آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-03:27م

العالم من حولنا


مظاهرات مؤيدة للحكومة في إيران وخطيب الجمعة يدعو لمعاقبة قادة الاحتجاجات

السبت - 06 يناير 2018 - 12:05 ص بتوقيت عدن

مظاهرات مؤيدة للحكومة في إيران وخطيب الجمعة يدعو لمعاقبة قادة الاحتجاجات
أشخاص يشاركون في مظاهرة مؤيدة للحكومة في ايران يوم الثالث من يناير كانون الثاني 2018. صورة لرويترز من وكالة تسنيم للأنباء محظور إعادة بيعها أو وضعها في أرشيف.

رويترز

ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن عشرات الآلاف من أنصار الحكومة شاركوا في مسيرات يوم الجمعة في أنحاء البلاد لتأكيد الولاء للمؤسسة الدينية متهمين الولايات المتحدة، الخصم اللدود لطهران، بالتحريض على أكبر احتجاجات مناوئة للحكومة منذ نحو عشرة أعوام.

 

وطالب خطيب الجمعة في طهران السلطات بالتعامل ”بصرامة“ مع المسؤولين عن تأجيج الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع والتي قتل فيها 22 شخصا فضلا عن اعتقال أكثر من ألف شخص وفقا لمسؤولين إيرانيين.

 

وأفاد التلفزيون الرسمي أن رجل الدين أحمد خاتمي قال للمصلين في جامعة طهران ”لكن الإيرانيين العاديين الذين خدعهم مثيرو الشغب المدعومون من أمريكا يجب التعامل معهم بروح التسامح الإسلامي“.

كما طالب خاتمي الحكومة ”بأن تولي اهتماما أكبر للمشاكل الاقتصادية للناس“.

وتفجرت المظاهرات المناوئة للحكومة يوم 28 ديسمبر كانون الأول في مدينة مشهد المقدسة لدى الشيعة بعد إعلان الحكومة خططا لرفع أسعار الوقود وخفض أموال تقدم شهريا لمحدودي الدخل.

واتسع نطاق المظاهرات لتصل إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة في الريف وشارك فيها آلاف من الشبان والطبقة العاملة الغاضبين من فساد المسؤولين والبطالة والفجوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والأغنياء.

ولم تقدم السلطات أي دليل يدعم تأكيدات قيام الولايات المتحدة بدور في الاحتجاجات التي لا يبدو لها قائد حتى الآن. 

* الحرس الثوري يخمد الاضطرابات

لكن في موسكو قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية يوم الجمعة إن تصريحات طهران عن تأثيرات خارجية أججت الاحتجاجات ليست بلا أساس وأن الولايات المتحدة تستخدم كل الطرق الممكنة لزعزعة استقرار الحكومات التي لا ترضى عنها.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن مطالبة الولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الاضطرابات في إيران هو تدخل في سيادتها. وقالت قازاخستان التي تترأس حاليا مجلس الأمن الدولي إن المجلس سيعقد اجتماعا يوم الجمعة في الساعة الثالثة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) لمناقشة الوضع في إيران.

وقال سكان اتصلت بهم رويترز في مدن مختلفة إن الاحتجاجات بدأت تنحسر منذ يوم الخميس بعد أن كثفت المؤسسة الحاكمة قمع الاحتجاجات بإرسال قوات الحرس الثوري إلى عدة أقاليم.

وكان الحرس الثوري وميليشيا الباسيج التابعة له قمعوا اضطرابات حدثت في 2009 بسبب مزاعم تزوير في الانتخابات، وقتل في هذه الاضطرابات عشرات المنادين بالإصلاح.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الاحتجاجات نتيجة لتحريض خارجي وسخروا من دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمحتجين في مواجهة مؤسسة وصفها بأنها ”وحشية وفاسدة“.

وفي مظاهرات يوم الجمعة ردد المتظاهرون هتافات ”الموت لأمريكا“ و”الموت لإسرائيل“ وحملوا صورا للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي ولوحوا بالأعلام الإيرانية.

وأظهرت تسجيلات مصورة للمظاهرات في عدة مدن المشاركين وهم يهتفون ”ندعم الإمام خامنئي... لن نتركه وحيدا في حربه على الأعداء“.

وقال التلفزيون الرسمي ”طالب المتظاهرون بمعاقبة من يقفون وراء المحرضين الذين لهم صلات بجهات أجنبية والذين أهانوا الدين وسلطاتنا“ في إشارة إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أظهرت لقطات على مواقع للتواصل الاجتماعي متظاهرين فيها وهم يمزقون صورا لخامنئي.

*جبهة موحدة

علقت الحكومة خطط خفض الأموال التي تمنحها لمحدودي الدخل ورفع أسعار الوقود بهدف تهدئة التوتر.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خاتمي قوله ”هناك عمال يقولون إنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر... يتعين حل هذه المشاكل“.

وفضلت النخبة السياسية في إيران، رغم تعدد فصائلها، الظهور في جبهة موحدة خشية أن يؤدي تفاقم الاضطراب إلى تقويض أركان الجمهورية الإسلامية بالكامل.

لكن خامنئي وحلفاءه المحافظين انتقدوا الرئيس حسن روحاني لعدم تمكنه من إنعاش الاقتصاد بعد رفع معظم العقوبات التي كانت مفروضة على إيران في 2016 بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران وقوى كبرى لكبح برنامجها النووي.

وأبرم روحاني الاتفاق في 2015 مما زاد آمال الكثيرين في تحسن الاقتصاد، لكن الاستياء تفاقم منذ ذلك الحين بسبب عدم تحقيق تحسن كبير في مستويات المعيشة.