آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-08:56ص

أدب وثقافة


ابن سلمان محترف بألعاب الفيديو.. ما يكشفه كتاب "نار وغضب" من أسرار علاقات البيت الأبيض

الأحد - 07 يناير 2018 - 10:18 م بتوقيت عدن

ابن سلمان محترف بألعاب الفيديو.. ما يكشفه كتاب "نار وغضب" من أسرار علاقات البيت الأبيض
"نار وغضب" (Fire and Fury: Inside the Trump White House)

عدن(عدن الغد)البوابة :

كشف كتاب "نار وغضب" (Fire and Fury: Inside the Trump White House) لمايكل وولف، الذي نُشر الجمعة الموافق للخامس من الشهر الجاري، كثيرا من المعلومات والأسرار التي عكست طريقة تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته مع قضايا العالم العربي.

ابن سلمان والبيت الأبيض

ذكر الكتاب أن الأمير محمد بن سلمان حين كان وليًا لولي العهد في السعودية، وبُعيد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية اتصل بـجاريد كوشنر صهر ترامب وعرض نفسه عليه كرجل كوشنر في المملكة.

وفي هذا ينقل الكتاب عن كوشنر قوله لأحد أصدقائه -وهو يصف هذا الاتصال بينه وبين ابن سلمان-: "وجدت صديقا في أول يوم بالمدرسة الداخلية".

وقال المؤلف إن محمد بن سلمان، الذي وصفه بأنه لاعب متأصل بألعاب الفيديو، هو بمثابة الوسيط الذي تعهد للولايات المتحدة بأن يختصر عليها الطريق في ملفات المنطقة، على أن يحصد مقابل ذلك شيئا من "عظمة أميركا".

ويشير الكتاب إلى أن هذه العلاقة أثارت قلقا متناميا لدى فريق ترامب للسياسة الخارجية، الذي رأى أن كوشنر يتعرض للخداع من شخص "انتهازي عديم الخبرة". في إشارة إلى محمد بن سلمان، وأن هذه السياسة قد تبعث رسائل خطيرة إلى الأمير السعودي محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد آنذاك.

ويمضي الكتاب فيقول إن خطة كوشنر وابن سلمان كانت "مباشرة بطريقة لم تعهدها السياسة الخارجية الأميركية، وهي: إذا أعطيتنا ما نريد سنعطيك ما تريده". وبعد ذلك قدم ابن سلمان ضمانات وتعهد بأخبار سارة للأميركيين، فتم توجيه دعوة رسمية له للقاء ترامب بالبيت الأبيض في مارس/آذار 2017.

قضية فلسطين

ووفقا للكتاب، فإن العلاقة بين كوشنر وابن سلمان ألهمت ترامب -التائه في سياسته الخارجية- تصوره حول الشرق الأوسط، الذي يرى فيه أن السعودية ومصر ستمارسان الضغوط على الفلسطينيين للتوصل إلى السلام.

وأورد الكتاب أن ترامب بدا شبه واثق من إمكانية صنع سلام في الشرق الأوسط، وأنه قال للمحيطين به "إن العرب إلى جانبنا كليًا بفضل كوشنر، لقد تم الاتفاق".

كما نقل الكتاب كلامًا لمستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون عما سمي بـ"صفقة القرن" قائلا إن ترمب يوافق عليها تمامًا، وأضاف أن الضفة الغربية ستكون للأردن وقطاع غزة لمصر، وقال بانون أيضًا إن السعودية على شفا الهاوية قضية قطر

وذكر الكتاب أن ترامب أبلغ أصدقاءه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية أنه هو وصهره جاريد كوشنر قاما بهندسة انقلاب سعودي بالقول "لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة".

ومصر كذلك؛ وإنهم يموتون خوفا من بلاد فارس (إيران).

ولعل هذه الاتفاقات مع ابن سلمان هي التي جعلت الرياض محطة ترامب الخارجية الأولى في مايو/أيار الماضي، حيث أنفقت السعودية على سهرة "رقصة السيف" لترامب وعائلته بالرياض 75 مليون دولار، كما يقول الكتاب.

وفي الرياض أيضا، تجاهل ترامب نصيحة فريقه للسياسة الخارجية، وتحداها، عندما منح السعودية موافقته على ممارساتها تجاه قطر، كما جاء في الكتاب.

وكشف الكتاب أن ترامب أبلغ المحيطين به بأن الرياض ستمول وجودا عسكريا أميركيا جديدا في السعودية، ليحل محل القيادة الأميركية الموجودة في قطر.

ردود الفعل تجاه الكتاب

الصحافي مايكل ولف يقول إن كتابه مبني على أكثر من مئتي مقابلة أجراها مع الرئيس ترامب ومع مسؤولين في البيت الأبيض، وإن الكتاب دقيق، وإن هناك تسجيلات صوتية للكثير من المقابلات.

لكن البيت الأبيض يختلف مع هذا التشخيص، ففي سلسلةٍ من التغريدات قام ترامب بمهاجمة والمؤلف ومساعده السابق بانون، وهدد بملاحقة ناشر الكتاب قضائيا.

قال ترمب في تغريدة الجمعة: "لم أصرح أبدا للكاتب -الذي ينشر كتبا زائفة- بالاطلاع على معطيات خاصة في البيت الأبيض، بل رفضته عدة مرات! لم أتحدث معه لكتابه. إنه مليء بالكذب والتحريف والمصادر غير الحقيقية. انظروا إلى تاريخ الرجل وما سيحدث له ولستيف (بانون) غير الدقيق!".

كما اتهم ترامب مساعده السابق ستيف بانون بالجنون، بسبب التصريحات التي أدلى بها لكتاب "نار وغضب".

أما المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز فقد صرحت أن: "الكتاب مليء بالمعلومات الكاذبة والمضللة والتي قالها أشخاص ليس لديهم صلات أو تأثير بالبيت الأبيض".

وهذه المهاجَمة للكتاب كان لها الأثر العكسي، حيث إنه من أفضل الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة، والكثير من المكتبات لم يعد لديها أي نسخ إضافية منه.