آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

رياضة


إنجازات (الأحمر الصغير) .. ابتسامة في مرمى السواد!

الإثنين - 25 سبتمبر 2017 - 03:03 م بتوقيت عدن

إنجازات (الأحمر الصغير) .. ابتسامة في مرمى السواد!

كتب / علاء الدين الشلالي

على الرغم من الظروف القاهرة التي يعانيها اليمنيون جراء الحرب المهلكة، فقد استطاع أشبال اليمن تحقيق إنجاز تاريخي له نكهة خاصة عند اليمنيين في هذا التوقيت، من خلال تحقيقهم فوزاً ثميناً على نظرائهم القطريين والبنغلاديش بأهداف كاسحة، وإعلان فوز اليمن على الإمارات 3-0 بسبب انسحاب الأخيرة من البطولة، ومن خلاله استطاع منتخبنا الوطني للناشئين التأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا للناشئين تحت 16 سنة، المقررة إقامتها في الصين صيف العام المقبل 2018م، هذا التأهل صنع فرحة واسعة عند كثير من اليمنيين في الداخل والخارج، الذين اعتبروه بارقة أمل لمستقبل أفضل يبشر بتطور الرياضة اليمنية، وزاد من فرحة اليمنيين أن تشكيلة المنتخب الوطني للناشئين كانت أشبه بلوحة معبرة عن اليمن الكبير وتجسيداً للحمة الوطنية، فاللاعبون هم من مختلف المحافظات والمناطق اليمنية شمالاً وجنوباً.

 

الفرحة فرحتان

المنتخب اليمني للناشئين عانى كثيراً من أجل الوصول إلى قطر لكي يمثل اليمن في التصفيات، تحرك براً من صنعاء ومأرب إلى سيئون، ثم إلى المهرة، وصولاً إلى صلالة، ومنها جواً إلى الدوحة، وقدم عرضاً مشرفاً، ولم تقف أمامه تلك الصعوبات وغيرها لتكون عائقاً للإنجازالذي حققه.

يقول الكابتن تامر فضل، لاعب الوسط في المنتخب الوطني للناشئين، والذي شارك في تحقيق إنجاز الفوز خلال المبارتين، في حديثه: "نسينا كل التعب عندما تحقق الإنجاز، ورسمت البسمة في وجوه الشعب اليمني العظيم، لقد ذرفت أعيننا الدموع ونحن نتذكر المآسي التي خلفتها الحروب ويعانيها أهلنا في كل شبر من بقاع الوطن»، ويضيف فضل، الذي كان يلعب في نادي «وحدة عدن»: «تكفينا فرحة الكبار والأطفال والنساء، تكفينا فرحة الشعب اليمني بهذا الفوز، وهذا قليل بحق الشعب اليمني الأصيل".

 

الكابتن عبد الرحمن الريمي، وهو حارس منتخب الناشئين، وممن شاركوا في صناعة الإنجاز الكبير، يرى أن كل العراقيل والصعوبات لم تستطع النيل من إرادتهم في تحقيق إنجاز يرفع من معنويات الشعب اليمني الصابر على الخطوب والمحن التي ألمت به، ويقول الريمي: «بفضل الله ثم بفضل المدربين والجهاز الفني بأكمله بذلنا كل ما بوسعنا لتحقيق الفوز، لم نفكر إلا بالفوز حتى تحقق»، ويضيف الكابتن الريمي، الذي كان يلعب في نادي «شعب صنعاء»، متحدثاً «كانت الفرحه فرحتين، الفرحة الأولى أننا تأهلنا، والفرحة الثانية أننا استطعنا أن نوجد مساحة من الفرحة والبهجة للشعب اليمني العظيم الذي يستحق الفرح كله، نشكر الشعب اليمني على تشجيعه و حماسه معنا، وما قصروا، إن شاء الله الفرحة الكبرى حصولنا على كأس آسيا".

 

معاناة وإبداع

ويشير اللاعب اليمني السابق، وعضو الإتحاد الدولي للصحافيين الرياضيين، الكابتن سميح المعلمي، إلى ضرورة إيلاء المواهب اليمنية في الرياضة اهتماماً رسمياً يوازي الإهتمام الشعبي في مثل هذه الظروف. ويقول المعلمي في حديثه: «منتخب الناشئين قدم أهم الدروس التي يمكن أن تؤخذ في كرة القدم، في أنها تعطي من أعطاها من الروح والحماس والعزيمة والهدف... كان هدف المنتخب ليس فقط التأهل وحسب، وإنما كان يحمل على عاتقه مسؤولية إسعاد شعب بأكمله يعاني من ويلات الحرب. أيضاً الدرس الكبير الذي قدمه ناشئو اليمن، الصغار عمراً الكبار أداءً، أن كرة القدم لا تقاس بالإمكانيات والمال عن ما سواهما من الاجتهاد والروح، فمنتخبنا جاء لاعبوه من منافسات دوري الأحياء والحارات لتوقف المنافسات الرسمية بسبب الحرب، وهذه الدوريات لا تتوفر فيها أدنى الوسائل المطلوبة لممارسة كرة القدم؛ فملاعبها ترابية، وحتى الملاعب التي عسكروا فيها قبل السفر كان قد أصابها التدمير وأصبحت أطلالاً وشبه ملاعب، ومع ذلك تغلبوا بسداسية على منتخب دولة قطر، التي تعتبر من أكثر الدول العربية وربما الآسيوية اهتماماً بالبنية التحتية الرياضية وتستقطب أفضل خبراء العالم في اللعبة وتستعد لتنظيم مونديال العالم بعد خمس سنوات! منتخب الناشئين أسعد الشعب اليمني وأكد مقولة: إن الإبداع يولد من رحم المعاناة."

 

أمل منتظر

الكابتن عبد الله مهيم، مستشار وزير الشباب والرياضة، يقول إن أهمية الإنجاز تكمن في أنه "جاء في ظروف صعبة تعيشها البلاد والرياضة عموماً، حيث إن النشاط الرياضي متوقف منذ ثلاث سنوات، كما أن هذا الانجاز الذي جلب الفرحة للشعب اليمني نظراً لزمن الحزن والمآسي الذي نعيشه بسبب الحرب. ويضيف: «ما يبعث للتفاؤل أن هذا الإنجاز جاء من أقدام الصغار الذين نعول عليهم كثيراً في المستقبل... ومن الأشياء التي ضاعفت الفرحة وأهمية هذا الإنجاز هو الأداء القوي الذي قدمه المنتخب والذي أطلق عليه: منتخب التحدي، وتفوقه في المباراتين، مما ذكر الجماهير بمنتخب الأمل الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2003، نشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، ونتمنى أن يحظى هذا المنتخب بالاهتمام المستحق حتى يستمر في التألق، خصوصاً أن هناك فترة طويلة تصل إلى العام قبل الاستحقاق القادم، والمتمثل في نهائيات كأس آسيا بماليزيا 2018".