آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-09:18ص

أخبار وتقارير


تقرير خاص: دمج الوحدات الأمنية في عدن.. ضرورة ملحة

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2017 - 07:19 م بتوقيت عدن

تقرير خاص: دمج الوحدات الأمنية في عدن.. ضرورة ملحة

تقرير: جعفر عاتق

تعرض القائد قاسم الجوهري قائد كتيبة سلمان الحزم لمحاولة اغتيال في مدينة التواهي مساء امس الأول الأحد.

واصيب قاسم الجوهري بعدة طلقات في جسده فيما استشهد اخيه صبري جراء الحادث.

ولاحقا تبين أن نقطة تابعة لإدارة أمن عدن وتتمركز بالقرب من منزل مدير الأمن شلال علي شائع هي من أطلقت النار على موكب قائد كتيبة سلمان الحزم.

وبعد الحادثة مباشرة اصدرت إدارة أمن عدن بيانا علقت فيه عن الحادثة وحملت موكب القائد قاسم الجوهري مسؤولية ما حصل.

وقالت إدارة أمن عدن في بيانها أن مرافقي الجوهري رفضوا التوقف في نقطة أمنية تتمركز ما قبل نفق جولدمور بمديرية التواهي وباشروا باطلاق النار على الجنود بعد أن حاولوا ايقافهم، مما نتج عنه اشتباكات راح ضحيتها شقيق القائد الجوهري واصيب القائد بعدة طلقات.

ويقول مقربون من القائد الجوهري أن النقطة الأمنية باشرت باطلاق النار على موكبه واستهدفته وشقيقه مباشرة ومع سبق الاصرار والترصد.

وفي ساعة متأخرة من ليل أمس الأول الأحد انتشرت قوة من كتيبة سلمان الحزم التي يقودها الجوهري في محيط جولة كالتكس بمديرية المنصورة ونفذت تفتيشا دقيقا للمارين بحثا عن أفراد يتبعون إدارة أمن عدن.

كما انتشرت قوات من الشرطة العسكرية التي يقودها أحمد الحدي والذي ينحدر من منطقة واحدة مع القائد الجوهري في ساحة العروض بمديرية خورمكسر احتجاجا على العملية التي تعرض لها الجوهري.

وصباح أمس الأثنين انتشرت قوة تابعة لإدارة أمن عدن في محيط ساحة العروض واغلقت شوارع قريبة منها.

وشهدت الحالة الأمنية تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة مع عمليات القتل التي تعرض لها مسؤولين ومواطنين في عدن.

وقبل أكثر من شهرين اغتالت فرقة تابعة لإدارة أمن عدن النقيب حسين قماطة مدير أمن مديرية رصد في ظل وضع غير مفهوم تعيشه العاصمة عدن. 

وتأتي هذه التوترات المتسارعة في ظل تداخل مهام الوحدات الأمنية والعسكرية الموجودة في العاصمة عدن.

ويرى مراقبون ان اختلاف الأجهزة الامنية وعدم وجود التنسيق بينها أهم العوامل والاسباب المؤدية الى الانفلات الأمني الحاصل حاليا في العاصمة عدن.

وبالإضافة للتشكيلات الأمنية تنتشر عدة ألوية تتبع الحرس الرئاسي الذي يقوده نجل الرئيس هادي وألوية تتبع الجيش الوطني وتقودها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن.

كما لازالت عدة تشكيلات من المقاومة التي قاتلت في المدينة تحتفظ بسلاحها وتتمتع بنفوذ واسع في عدة مناطق من عدن.

ويقدر عدد المسلحين في عدن بعشرات الالاف ينتشرون في عدة معسكرات ويتبادلون السيطرة على مناطق ومديريات العاصمة.

وبرزت عدة أسباب للانقسام الحاصل بين الأجهزة الامنية والعسكرية في عدن أهمها التجاذبات السياسية والولاءات العسكرية.

وأرهقت الحالة الأمنية مواطني العاصمة عدن وباتت حياتهم في جحيم بسبب الاشتباكات التي تحدث بين الحين والآخر.

ويطالب المواطنون في العاصمة عدن بضرورة دمج القطاعات الأمنية واخراج المعسكرات التابعة للجيش الى خارج العاصمة.

وقال مواطنون لـ(عدن الغد) أن تواجد معسكرات وقطاعات عسكرية داخل المدنية بات كابوس يؤرق ابناء العاصمة عدن.

واضاف المواطنون أن أي مشكلة أو اختلاف بين القيادات يؤثر على عدن وتعود الى ساحة صراع وميدان لتصفية الحسابات.

كما أن كثرة القطاعات الأمنية وتداخل مهامها لا يدعم الأمن بل يزيد من حالة الانفلات الأمني الحاصلة في عدن.

وتعالت الأصوات مؤخرا من قبل شخصيات اجتماعية وسياسية في الجنوب للمطالبة بدمج الأجهزة الأمنية وتوحيدها تحت قيادة واحدة.

وقال القيادي بالمقاومة الجنوبية علي سعيد الأحمدي أن محاولات نفي المناطقية عن التشكيلات الأمنية المختلفة في الجنوب لا يمكن أن تغير شيئاً من هذه الحقيقة.

وأضاف الأحمدي وهو الناطق الرسمي باسم المقاومة الجنوبية في العاصمة عدن أن ذلك لن يقود لحل يمكن أن ينزع فتيل التوتر الموجود.

وأكد الأحمدي أن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى لإيجاد الحل ولا يعني ورود أي حل ممن نختلف معه او لا نحبه أن هذا الأمر يُرفض بالكلية ويهاجم صاحبه ويخون.

واشار الأحمدي الى أن دمج هذه التشكيلات تحت جهة أمنية موحدة وتحت مؤسسات وأجهزة تخضع للدولة مباشرة هو مطلب لكل من يفكر بمصلحة الجنوب.

من جانبه قال الصحافي ياسر اليافعي رئيس تحرير موقع "يافع نيوز" الإخباري ان الأمن في محافظة عدن يحتاج الى إعادة تقييم بعد تكرار الأخطاء.

وأضاف اليافعي ان القوات الأمنية محتاجه الى إعادة تقييم بعد تكرار  الأخطاء ووفق التقييم يجب اتخاذ إجراءات تحد من هذه الأخطاء.

ودعا اليافعي الى وقف الفوضى في المعسكرات ومواقع الجيش وان ينظم كل افراد الجيش ومعسكراته في عدن تحت قيادة المنطقة الرابعة بعيدا عن معسكر "فلان" او علان" حسب قوله.

كما دعا اليافعي الى ضبط السلاح والأطقم المنفلتة في عدن ويجب ان يكون أولوية وان تكون مهمة الشرطة العسكرية ضبط اي اطقم مجهولة او مسلحين يتجولون دون معرفة هويتهم او معسكراتهم.

وحذر اليافعي من ان  استمرار الوضع مثل ما هو عليه وبتشجيع اطراف سياسية يهدف في الاساس الى عودة الاوضاع في عدن الى مربع الصفر او مربع الفوضى لأنها الطريق الوحيد للعودة الى باب اليمن.

ويرى مراقبون أن الطريقة المثلى لدمج هذه القوات هو ابعاد الشكل المناطقي واعطاء الأولوية لأبناء عدن في الأجهزة الأمنية.

وأضاف المراقبون أن تفعيل غرفة عمليات مشتركة خاضعة لإدارة أمن عدن تمثل أولوية قصوى لإنهاء الهوشلية في العمل الأمني بالعاصمة.

وشدد المراقبون على ان تعيين القيادات الأمنية لديها خبرة كافية بالعمل الامني سيسهم بشكل كبير في انجاح الخطط الأمنية والحد من حالة الانفلات الأمني بالعاصمة عدن.

لذلك فأن عملية دمج الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن في جهاز واحد وتحت قيادة واحدة، باتت ضرورة ملحة في ظل الأوضاع الحالية.