آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:31ص

أخبار وتقارير


تحليل : من يقتل السلفيين في عدن ؟

الأربعاء - 18 أكتوبر 2017 - 06:33 م بتوقيت عدن

تحليل : من يقتل السلفيين في عدن ؟

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

سلطت واقعة مقتل شيخ سلفي بارز في مدينة عدن برصاص مسلحين مجهولين الضوء مجددا على مخطط تصفية كبير طال شيوخ ورجال دين من التيار السلفي وبدأ منذ اكثر من عام ونصف وحصد اكثر من 23 من رجال هذا التيار .

فجر يوم الاربعاء اطلق مسلحون النار على الشيخ فهد اليونسي وهو خطيب وامام مسجد الصحابة بمديرية المنصورة ، كان اليونسي اخر من تعرض للقتل حيث قتل قبله بعدة ايام فقط رجل دين اخر هو "ياسين العدني" وهو خطيب وامام مسجد زايد بمديرية المنصورة بعدن .

وقبلها باشهر قتل قطاع واسع وكبير من مشائخ هذا التيار وعلى خلاف التيارات الاخرى بدأ واضحا ان الجهة التي تنفذ عمليات الاغتيال هذه تكرس جهدها لتصفية القيادات السلفية .

تسببت وقائع القتل هذه بمغادرة العشرات من رجال الدين السلفيين الى خارج البلد حيث استقرت الغالبية العظمى منهم  المملكة العربية السعودية حيث يرتبط التيار السلفي بعلاقة جيدة مع هذه الدولة .

ورغم الاغتيالات المتكررة لرجال التيار السلفي الا ان أي جهة لم تعلن مسئوليتها بشكل صريح او مبطن عن هذه العمليات .

خلال الاعوام الماضية كانت حركتا القاعدة وداعش ابرز الحركات المسلحة التي نفذت عمليات الاغتيال التي طالت مسئولين وقيادات امنية وعسكرية لكن ايا من الحركتين لم يعلنا مسئوليتهما عن اعمال القتل هذه .

ولسنوات طويلة ظل التيار السلفي بعيدا عن المشهد السياسي والتزمت قياداته بالدعوة السلفية بعيدا عن الدين الان الحرب الاخيرة التي شهدتها اليمن دفعت بالعشرات من قيادات هذا التيار الى الواجهة كقطب سياسي مؤثر.

قاد السلفيون عدد من الجبهات في عدن وخارجها وحققوا انتصارات كبيرة على القوات الغازية التي مثلتها قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي صالح وجماعة الحوثي.

ومع انتهاء الحرب في عدن في يوليو من العام 2015 بات السلفيون طرفا في المعادلة السياسية وواصلت قيادات من التيار تسجيل حضورها السياسي والامني والعسكرية في حين اختارت اطراف اخرى العودة الى مساجدها .

ورغم انتهاء الحرب وبدء تطبيع الحياة المدنية الا ان عجلة الاغتيالات التي دارت لتحصد عدد كبير من قيادات الجماعات السلفية لم تتوقف الامر الذي اثار الكثير من التساؤلات حول من هي الجهة المستفيدة من عمليات الاغتيالات هذه .

وسادت مدينة عدن حالة من الهدوء عقب حملة امنية استهدفت تنظيم القاعدة بمديرية المنصورة ومنذ ذلك الحين توقفت الاغتيالات قبل ان تعاود الظهور مجددا.

ويلف الغموض حول معرفة من هي الجهة التي لها مصلحة في تنفيذ عمليات الاغتيالات هذه خصوصا مع امتناع الطرف السلفي من توجيه أي اتهام لاي طرف من الاطراف السياسية في الساحة اليمنية .

ويعتقد ان عمليات الاغتيال هذ تهدف الى ضرب وحدة التيار السلفي الذي بدأ موحدا خلال الحرب وتمكن من فرض نفسه كاحد ابرز القوى السياسية والعسكرية التي ناهضت الحوثيين وتمكنت من تسجيل حضور قوي لها لاحقا على الارض.