آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-12:36م

أخبار المحافظات


خطر تفشي مرض "الدفتيريا" يدق ناقوس الخطر بالحديدة في ظل اهمال الجهات المختصة

الثلاثاء - 28 نوفمبر 2017 - 06:40 م بتوقيت عدن

خطر تفشي مرض "الدفتيريا" يدق ناقوس الخطر بالحديدة في ظل اهمال الجهات المختصة

الحديدة(عدن الغد) خاص:

دعا مواطنون ومسؤولوا المرافق والمنشآت الصحية بمحافظة الحديدة المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية التدخل السريع وايجاد الحلول لمنع تفشي مرض الدفتيريا " الخانوق " والذي اضحى ينتشر بشكل واسع عقب الإعلان مؤخراً عن تسجيل العديد من حالات الوفيات والاصابة به في المستشفيات الحكومية والخاصة.

وقال المواطن  صادق عبدالله خالد لـــ"عدن الغد" أن الحالات المسجلة بحسب تصريحات المسؤولين في مستشفى الثورة بالحديدة اليوم بلغت 16 حالة  توفيت منه ثلاثة حالات في حين لم يكشف مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة في احصائية رسمية عن اجمالي الحالات المصابة بالمرض والتي تعرضت للوفاة وأشار إلى أنه وبالرغم من ان لديه أقارب أطباء يعملون في عدة مرافق صحية بالمحافظة وتواصله معهم لمعرفة السبب الرئيسى وراء تفشي مرض "الدفتيريا" في الآونة الأخيرة  بالحديدة  الا  ان  احد منهم لم يوضح له أسباب ذلك مطالبا الحكومة وكافة الجهات المسؤولة والمجتمع الدولي التدخل لوقف انتشار هذا المرض الخطير.

* بدوره تحدث المواطن محمد سالم بالقول لماذا لم يتخذ مكتب وزارة الصحة في المحافظة  اي اجراء لمنع تفشي مرض الدفتيريا خاصة بعد الاعلان عن حالات الوفيات و الاصابة به في مستشفى الثورة العام؟؟؟

* فيما كشف رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور خالد أحمد سهيل عن رصد 16 حالة مؤخراً مصابة بمرض الدفتيريا محذرا من سرعة انتشاره.

ولفت الى ان الهيئة في ظل الظروف الراهنة تواجه تحديات كبيرة في استمرارية تقديم خدماتها الطبية والصحية ولولا دعم اهل الخير معها لكان المستشفى قد توقف عن اداء نشاطه الانساني والخدمي لشحة الامكانيات والضغط المتواصل من المرضى الذي يستقبلهم المستشفى والتي تتجاوز في اليوم الواحد الالفى حاله ناهيك عن استقباله للحالات الطارئه من مرضى الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والعديد من الحميات الاخرى ونوه الى ان الحديدة باعتبارها محافظة ساحلية فهي  اكثر محافظة مهيئة للاصابة بالاوبئة  واستفحال العديد من الامراض فيها وهذا بحد ذاته يمثل عبئ كبير على القطاع الصحي بشكل عام وعلى هيئة مستشفى الثورة بشكل خاص خاصة وكما أسلفنا في ظل شحة الإمكانيات وانعدام الأدوية وعدم توفر التيار الكهربائي وغيرها.

وعبر سهيل عن مخاوفه  من تدهور الوضع الصحي بالمحافظة وخطورة ذلك على الحياة العامة في حال استمرار وتفاقم الاوضاع التى تشهدها اليمن .

* وفي نزولنا الميداني للعديد من المراكز الصحية والمستشفيات بالمحافظة اوضح  العديد  من الاطباء الذين التقينا  بهم أن  الانسان يتعرض للاصابة بالكثير من الأمراض المعدية وخاصة الأطفال لأنهم أكثر عرضة لأي من الأمراض المعدية وخاصة عدوى الجهاز التنفسي والتي تصيبهم نتيجة لعدم إكتسابهم المناعة المطلوبة للحد من العدوى.

واشاروا الى ان مرض الدفتيريا  يصيب معظم الاطفال الصغار  ويعتبر من أكثر الكوابيس التي تعترض حياتهم .

 ونوهوا  الى ان الدفتيريا هي كلمة لاتينية بمعنى غشاء وقد تمت تسمية هذا المرض بهذا الإسم لأنه يكون غشاء على اللوزتين والحلق  وهو مرض معدي " قاتل" إن لم يقدم العلاج المناسب للتخلص من أعراضه وقد تسبب هذا المرض قديما في قتل الملايين من الأطفال إلا أنه الآن يعتبر في حيز ضيق جدا  لأن التطعيمات واللقاحات التي تقدم إلى الأطفال في سن صغيرة قد كانت السبب الأول في تقليل نسبة الإصابة بهذا المرض وتظهر أعراض المرض بعد أربعة أيام من وصول الجراثيم إلى جسم المريض.

ولفتوا الى ان من المسبب الرئيسي له ميكروب عصوي موجب يسمى أيضا بالعصيات الوتدية الخناقية corynebacterium diphtheriae فهو ميكروب عديم الحركة وله ثلاثة سلالات وتختلف على حسب شدة المرض وعلى حسب آراء العلماء أن هذه السلالات الثلاثة ترجع إلى طور التكاثر نفسه فتنتقل عدوى الدفتيريا عن طريق الشخص المصاب إما عن طريق الرذاذ المتطاير عن طريق حدوث الكحة والعطس أو ملامسة إفرازات الشخص المصاب وأيضا لمس أي سوائل تخرج من التقرحات الجلدية المصحوبة بهذا المرض أو حتى استعمال أي من الأدوات الشخصية لأي مريض مثل الأطباق وفرش الأسنان .

واكدوا انه يصيب الأطفال تحت عمر العشر سنوات عن غيرهم من الأعمار الأخرى نتيجة لعدم الوعي الصحي والإزدحام وقلة المناعة مما يساعد على نشر العدوى أكثر ومن اعراضه  إصابة الجهاز التنفسي العلوي بشكل واضح جدا والإصابة بالسعال مع إرتفاع درجة الحرارة و الشعور بالإعياء وتغير صوت المريض حتى يصبح صوته خشن ويشبه صهيل الحصان وتغير في رائحة الفم لتصبح كريهه وصعوبة في البلع وتكون إفرازات في الأنف والإحساس بالغثيان وحدوث رعشة وقئ و تزايد في سرعة دقات القلب مع حدوث صداع بالرأس وصعوبة في التنفس نتيجة لتضخم الغدد اليمفاوية الموجودة بالرقبة مما يجعل المريض يمد رقبته للخلف.

واشاروا الى ان العوامل التي تزيد من خطر مرض الدفتيريا عدم أخذ الجرعات المطلوبة من التطعيمات واللقاحات ضد المرض ووجود نقص بالمناعة أو وجود مرض الإيدز أو إدمان الخمور والإزدحام الشديد والتشرد أو العيش في بيئة غير نظيفة  وتكمن سبل الوقاية من الاصابه به  تناول جرعات التطعيم الثلاثي والخاصة بأمراض الدفتيريا و السعال الديكي والتتانوس هي أول الإجراءات الوقائية للحد تماما من الإصابة بأي من هذه الأمراض والتي تبدأ من عمر شهرين ثم التطعيم الثاني عمر الأربع أشهر ثم جرعة الست أشهر  ومن الممكن إعطاء جرعة زائدة بعد إتمام الطفل عامه الأول .

* كما قال الباحث سمير محمد أن هناك الكثير من الحالات التى وفدت للعلاج بالمستشفيات الخاصة من المرض واحجبت ادارة تلك المستشفيات عن التصريح بأعدادها لعدم بث الرعب والخوف والقلق بين اوساط المواطنين واكد انه يجب أن يكون للحكومة والجهات المختصة  دور في منع انتشار هذا المرض والحد من انتشاره وتوسعه.

* فيما أكد الدكتور عادل الاثوري طبيب الأنف والاذن والحنجرة ان المشكلة التي تواجه الطبيب عند معالجة هذا المرض هو عدم وجود علاج السموم التي تفرزها بكتيريا الدفتيريا والذي يؤدي إلى قصور في القلب وفشل كلوي وشلل في الجهاز التنفسي خاصة أن هذه الأدوية للسموم غير متوفرة منذ عدة سنوات في اليمن والسبب أن الدفتيريا يعتبر من الامراض التي تم استئصالها من العالم كله وأعلنت وزارة الصحة خلو  اليمن من الاصابة بهذا المرض ومعه لا يتم استيراد هذا المصل بسبب وجود اللقاح الذي يعطى للاطفال في حملات التحصين التي تدشنها وزارة الصحة بين تارة واخرى بالتعاون مع عدد من المنظمات .

فيما عبر عدد كبير من مواطني المحافظة عن تساؤلهم من ينقذ اطفال الحديدة من هذا الداء القاتل ؟؟؟؟

* بدورنا وكما هي العاده دوما حاولنا التواصل بمدير عام مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبدالرحمن محمد جار الله لطرح هذا الموضوع على طاولته ومعرفة الدور الذي قام به المكتب لمواجهة هذا المرض وما الاجراءات التي اتخذها وسيتخذها للحد من انتشاره واجمالي عدد الحالات التي تم رصدها واصابتها بالمرض الا انه وللاسف دون جدوى لم نجده في مكتبه وتلفونه مغلق وعند سؤالنا للسكرتارية الخاصة به عن كيفية الالتقاء به لم نجد الجواب الشافي والكافي لنعود ادراجنا كما جئنا محملين قيادة السلطة المحلية المسؤولية الكاملة جراء هذا التقصير والاهمال والغياب التام لدور مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة.

من< أحمد كنفاني