آخر تحديث :الأحد-04 مايو 2025-10:53م
ملفات وتحقيقات

الجنوب على جميع الاحتمالات مفتوحة

السبت - 03 فبراير 2018 - 07:12 م بتوقيت عدن
الجنوب على جميع الاحتمالات مفتوحة
كتب / عبدالله جاحب

 

أفرزت الأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب وخاصة المحافظة المؤقتة عدن في الأحد الدامي الذي خلف العديد من الضحايا، ودمر في كثير من المنشآت والمرافق الخدمية والحكومة، وأثر ذلك على تعطيل تطبيع الحياة في العاصمة عدن، وإيقاف الكثير من المرافق والخدمات.

كل تلك المتغيرات والمعطيات والأحداث فتحت الجنوب اليوم على الكثير من الاحتمالات ورسمت العديد من الملامح والكثير من الاحتمالات التي قد ترمى بظلالها في قادم الأيام، وتضع حد لكثير من الصراعات والنزاعات بين القوى المتناحرة في جنوب الوطن.

وقد ظهرت العديد من المشروعات التي من شأنها تغيير المتغيرات على الطاولة الإقليمية والدولية والبسط والاستحواذ على المشروعات الداخلية، وقد يرى الكثير من المتابعين والمحللين أن الجنوب اليوم أصبح مسرحا كبيرا لكل الاحتمالات والمتغيرات، ويصعب على الأغلبية من السياسيين تفسير أي اتجاه قد يسلكه في الوقت الراهن، فقد أضحى العديد من الملامح مرسومة أمامه وتعددت خارطة الوصول إلى بر الأمان.

ولا يستطيع أحد ترجيح كفه على آخر نظر لتسارع المتغيرات والأحداث على الساحة، وتقلب المناخ السياسي والعسكري فيها بين ليلة وضحاها.

وقد طرح الكثير من والسياسيين والمحللين والزعماء في المجال والحقل السياسي والعسكري مجموعة من الملامح والاقتراحات ووجهات النظر في سبيل الخروج من ذلك النفق الذي يعيشه الجنوب في الآونة الأخيرة.

وتعددت المشروعات التي تعثر بعضها ووقف بعضها في منتصف الطريق واستمر البعض الآخر وأنتظر عند حواجز أوقفت خط سيره.

يعيش الجنوب بعد أحداث (الأحد) على انفتاح جديد على طرق وسبل متعددة بينها الخلاص وفيها الهلاك فأي المشروعات وأفضل الحلول وماذا ينتظر الجنوب ؟!!.

......................

خارطة الرئيس الناصر هل هي القشة التي ستعيد التوافق أم العودة إلى نقطة الصفر ؟!!

 

الرئيس علي ناصر محمد الزعيم الذي حكم الجنوب لحقبة زمنية، والرجل الذي يعلم بخفايا وأسرار ودهاليز وحجر البيت السياسي الجنوبي عاصر السياسة وشرب من حلوها وذاق علقم شرها.

سياسي وزعيم ورئيس سابق اعتزال العمل السياسي وظل يراقب المشهد السياسي الجنوبي من نافذة القاهرة ودعا كثيرا وطرح العديد من المشروعات والملامح للخروج بالجنوب إلى بر الأمان.

كأن آخر ذلك بعد أحداث العاصمة عدن في الأحد الدامي حيث وضع خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية برمتها ومن جذورها كون لا أحد فصل الأزمة كونها متشابكة ومرتبطة يبعضها البعض، وما يهم هنا كيف يستفيد الجنوب من ذلك لكسب النقاط التي قد تعيد التوافق إلى الجنوب وقوى الصراع المتناحرة فيه، وتتشابه في كثير من النقاط التي يدعو إليها الكثير من القوى في مشروعه المطروحة، وكأن قد طرح الرئيس ناصر خارطة لحل الأزمة في اليمن وجاء فيها:

أولا: إيقاف الحرب وتوفير المناخ السياسي الملائم وممارسة ضغوط إقليمية ودولية جدية.

ثانياً: الشروع بعد وقف إطلاق النار في عدد من الخطوات الضرورية لاستعادة الثقة بين المتصارعين والتوصل إلى حالة التهدئة والتسويات على المدنيين المتوسط والبعيد بموجب الخطوات التالية:

1- الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد في المرحلة الانتقالية من خمسه أفراد (رئيس ونائب أول وثاني وأعضاء) ولمدة عامين.

2- تشكيل حكومة من جميع المكونات والأطياف السياسية.

3- جمع السلاح من خلال لجان عسكرية محلية ودولية.

4- البدء في حوار بين كافة الأطراف والمكونات على أساس إقليمين شمال وجنوب وبحدود 22-مايو 1990م.

رابعاً: تشكيل لجنة دستورية لتنقيح المشاريع الدستورية المطروحة لتطبيق نظام الحكم في الإقليمين.

خامسا: تشكيل لجنه انتخابية عامة.

سادسا: توجيه الدعوة بالتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى ضمان تمويل خطه تنميه شامله لا عادة الإعمار وما خربته الحرب.

ثامنا: لضمان تنفيذ خارطة الطريق هذه ونجاحها يجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي أن يدعمها لتكون ملازمة وقابله للتنفيذ.

أهم ثمان نقاط تمحور فيها رسم ملامح خارطة أو قشة نجاة لإعادة التوافق في الجنوب وتحقيق الكثير من الأهداف التي يرها البعض أنها تخدم الجنوب وتصب في مصالحة وتطفي إلى إخماد نيران وفتيل الصراع بين لحظة وأخرى.

وقد اجمع الكثير على الرغم من الخارطة تحمل حلول للطرفين بين الشمال والجنوب على كثير من النقاط إذا تحقق تنفيذها وتوافق عليها الجميع من أهم نقاط التي تصب وكانت ملفتة للنظر وقد تؤتي ثمارها هي:

1- إقليمان (شمال - جنوب).

2- حوار الند للند بين الطرفين في الشمال والجنوب تحت طاولة حدود 1990م، حكومة مشتركة بين الطرفين بنسبة 50% بين الطرفين.

3- فترة عامين.

4- إعادة الأعمار وضمان دولي في تنفيذه.

5- رعاية دولية وإقليمية.

كل ذلك ابتداء من الإقليمين والحوار على طاوله شمال وجنوب ومؤتمر دولي ومدة العامين يفضي إلى الآتي:

- اعتراف دولي وإقليمي يمهد إلى استفتاء واستقلال برعاية دولية.

- كبح تمدد الشمال في الجنوب من خلال الإقليمين.

- ضمانات دولية تكفل حق الجنوب وترتيب نفسه في فترة العامين من جيش ومؤسسات وخدمات وتنشيط الاقتصاد بعد ذلك يكفل له الاستفتاء وحق تقرير المصير والاستقلال.

- هذا ما راح إليه الكثير من المحللين والسياسيين والمتابعين.

بينما يرى البعض أن هذا الخارطة قد تعييد الجنوب إلى نقطة الصفر والمربع القديم وتخوف الكثير من التلاعب في عدم وجود ضمانات حقيقة تكفل ذلك.

ويرى الكثير من المتشددين والمطالبين بمشروع الانفصال المباشر أن الجنوب يبسط ويحكم السيطرة على الأرض وبذلك قد يفرض نفسه في قادم الأيام بانفصال مباشر دون الخوض في غمار الملامح والخارطة الجديدة.

فبين ذلك كيف يستفيد الجنوب من تشابه نقاط خارطة الرئيس ناصر في نزع وترتيب وتوافق أطرافه ؟!.

 

الانتقالي حلم الوصول أم الوقوف على انتصار (الأحد)

يعد المجلس الانتقالي من الحلول التي فرضت نفسها في الجنوب وأضحى كرتًا وورقة سياسية وعسكرية لها وزنها وكيانها، وهو الرقم الأول اليوم في الخيارات القادمة.

فقد غربل الانتقالي كل التكهنات والشكوك التي كانت تحول حوله، وعدم جدية في التحرك والخروج من قوقعة الترتيب والنشأة والتكوين وتشكيل الجمعيات والكيان.

فقد فجر قنبلة الأحد التي شك الكثير في تحركه بعد ركود وجمود دام كثيرا، وتحرك عسكريا وأحدث نقلة متقدمة في الشارع الذي كاد أن يفقد توازنه فيه.

تمدد الانتقالي اليوم وأصبح أحد الخيارات التي قد تدير الأمور في المرحلة المقبلة، وأحد الأطراف التي تصل إلى سدة الحكم في الجنوب.

ما ينتاب الشارع اليوم، وما يخافه الكثيرون هو وقوف الانتقالي عند انتصار الأحد الذي حققه على الأرض، وتعثر خطواته وركوده مجددا في قوقعة (الأحد) وعدم استغلال انهيار خصومه، وعدم السماح بالتقاط الأنفاس مجدد والعودة إلى ما قبل الأحد من ركود وجمود، فهل يواصل الانتقالي المسير ويعتلي كرسي الحكم في الجنوب وتحقيق ما يهتف الشارع الجنوب أم يقف عند قوقعة انتصار (الأحد) الدامي وانتظار جولات جديدة من رفاق الصراع في الجنوب؟!!.

 

الشرعية سقوط أم إعادة المحاولة لاحقاً !!

الكل أجمع على سقوط الشرعية رسمياً وفقدان سيطرتها، وتعثر وصولها بشكل نهائي إلى ثقة الشارع، فقد سقط الشرعية في أحداث عدن، وكان ذلك نتيجة لتراكمات مزمنة نتيجة الإخفاق والفشل في الإدارة والعمل الحكومي والسياسة التي عصفت بمشروع هادي على الأرض من خلال اختيار حكومة غير مرغوب بها في البلاد.

إن أحداث الأحد ما هي إلا سقوط متوقع من حكومة فشلت فشلا ذريعا في قيادة الدفة والإمساك في زمام الأمور والتحكم والسيطرة في الدفع بالعجلة إلى الإمام بعيد عن الهاوية.

اليوم الشرعية في بداية جديد تريد إعادة واستنساخ نفسها مجدد والمحاولة في الدفع بكل قواها لإيجاد مكان بين ملامح الخارطة ورسم آفاق جديد تعيد ما يمكن إعادة في محاولة أشبه بالمهمة المستحيلة نتيجة للأدوات والوجوه المستخدمة التي جربت ولم تأتِ نفعاً أو تقدما.

أحد المشروعات التي يصارع هادي على بقاها رغم الحرج الذي وقع فيه والفشل والإخفاق يبقي على أمل إعادة الملامح والمعالم من جديد في المحاولة لا حقاً.

 

المقاومة السلفية ظهور اضطراري أم سياسي

ظهر في الأحداث الأخيرة المقاومة السلفية بشكل مفاجئ في المشهد على الأرض في الجنوب وتعد المقاومة السلفية من القوى التي لها ثقل ووزن في الساحة الجنوبية، وقد ظهروا في أبان اجتياح الجنوب بشكل واضح وكبير، وقد لعبت المقاومة السلفية دورا كبيرا في التحرير، وفي تقدم جيش الشرعية باتجاه الشمال والمناطق الشمالية وتحرير مناطق الساحل الغربي بشكل كبير، وقد لجأ لها الجنوب في أحداث الأحد لتكون عنصر محايد في كبح الصراع والنزاع والاقتتال الجنوبي.

وتدين المقاومة السلفية الولاء المطلق للرئيس هادي وتعتبر الخروج عنه تمرد و لا يوافق الشرع والإسلام.

ما يعيب المقاومة الجنوبية ليس الجانب العسكري ولكن المشروع السياسي وهذا قد يستفيد منه هادي وشرعية في تغطيه الجانب العسكري الذي ينقص الشرعية في عمليه السيطرة والاقتتال على الأرض، فهل تكون المقاومة السلفية الجناح العسكري الشرعية هادي والظهور السياسي  لإنقاذ الشرعية ورسم ملامح الخارطة وأحد الحلقات والأوراق على الأرض.