آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-05:41م

أخبار وتقارير


عدن تترقّب يوم الأحد: نذر صدام في الأفق!

الجمعة - 26 يناير 2018 - 10:51 م بتوقيت عدن

عدن تترقّب يوم الأحد: نذر صدام في الأفق!

العربي - احمد الحسني

تتجه مدينة عدن نحو التصعيد المتبادل بين «المجلس الانتقالي»، من جهة، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور، ومعها قوة في الحراك الجنوبي و«المقاومة»، من جهة أخرى. تصعيد بلغ ذروته مع اقتراب انتهاء المهلة، يوم الأحد المقبل، والتي أعطاها «الانتقالي» للرئيس هادي، من أجل «إقالة الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات».
وعلى الرغم من أن «المجلس الانتقالي» شدّد على سلمية تصعيده، فإن حراكاً عسكرياً تشهده مدينة عدن منذ أيام، ترافق مع سحب حواجز «الحزام الأمني» داخل عدن، وتوزيع عدد من القوات على عدد من المناطق المحيطة بالمطار، وجولة كالتكس الرابطة بين البريقة والشيخ عثمان وخور مكسر، إضافة إلى مجاميع عسكرية تحاصر منازل وزراء في حكومة هادي، وهو ماعبر عنه وزير التربية، عبدالله سالم لملس، بأن «قوة عسكرية من عدد من الأطقم العسكرية تتمركز في غازي علوان منذ ثلاثة أيام». بعث بن بريك رسائل طمأنة إلى قيادات «المقاومة»
ويؤكد «الانتقالي» أن خطواته تأتي «لإسقاط الحكومة الفاسدة»، وهو مع «شرعية» الرئيس هادي، بحسب تصريحات نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، بأن «المجلس منذ تشكيله وهو مع شرعية الرئيس هادي كرئيس شرعي للجمهورية الحالية، وآمن بالشراكة في هذه الفترة منذ البداية حيث ضم في رئاسته وزراء ومحافظين في الشرعية ومد يده للرئاسة مرات عدة». كما بعث بن بريك رسائل طمأنة إلى قيادات «المقاومة» قائلاً: « نتفهم تخوف بعض الشرفاء من فتنة الاقتتال، ولن تكون، ولكن من غير المبرر أن تكون مواقفهم داعمة للفاسدين في وجه الشعب».
مراقبون يرون أن تلك المواقف والتصريحات، لا تنسجم مع مساعي «الانتقالي» على الأرض، سواء فيما يخص «شرعية» هادي، حيث تمردوا علناً على قراراته التي أطاحت بهم من السلطة، وتعد تلك التصريحات تكتيكاً من «الانتقالي» حيث يتمثل هدفه الأول بإسقاط بن دغر، ولاحقاً هادي.
و فيما يتعلق بالتأكيد على أن مساعي إسقاط الحكومة «سلمية»، فإن التصريحات بهذا الشأن تبدو متعارضة مع دعوة عيدروس الزبيدي قوى «المقاومة» كافة للزحف إلى عدن.
إلى ذلك، سارعت حركة «شباب 16 فبراير»، إلى تأمين مؤسسات الدولة في المنصورة من أي فوضى قد تطالها في الأيام المقبلة. ومن جهتها، ألوية الحماية الرئاسية، رفعت من جهوزيتها وانتشارها، ووصل قائد تلك القوات، ناصر، نجل الرئيس هادي، إلى عدن، قداماً من الرياض، في مؤشر إلى أن حكومة هادي تحضر لصدّ أي زحف عسكري لإسقاط عدن.
ويبدو موقف «التحالف» على الحياد، ولم يبذل أي جهود من أجل تجاوز الأزمة، وهو ما يرى فيه محللون أن الموقف الإقليمي والدولي مع أن تذهب عدن إلى المواجهة على غرار أحداث صنعاء الأخيرة، حتى لا يظل الجنوب تتنازعه سلطتان، خصوصاً أن التصعيد تزامن مع مساع دولية لتقديم مبادرة تقضي بوقف الحرب والشروع في عملية السلام، التي لا يمكن لها النجاح في ظل وجود أكثر من قوة تمتلك إمكانية عرقلة اتفاقية السلام المفترضة.
تتعقد الأوضاع في عدن التي يفصلها 72 ساعة عن نقطة الصفر، التي قد تحيل المدينة إلى أكوام من الرماد، ولن يكون فيها أي من الأطراف منتصراً، حتى إذا ألقى «التحالف» بكل ثقله مع طرف منهما ضد الآخر، بحسب مراقبين، وذلك لأن دولاً إقليمية أخرى، لن تقبل سقوط حلفائها في حكومة أحمد عبيد بن دغر.