خطير طال المتنفسات البحرية والمواقع السياحية والسيادية كمرافق الدولة هناك من يعمل على طي صفحة عدن كعاصمة بتسهيل وتشجيع البسط والبناء العشوائي

 

مختار محمد حسن تربوي وصحفي بصحيفة الأيام:

 

تحت ذريعة الحاجة إلى السكن .. وذريعة الحاجة إلى توفير مصدر للزرق .. أصبحت عملية البناء العشوائي في محافظة عدن في انتشار متزايد ومخيف أمام مرأى عيون السلطة المحلية والأمنية في المحافظة ، وأصبحت الفوضى هي السائدة في أي شارع وأي مكان عام .

وكل يوم نصبح على بناء عشوائي في مكان عام .. والسلطة المحلية لا تتحرك إلا لو وجدت ضغط إعلامي كبير .. غير ذلك تجد البناء مستمر أمام أعين الجميع دون حسيب ورقيب .

علينا أن نقف معاً ضد هذه الفوضى .. وسد الطريق أمام كل مخالف .. لكي لا تصبح عدن مدينة (عشوائية) كما يتمناها ( من لا يحب الحياة لعدن).

 

يصف الناشط حسين العوذلي البناء العشوائي:

 أن هذا العمل عمل همجي وبلطجي وغير حضاري وسيضر بالمدينة على المدى القريب والبعيد وسيفقدها جمالها العمراني وسيضر بترتيب الشوارع والاحياء وخنقها ولابد من وقفة مجتمعية قوية في وجه هذا العصابات والتشهير بها بمواقع التواصل وحث مدراء المديريات القيام بواجبهم باتخاذ الاجراءات ضد هؤلاء والاستعانة بالأمن في ذلك .

 

تضيف ملاك هيثم شرا رئيس قسم تراخيص اللوحات الاعلانية\ محافظة عدن:

 

يؤسفنا ما نراه في السنوات التي تلت الحرب على عدن وبعد اعلان عدن مدينة محررة من الغزو الحوثي العفاشي ان يتم غزو من نوع اخر لمدينة عدن التاريخية وهو غزو البسط العشوائي التي استشرى كالسرطان ينهش المدينة المحتضنة والمحبة للكل تاريخيا والى يومنا هذا وكان جزاؤها ان تنهش وتشوه من أناس تغنوا بحبها وترجموا هذا الحب الى اعتبارها غنيمة في تسابق مع الزمن يتم البسط على اي وكل بقعة فيها حتى ان معالمها التاريخية وموروثها الثقافي لم يسلم منهم كما رأينا البناء في صهاريج عدن التاريخية وعقبة مفتاح عدن وجبل الفرس والمملاح وغيرها من المعالم التي تعتبر تاريخ وحضارة وهوية مدينة قديمة يمتد عمرها الى ما قبل الميلاد والمفارقة هنا ان ابناء عدن من ناشطين بحت حناجرهم وجفت اقلامهم بالتنديد بهذه الاعمال العشوائية وسط صمت من الجهات الرسمية ممثلة بوزارة الثقافة ومكتبها في عدن ومركز الاثار والسلطات المحلية في المحافظة وهيئة الاراضي ومكتب الاشغال العامة التي يجب عليهم اتخاد الاجراءات اللازمة لمن تسول له نفسة العبث بمعالم عدن التاريخية بهمجية وعنجهية السلاح التي اصبح بيد الجميع للأسف .. أما الجهات الأمنية لا احملها المسؤولية الا إذا تلقت شكاوي من الجهات المخولة بالشكوى حسب تنظيم قوانين المدينة. 

 

وترى الدكتورة نعمة صالح عوض:

 

أنه في الفترة الأخيرة أخذ البناء العشوائي طابع استفزازي لعدن واهلها , حيث بلغ التمادي بالوصول الى أماكن تكاد تكون حرما فقط للآثار والتراث ولا يخطر ببال أحد بأنه سينالها نصيب رمن العشوائيات الذي أخذت طابع سياسي يكاد يكون مبرمج ومزمن ليس الغرض منه السكن بل غرض آخر في نفس يعقوب كما حدث في الصهاريج والروضة ودكان وسط شارع للمارة.

 

ويختتم وضاح عسكر الكلام برساله مفادها :

 

أن من يبني وسط الشارع أو في أماكن تاريخية أو عامة أو من يفكر بذلك لا يتعب نفسه فالنظام قادم وهادم لكل من يخالف القانون والرأي العام لن يوافق على المباني العشوائية وسيكون الكل ضد من يعتدي على ممتلكات الشعب ونحن جميعنا نريد ونتمنى أن نرى مدينتنا عدن جميلة حضارية منظمة والكلام لم يفهمه.