آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-01:37م

اليمن في الصحافة


مناطق يمنية جديدة تتنفس الحرية.. والخناق يضيق حول رقبة الانقلابيين

الإثنين - 18 ديسمبر 2017 - 09:35 ص بتوقيت عدن

مناطق يمنية جديدة تتنفس الحرية.. والخناق يضيق حول رقبة الانقلابيين
الأطفال لم يسلموا من وحشية الحوثيين

( عدن الغد ) الرياض :

أعلن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تقريره لشهر نوفمبر عن مقتل 20 مدنياً، بينهم سبعة سقطوا بالقنص المباشر، بالإضافة إلى تسعة أطفال وثلاث نساء، وخمسة أطفال بواسطة القذائف المختلفة التي تطلقها مليشيات الحوثي الإيرانية على الأحياء السكنية في محافظة تعز.

 

كما رصد المركز عبر مقره الرئيسي في تعز إصابة 19 مدنياً، بينهم 14 طفلاً وثلاث نساء، معظمهم حالتهم خطرة وأخرى أدت إلى إعاقات دائمة.

 

وتسببت المليشيات الانقلابية بإصابة ثمانية مدنيين جراء القذائف، وطفلين جراء عبوة ناسفة، وطفلين وامرأة برصاص قناصة، وثلاثة أطفال جراء انفجار لغم زرعته المليشيا وثلاثة مدنيين، بينهم امرأة برصاص مجهولين.

 

ووثق الفريق الميداني تضرر 24 منزلاً بشكل جزئي نتيجة القصف بالقذائف والصواريخ التي تطلقها المليشيات، بالإضافة إلى تفجيرها منزل التربوي طه فارع، وتضرر 12 مبنى من الممتلكات العامة والخاصة، وتسع مركبات خاصة.

 

إستراتيجية الرعب تفشل في إجبار أبناء الحديدة على رفد الجبهات بالمقاتلين

معاناة المواطنين

وتناول التقرير الوضع العام للمحافظة خلال نوفمبر وما يعانيه المواطنون من تفاقم الوضع المعيشي ورزوح مناطق كثيرة تحت القصف الممنهج والمكثف من قبل مليشيا الانقلاب، إلى جانب الوضع الصحي الذي يعاني من تدهور كبير نتيجة الحصار وشح الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد التشغيلية، حيث تم رصد تسع حالات إصابة بوباء الدفتيريا في تعز، توزعت على مديريات المخا، ومقبنة، وصالة، والشمايتين.

 

ويواجه نحو 400 مريض بالفشل الكلوي في مستشفى الثورة خطر الموت بسبب نفاذ مستلزمات علاجهم.

 

واستعرض التقرير موجة النزوح الجماعي والتهجير القسري الذي طال مديرية جبل حبشي مطلع نوفمبر في منطقة القوز والأشروح في بني بكاري.

 

وأكد التقرير أن المليشيات تقوم بزراعة مئات من الألغام في كل مكان في منطقة القوز التي تقبع تحت سيطرتها بعد تهجير كل سكان القرية حتى أصبحت خاوية.

 

وقال التقرير: لا تزال ثلاث أسر من قرية الأشروح ترفض النزوح بسبب وضعها المعيشي المعدم نتيجة الحرب، رغم القصف الهستيري الذي تشهده القرية يومياً.

 

تهجير 117 أسرة

وبحسب تقارير لمنظمات حقوقية فقد هجرت المليشيا الانقلابية ما يزيد على 117 أسرة من قرى جبل حبشي خلال نوفمبر في استمرار لعمليات التهجير التي تقوم بها في كل منطقة تقتحمها، حيث أكد مسؤول محلي أن عدد الأسر التي نزحت وهُجّرت من منازلها، تتجاوز 65 أسرة، من أبناء منطقة الأشروح التي شقت طريقها إلى مناطق الميهال، ومدقة، والدار، والكدكاد، والنجب في مدينة تعز التي احتضنت معظم هذه الأسر.

 

وأضاف أن 50 أسرة تعيش في 37 منزلاً بالقوز أخلت منازلها وبعضها هُجّر قسراً، و20 أسرة تعيش في 16 منزلاً، نزحت من قرية القوز الأسفل، إضافة إلى 16 أسرة كانت تعيش في منازل بدائية بقرية المدافن وعشرات الأسر التي تركت منازلها ونزحت إلى داخل المدينة.

 

وتناول التقرير بشكل مفصل ما تعانيه منطقة الشقب بجبل صبر من حصار وقصف كثيف وممنهج وتهجير قسري، مستعرضاً المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات وأماكن تمركزها وكذا الأماكن التي يتم قصفها بشكل يومي.

 

هروب أسرة صالح

من جهة أخرى، هربت أسرة علي عبدالله صالح من العاصمة صنعاء إلى عدن بعد ازياد بطش الحوثيين بكل من يمت للرئيس السابق بصلة.

 

وقالت مصادر يمنية إن أسرة صالح وصلت إلى منطقة يافع في لحج عبر البيضاء برفقة حراسة مشددة من قبل المقاومة في البيضاء، ليتم بعد ذلك مرافقتها من قبل قوات الحزام الأمني إلى مدينة عدن.

 

ومن المتوقع أن تغادر إلى الخارج مع تزايد التنكيل الحوثي بأسرة وأقارب وأنصار صالح في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المتمردين.

 

الحوثيون والمؤتمريون

في غضون ذلك، أطاحت مليشيا الحوثي بوزراء محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام من "حكومة الانقلاب" المشكلة مناصفة بين الحوثيين وحزب صالح في السابق.

 

وجرى تعيين العميد عبدالحكيم أحمد الماوري وزيراً للداخلية، خلفاً للوزير السابق اللواء الركن محمد عبدالله القوسي الموالي للرئيس السابق.

 

وتعيين مسفر عبدالله صالح النمير وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات خلفاً للوزير السابق جليدان محمود جليدان، إضافة لتعيين هلال عبده علي حسن الصوفي محافظاً لحجة.

 

مساعدات أميركية

أعلنت الولايات المتحدة الأحد عن تقديم 130 مليون دولار في شكل مساعدات غذائية طارئة إلى اليمن، ما يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية إلى الشعب اليمني منذ شهر أكتوبر 2016 إلى 768 مليون دولار.

 

ويشمل التمويل المعلن ما يقرب من 84 مليون دولار من المساعدات الغذائية العينية و46 مليون دولار من تمويل مكتب المساعدة الدولية في حالات الكوارث، أو الطوارئ، لتمكين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من توزيع المعونة الغذائية العينية من الولايات المتحدة، والأغذية التي يتم شراؤها محلياً وإقليمياً، وقسائم الأغذية للسكان الأكثر تأثراً في اليمن.

 

ويقدم شركاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الدعم إلى 70 مركزاً لعلاج الكوليرا و110 مراكز للإماهة الفموية لضمان حصول الأشخاص على الرعاية الطبية التي يحتاجونها، بالإضافة إلى دورات تدريبية للعاملين في مجال الرعاية الصحية لتحسين الخدمات الشاملة والرعاية الطبية الطارئة، فضلاً عن الإمدادات الطبية، بما في ذلك أملاح الإماهة الفموية والمصول والأسرّة لمراكز معالجة الكوليرا التي تعمل على مكافحة المرض.

 

كما قدمت الوكالة ما يقرب من 7.4 ملايين قرص لتنقية المياه، من أجل توفير مياه الشرب المأمونة لما يقرب من 838 ألف شخص لمدة شهر واحد.

 

هزائم متلاحقة

ميدانياً، عادت الحياة في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة إلى طبيعتها بعد تحريرها وطرد مليشيا الحوثي، حسبما أعلن مسؤول أمن يمني. وأشار مدير شرطة المحافظة العميد الركن عوض الدحبول إلى أن مظاهر الفرح عادت إلى وجوه أهالي بيحان بعد تحرير مديريتهم، داعياً إلى التعاون مع الجهات الأمنية لضبط الأمن وحماية الاستقرار فيها.

 

وعثرت قوات الجيش في شعب مبلقة في بيحان صباح الأحد على جثث ثمانية مختطفين أعدمتهم مليشيا الحوثي على الطريقة الداعشية بعد هزيمتهم.

 

وقالت مصادر يمنية: تبين أنهم مختطفون من أبناء بيحان وتظهر عليهم آثار التعذيب، وقد أقدمت المليشيات الإيرانية على ارتكاب جريمة إعدامهم بطريقة بشعة.

 

وفي هذه الأثناء، فرضت قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرتها على ستة مواقع جديدة في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.

 

وأكد مصدر عسكري يمني أن القوات حررت منطقة جبل حيد بن عقيل الذي يمثل المعقل الرئيس للمليشيا الانقلابية في وادي بلحارث عقب ثلاثة أيام من الحصار وقطع خطوط الإمداد عنها، إضافة إلى تطهير مواقع محطة لحجن ودار آل منصر والخيالة والحمى من المليشيا. ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش والمقاومة تفرض حصاراً على ما تبقى من عناصر المليشيا في جبل لخيضر ونقطة السليم والصفراء التي تمثل آخر مواقع يتمركز فيها الانقلابيون بمديرية عسيلان. وتواصل القوات الحكومية نزع الألغام والمتفجرات التي زرعها الانقلابيون بكثافة في قرى المنطقة، حيث فككت خلال اليومين الماضين أكثر من 500 لغم وعبوة ناسفة.

 

وبذلك فقد الحوثيون خط تهريب مهم للسلاح، حيث أكدت مصادر عسكرية أن أمام الجيش اليمني مهمة كبيرة في تأمين خطوط التهريب، وملاحقة المهربين في مساحة واسعة تقدر بأكثر من 40 كلم عرضاً و60 كلم في العمق.

 

وتعد بيحان وعسيلان آخر مربع كبير للحوثيين في الجنوب وإخراجهم منها يجعل حضورهم في الشمال فقط.

 

وبدأ أبناء بيحان وعسيلان بتنظيف مناطقهم من شعارات الحوثي الطائفية وإنزال لافتات وصور حوثية من شوارع المدينة وجمع ملازم المليشيات الطائفية وإحراقها تعبيراً عن الفرحة الكبيرة بالتحرير.

 

فيما شنت مقاتلات التحالف عدة غارات على تجمعات ومواقع متفرقة للمليشيا في حرض وميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن. كما استهدفت عشرات الغارات مواقع الانقلابيين في منطقتي خليقا والأجاشر ومناطق أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات الإيرانية.

 

وفي محافظة الحديدة، أعلنت مصادر عسكرية مقتل 26 حوثياً وجرح 14 آخرين فجر الأحد في غارات للتحالف العربي، استهدفت تعزيزات عسكرية ومخزناً لذخائر الدبابات والمدفعية في مديرية الحوك. وقالت مصادر محلية لـ"الرياض" إن مليشيات الحوثي تنفذ حملات مداهمة ومطاردة وإعدامات بحق أبناء مديريات المراوعة وبيت الفقيه وزبيد والجراحي وباجل التابعة لمحافظة الحديدة، على خلفية فشلها في اجبارهم للخروج معها ورفد جبهاتها بالمقاتلين، وسط تكبدها خسائر بشرية ضخمة في معارك الساحل الغربي التي تشهد تقدم مستمر وتوغل لقوات الجيش الوطني باتجاه مدينة الحديدة.

 

وأردفت المصادر أن مديرية المراوعة تتعرض لحملة تنكيل وبطش وإعدامات ميدانية تنفذها المليشيات منذ أيام، بغية خمد الانتفاضة الشعبية لأبناء المنطقة.

 

وأشارت إلى أن عدد من مشايخ المراوعة أبلغوا المليشيات بفشلهم في إقناع أبناء المنطقة بجمع مقاتلين وإرسالهم إلى جبهة الساحل الغربي، فطلبت المليشيات من المشايخ إجبار أبناء المديرية على الخروج بالقوة للمشاركة في القتال، غير أن المشايخ رفضوا تنفيذ الطلب، فشن الانقلابيون حملة تنكيل وقمع واسعة وقتلت اثنين من كبار مشايخ المنطقة.

 

وأكدت المصادر اختطاف المليشيات الإيرانية لعدد من أبناء المشايخ، ووضعهم كرهائن للضغط على أهاليهم، فضلاً عن إخفاء مشايخ آخرين منذ أيام وسط رفض المليشيات الإيرانية الكشف عن مصيرهم، علاوة على تطويق منازل عدد من المشايخ، فيما اندلعت اشتباكات مع رجال أحدهم في المراوعة، على خلفية رفض السماح للمليشيات بتكديس الأسلحة في مزارع أبناء المديرية.