آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

العالم من حولنا


سو تشي تعلن انها مستعدة لاعادة اللاجئين الروهينغا

الثلاثاء - 19 سبتمبر 2017 - 07:46 م بتوقيت عدن

سو تشي تعلن انها مستعدة لاعادة اللاجئين الروهينغا
الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي تلقي كلمة في البرلمان في نايبيداو في 19 ايلول/سبتمبر 2017

عدن(عدن الغد) AFP :

اعلنت الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي الثلاثاء أن بلادها "مستعدة" لتنظيم عودة أكثر من 421 آلاف لاجئ من المسلمين الروهينغا الذين فروا الى بنغلادش، لكن من دون تقديم حل ملموس لما تعتبره الأمم المتحدة تطهيرا عرقيا.

إلا ان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، كرر، بعد ساعات على كلمة سو تشي التي ألقتها قبل بداية اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، مناشدة السلطات البورمية.

ومن على منصة الجمعية العامة في نيويورك، قال "على السلطات البورمية ان توقف العمليات العسكرية وان تؤمن وصول الوكالات الانسانية بدون قيود" لمساعدة المتضررين من المعارك.

وفي بورما، كانت سو تشي ألقت كلمتها المتلفزة بالانكليزية، ومن دون ترجمة الى اللغة البورمية. وقالت "نحن مستعدون لان نبدأ التحقق" في هويات اللاجئين بهدف تنظيم عودتهم.

وأوضحت أن "بورما ستستقبل من تعتبرهم لاجئين من دون أي مشكلة مع ضمان الحفاظ على أمنهم بالإضافة إلى حصولهم على المساعدات الإنسانية".

إلا أن الشروط التي تفرضها بورما على الروهينغا صارمة جدا اذ ان هؤلاء لا يملكون أي مستند لإثبات إقامتهم منذ عقود في البلاد.

وينشط الرأي العام البورمي إثر الانتقادات الدولية حول مصير أكثر 420 الفا من الروهينغا لجأوا إلى بنغلادش بعد فرارهم من ولاية راخين في غرب بورما حيث يقوم الجيش بحملة عسكرية ردا على هجمات المتمردين الروهينغا منذ 25 آب/أغسطس. وتحدثت الامم المتحدة عن "تطهير عرقي".

وتابع مئات الأشخاص خطاب الزعيمة البورمية في الشوارع عبر شاشات ضخمة، رافعين أعلم بورما ولافتات داعمة لسو تشي.

ووجهت سو تشي "رسالة دبلوماسية" إلى الأمة أمام السفراء في نايبيداو، بعد أن واجهت انتقادات لاذعة لصمتها طوال الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع. ودعت إلى إنهاء الانقسامات الدينية في بورما بين الأكثرية البوذية والأقلية المسلمة.

وقالت سو تشي في خطابها الخالي من كلمة "روهينغا" المحظر استخدامها في بورما، "نشعر بالحزن الشديد لآلام الاشخاص العالقين في الازمة"، مشيرة الى المدنيين الذين فروا الى بنغلادش وايضا البوذيين الذين هربوا من قراهم في المنطقة.

وتوجهت سو تشي إلى الجيش الذي قدمت له دعمها الثابت حتى الآن، رغم الاتهامات بارتكابه انتهاكات تحت غطاء عملية مكافحة الارهاب. وقالت إن "قوات الامن تلقت تعليمات" من أجل "اتخاذ كل الاجراءات لتفادي الاضرار الجانبية واصابة مدنيين بجروح"، مضيفة "نندد بكل انتهاك لحقوق الانسان".

من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية الثلاثاء أن سو تشي تمارس سياسة التغاضي تجاه "الفظائع" التي ترتكب في ولاية راخين.

وأشارت إلى أن "هناك أدلة دامغة تثبت أن قوات الأمن تورطت في حملة تطهير عرقي" آسفة لعدم تنديد الزعيمة البورمية الحائزة جائزة نوبل للسلام في خطابها الثلاثاء، بدور الجيش في هذه الاضطرابات.

وقالت سو تشي أن منذ 5 أيلول/سبتمبر "توقفت المعارك وانتهت عملية التمشيط التي قام بها الجيش".

ردّ العضو في منظمة "هيومن رايتش واتش" فيل روبرتسون من جهته، على كلام سو تشي عبر إبراز صور ملتقطة من الأقمار الصناعية تظهر أن "الدخان لا يزال يتصاعد من ولاية راخين" مضيفا "لا يبدو أن كل شيء انتهى في 5 أيلول/سبتمبر". وكررت المنظمة دعوتها الى الأمم المتحدة فرض عقوبات على بورما.

وطلب محققو الأمم المتحدة الثلاثاء "حق دخول كامل ومن دون قيود" إلى البلاد، لاجراء تحقيقات حول وضع حقوق الانسان. ويتعذر على المراقبين ووسائل الاعلام الدولية الوصول الى راخين التي تقفلها قوى الامن.

-اللاجئون متشككون-

ويعامل الروهينغا الذين يعتبرون اكبر مجموعة بلا جنسية في العالم، مثل الاجانب منذ سنوات في بورما حيث يشكل البوذيون 90% من السكان.

ولا يستطيع الروهينغا الذين يواجهون التمييز منذ سحبت منهم الجنسية البورمية في 1982، السفر او الزواج من دون الحصول على الموافقة. ولا يستطيعون الوصول لا الى سوق العمل والخدمات العامة (المدارس والمستشفيات). وتنتقد المنظمات غير الحكومية هذا الوضع منذ سنوات.

وفي مخيمات بنغلادش، يعرب اللاجئون الجدد عن شكوكهم في امكانية العودة التي تحدثت عنها الزعيمة البورمية. وقال عبد الرزاق الذي وصل الى بنغلادش قبل خمسة ايام "لكن كيف سنثبت اننا من بورما؟ لا نملك اوراقا ثبوتية".

ميدانيا، تحاول القوات البنغلادشية السيطرة على الاوضاع ويستقر الواصلون الجدد الذين يتعذر عليهم الاقامة في المخيمات المكتظة، على قارعة الطرق وفي الحقول والغابات.

ودمرت السلطات الثلاثاء ملاجىء كانت مقامة قرب مخيم كوتوبالونغ الكبير. وعبر مكبرات الصوت، يحذر عناصر الشرطة اللاجئين من انهم يمكن ان يتعرضوا للتوقيف اذا لم ينتقلوا الى مكان آخر.

وكانت امينة خاتون (70 عاما) استقرت في البداية في مزرعة للمطاط ثم طردت منها. ثم اقامت في مدرسة ما لبثت ان طردت منها. وقالت لفرانس برس "نركض في كل مكان مثل الدجاجات المقطوعة الرأس. يقولون لنا ان نغادر الان. لماذا؟".