آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-04:10ص

دولية وعالمية


رويترز: اطلاق سراح الأمير الوليد بن طلال خلال أيام

السبت - 27 يناير 2018 - 02:26 م بتوقيت عدن

رويترز: اطلاق سراح الأمير الوليد بن طلال خلال أيام

الرياض (عدن الغد) رويترز:

قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، المحتجز في إطار حملة المملكة على الفساد، يوم السبت إنه يتوقع تبرئة ساحته من ارتكاب أي مخالفات وإطلاق سراحه خلال أيام دون المس بأصوله الضخمة.

كان الأمير الوليد يتحدث في مقابلة حصرية مع رويترز في جناحه بفندق ريتز كارلتون بالرياض حيث تحتجزه السلطات منذ ما يزيد على شهرين مع عشرات المشتبه بهم الآخرين ضمن خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الجريئة لإحكام قبضته وإجراء إصلاحات بالمملكة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الأمير الوليد، أحد أبرز رجال الأعمال في المملكة، علنا منذ توقيفه.

 

وقال الأمير إنه لا يزال يصر على براءته من أي فساد خلال المحادثات مع السلطات. وقال إنه يتوقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة.

* ”سوء فهم“

ووصف الأمير الوليد توقيفه بأنه سوء فهم وقال إنه يؤيد مساعي الإصلاح التي يبذلها ولي العهد.

ويناصر الأمير الوليد منذ وقت طويل عمل النساء في السعودية ويؤيد رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. وفي سبتمبر أيلول أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برفع هذا الحظر العام الحالي.

وقال الأمير في المقابلة التي جرت بعد منتصف الليل بقليل ”لا توجد اتهامات. هناك بعض المناقشات بيني وبين الحكومة... أعتقد أننا على وشك إنهاء كل شيء خلال أيام“.

وبدا الشيب أكثر على الأمير الوليد كما بدا أنحف مما ظهر علنا آخر مرة خلال مقابلة تلفزيونية في أكتوبر تشرين الأول، ونمت لحيته أثناء احتجازه.

وقال ”ليس لدي ما أخفيه على الإطلاق. أنا مرتاح جدا وعلى راحتي جدا. أحلق هنا وكأنني في البيت. يأتي حلاقي إلى هنا. أعيش كأنني في بيتي بصراحة“.

 

وأضاف ”قلت للحكومة سأبقى للفترة التي تريدها لأنني أريد أن تنكشف الحقيقة بشأن كل تعاملاتي وكل الأمور من حولي“.

والأمير الوليد، وهو في الستينات من العمر، هو واجهة قطاع الأعمال في السعودية بالنسبة للعديد من الأجانب وكثيرا ما يظهر على شاشات التلفزيون الأجنبية ويتحدث عن استثماراته المتنوعة وأسلوب حياته.

واستغرقت مقابلة رويترز الحصرية مع الأمير 30 دقيقة وتضمنت جولة في جناحه بالفندق. وقال الأمير إن أحد الأسباب الرئيسية للموافقة على إجراء المقابلة هو تفنيد شائعات إساءة معاملته ونقله من الفندق إلى السجن.

* حذاء رياضي ووجبات نباتية

وأشار الأمير الوليد لوسائل الراحة المتاحة له في جناحه بفندق ريتز كارلتون من مكتب خاص وغرفة طعام ومطبخ امتلأ بمخزون من وجباته النباتية المفضلة.

وفي أحد أركان مكتبه كان يوجد حذاء رياضي قال الأمير إنه يستخدمه عند ممارسة الرياضة بانتظام. وكان جهاز التلفزيون يعرض برامج إخبارية عن الشركات كما كان على مكتبه قدح طبعت عليه صورته.

ومن شأن إطلاق سراح الأمير الوليد، الذي تقدر مجلة فوربس قيمة ثروته بنحو 17 مليار دولار، أن يطمئن المستثمرين على إمبراطوريته التجارية العالمية وعلى الاقتصاد السعودي بشكل عام.

ويملك الوليد، بشكل مباشر أو غير مباشر عبر شركة المملكة القابضة، حصصا في مؤسسات مثل تويتر وسيتي جروب، وله استثمارات في فنادق كبرى مثل جورج الخامس في باريس وبلازا في نيويورك.

كانت السلطات السعودية قد احتجزت عشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال عندما أطلق ولي العهد حملة على الفساد في أوائل نوفمبر تشرين الثاني، مما أحدث صدمة بين السعوديين الذين لم يتخيلوا قط أن تخضع نخبة الأعمال أو يخضع أحد من الأسرة الحاكمة لمثل هذه المحاسبة.

وقال حينها مسؤول سعودي لرويترز إن من الأمور المنسوبة إلى الأمير الوليد غسل الأموال والرشوة وابتزاز مسؤولين.

ويشتهر الأمير الوليد أيضا بآرائه الجريئة في شؤون السياسة إذ تصدر عناوين الأخبار أثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2015 عندما كتب على حسابه الخاص على تويتر واصفا الرئيس دونالد ترامب الذي كان مرشحا آنذاك بأنه ”عار“.

وقال الأمير الوليد إنه يستطيع التواصل مع أسرته والقائمين على أعماله.

وردا على سؤال عن سبب احتجازه وبقائه طوال هذه المدة رغم خروج موقوفين آخرين قال ”هناك سوء فهم تجري إزالته. لذلك أود البقاء هنا إلى أن ينتهي هذا الأمر تماما وأخرج وتسير الحياة“.

وتابع ”لدينا قيادة جديدة الآن في السعودية ويريدون فقط تقصي كل التفاصيل. وقلت: حسنا، وهو كذلك، لا مشكلة لدي على الإطلاق. تفضلوا“.

وقالت السلطات السعودية إنها تهدف إلى التوصل لتسويات مالية مع معظم المشتبه بهم وتعتقد أن بوسعها جمع نحو 100 مليار دولار للحكومة بهذه الطريقة وهو ما يمثل مكسبا كبيرا للمملكة بعد أن تقلصت مواردها المالية بفعل انخفاض أسعار النفط.

وظهرت في الأيام القليلة الماضية دلائل على أن الحملة توشك على الانتهاء. وقال مصدر رسمي لرويترز يوم الجمعة إن السلطات أطلقت سراح عدد من كبار رجال الأعمال من بينهم وليد آل إبراهيم مالك شبكة (إم.بي.سي) التلفزيونية. ولم يكشف عن شروط أي تسويات.

وقال الأمير الوليد إن قضيته تستغرق وقتا أطول لأنه مصمم على تبرئة ساحته تماما، لكنه يعتقد أن القضية انتهت بنسبة 95 في المئة.

وأشار إلى أنه مستاء جدا من تقارير إعلامية تحدثت عن نقله إلى السجن وتعذيبه.

وأضاف ”هذا مؤسف جدا. كنت أعتزم إجراء مقابلة عندما أخرج وهو أمر أظنه وشيكا“.

وقال ”لكنني قررت التعجيل بالأمر وقبول هذه المقابلة اليوم بسبب كل هذه الشائعات. هي غير مقبولة على الإطلاق وكذب محض“.

وقال الأمير إنه يعتزم مواصلة الحياة في السعودية بعد إطلاق سراحه وكذلك العودة إلى إدارة أعماله في العالم.

وتابع ”لن أغادر السعودية بالقطع. هذه بلدي، وهنا أسرتي وأبنائي وأحفادي. هنا أملاكي. ولائي ليس مطروحا على الطاولة“.