باحث في العلاقات الدولية يدعو إلى سحق ميليشيا الحوثي عسكرياً لاستعادة اليمن من أنياب الإيرانيين

قال د. محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية: إن أزمة قطر ستطول ومستمرة؛ لأن القطريين لا يستجيبون، وما زالت قناة "الجزيرة" التي يتلحف بها النظام لمواجهة الآخرين تعيش فكرة الإنكار وتغيير الحقائق.

وأضاف حامد في حوار لـ"الرياض" أن معاناة الشعب في إيران إضافة إلى الصراعات الخفية بين المحافظين والإصلاحيين وفشل الرئيس روحاني في تطوير الاقتصاد كانت الشرارة لاندلاع المظاهرات التي تطالب بإقالته.

صراع خفي

• بداية.. كيف ترى الأسباب التي كانت وراء التظاهرات في إيران؟

• أرى أن التظاهرات الموجودة حالياً ناتجة عن معاناة الشعب، وسرعان ما تم رفع شعارات سياسية، وكل ذلك وارد حدوثه، ولكن الفكرة أن هناك صراعاً خفياً بين المحافظين والإصلاحيين في إيران، لأن الرئيس روحاني فاز بفارق طفيف جداً على مرشح المحافظين، ولا تنسى أن نقطة التفاهم بين الإصلاحيين والمحافظين "صفر"، وبالتالي انطبعت على الشارع، وفي تصوري هذه التظاهرات بدأت من أنصار أحمدي نجاد وله تيار قوي متشدد داخل إيران يسعى لإظهار الرئيس روحاني عاجز عن تطوير الاقتصاد وتحقيق وعوده الانتخابية، وهذا معناه أنه غير قادر على تحريك الأمور، وبالتالي اندلعت التظاهرات التي تطالب بإقالته.

   

• كيف ترى سياسة إيران التمددية في المنطقة؟

• إيران تهدد وتقوض أمن البحرين بشكل بشع، ونحن نتضامن مع الشعب والحكومة في البحرين، وبالنسبة لليمن فإن الحوثيين ميليشيات إيرانية دون شك، وتزودهم إيران بالصواريخ البالستية وهم قتلة الرئيس اليمني السابق، وهذا أكبر دليل أن إيران لا تعير اهتماماً للقانون الدولي مثلها مثل كوريا الشمالية، وما تعرضت له العاصمة الرياض من محاولة اعتداء بصاروخ إيراني بالستي أطلقه الحوثيون يجعلنا نتوقع أن يلتف هذا الصاروخ لضرب مصر، ولذا أنا مع سحق هذه الميليشيا عسكرياً من أجل استعادة اليمن من أنياب الإيرانيين، أما "حزب الله" فيجب أن يعود إلى الداخل وينسحب من سورية وهذا يتطلب جهداً كبيراً.

   

• هل ترى أن أزمة قطر ستطول؟

• أزمة قطر مستمرة، والجميع ملتزم بكلمة "عامين" التي قالها معالي وزير الخارجية عادل الجبير، والآن مرت 6 أشهر وما زال القطريون لا يستجيبون، وما زالت قناة "الجزيرة" التي يتلحف بها النظام لمواجهة الآخرين تعيش فكرة الإنكار عن طريق بث تقارير عن حصاد العام 2017، تصور أن قطر هي الفئة الناجية وحققت تقدمات، أما الدول العربية فهي الفئة الخاسرة، ولكن لا يتحدثون عن 35 ألف جندي دخلوا بلادهم وعن المستشارين الإيرانيين الذين يستعينون بهم، وكذلك عن توسع العلاقات مع الإسرائيليين، وبالتالي النظام القطري يعيش الآن مرحلة عد الأصابع.

وأود أن أشير إلى أن المقاطعة العربية لقطر تأخرت، لأن الأزمة الأولى في 5 مارس 2014م يوم سحب السفراء والتي استمرت لأسبوع وإعطاء الفرصة لقطر مرة أخرى جعلتهم يذهبون إلى تركيا ويطلبون منهم بناء قاعدة عسكرية لديهم، وهذا قمة الخسة المتمثلة في تنظيم الحمدين في قطر.

• قلت إن قطر وراء هجوم أردوغان على دولة الإمارات.. كيف ذلك؟

• بلا شك الرئيس التركي جامل قطر في الهجوم على دولة الإمارات، لأنه في أكتوبر 2016 كان وزير الخارجية الإماراتي في أنقرة وكان أردوغان يتوسل له حتى يعيد الاستثمارات الإماراتية إلى تركيا، فبالتالي هو الآن تمسك بالورقة القطرية وترك باقي الأوراق وأصبح الاقتصاد القطري جزءاً من الاقتصاد التركي.

   

أحلام مستحيلة

• كيف ترى تصريحات أردوغان بخصوص استعادة الأراضي ما قبل عام 1923م؟

• هذا أمر ضرب من الخيال، وصعب الحدوث، هو يريد العودة إلى ما قبل معاهدة لوزان التي حجمت دور الدولة العثمانية وقلصت أراضي الدولة العثمانية، وهذا الكلام معناه أنه يريد الاستيلاء على أراض من دول أخرى معترف بها دولياً أنها داخل حدودها ولها خرائط في الأمم المتحدة، وهذا الأمر ضمن النكاية في أوروبا.

   

  منافع كبرى

• كيف ترى مستقبل المملكة العربية السعودية؟

• السعودية تدخل مرحلة التحديث الكبرى وإشراك المرأة في المجتمع وإعطاء حقوق المرأة وفتح المجال لها بشكل أكبر على كافة المستويات وهذه خطوات جيدة للغاية، وبالنسبة للملف الاقتصادي فالسعودية طالما عودتنا على المشروعات الكبرى، ونراهن على أن مشروع "نيوم" سيأتي بمنافع كبرى على مصر والأردن والسعودية، ونثق في القيادة الحكيمة للمملكة العربية السعودية، والإجراءات الاقتصادية الجريئة ومواجهة الفساد ورفع الدعم عن بعض السلع أمر إيجابي لصالح الاقتصادي السعودي وسينعكس بالتأكيد على الاقتصاد العربي والخليجي.

د. محمد حامد يتحدث للزميل حسين البدوي