عندما يحتفل البسطاء بثورة اكتوبر بطريقتهم الخاصة

كتب / منصور العلهي

فجر اجدادنا الاوائل ثورة الرابع عشرمن اكتوبر من على قمم جبال ردفان الشماء...
لتمتد بعدها شرارة الثورة لتصل الى كل شبر من وطننا الجنوبي المحتل..
وخاض الثوار معارك اسطورية وسطروا اروع الملاحم الثورية واستطاعوا بعزيمتهم واصرارهم قهر وهزيمة اقوى امبراطورية عرفها التاريخ..

وامام هذا الصمود والاستبسال لثوارنا الاحرار رحل المستعمر البريطاني عن ارض الجنوب لتصبح حرة يحكمها ابناؤها..

اليوم تحل علينا الذكرى 54 لهذه الثورة المجيدة وشعبنا ووطننا يعيش اوضاعاً وظروفاً استثنائية بفعل الحروب العبثية التي شنتها مليشيات الامامة المتمثلة بعفاش والحوثي في محاولة منهم لعودة البلد الحر للحكم الامامي البغيض..

المواطن/ حمزه صالح محمود الشيبة احد ابناء مديرية مودية لم يجعل هذه الذكرى العظيمة لثورة الرابع عشر من اكتوبر تمر مرور الكرام بل اصر على ان يحتفل بهذه الذكرى الغالية بطريقته الخاصة..

حمزه لايمتلك مالاً ولاجاه ولاسلطان ولاحتى وظيفة وفوق ذلك كله عقد العزم على ان يحتفل ويذكر كل من حوله بهذه الذكرى الاكتوبرية الخالدة..
فقام بشراء مكرفون ووضع بداخله ذاكرة تحتوي على اغنية للفنان يوسف احمد سالم..

ثم وضع المكرفون بجانبه في بسطته المتواضعه التي يبيع فيها البقوليات والحمضيات في سوق مودية العام والتي تعتبر مصدر رزقه الوحيد بعد ان حرم من الوظيفة الحكومية ، وحرص على تعليق علم الجنوب على صدره..

ثم قام بتشغيل الاغنية الثورية للفنان يوسف احمد سالم الذي يقول في مطلعها:
الله الله يا اكتوبر..الله على نورك في بلدنا....

فكان فناننا يوسف احمد يصدح بصوته الشجي بهذه الاغنية الثورية طوال اليوم و التي تذكرنا بامجاد وتاريخ اجدادنا الثوار وسط اعجاب شديد من المواطنين الذين اخذوا يتجمعون حول المواطن حمزه صالح ليستمتعوا بطريقته البسيطة للاحتفال بثورة عظيمة بحجم اكتوبر العظيم وليستمعوا لاغنية الله الله يا اكتوبر التي اعادتهم للزمن الجميل ..زمن الامجاد والملاحم والتضحيات..

فكان احتفالاً بسيطاً ومتواضعاً بذكرى اكتوبر اقامه المناضل حمزه صالح بطريقته الخاصة وباسلوبه المعبر عن مدى حبه لثورة اكتوبر وتمسكه بوطنه الجنوب رغم الجراح والآلام ورغم الحروب والمآسي..
فتحية للمواطن الثوري الاكتوبري حمزه صالح محمود الشيبة...