آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-11:02م

أدب وثقافة


قصيدة .. الرحيل الصاعق

الأربعاء - 13 سبتمبر 2017 - 05:05 م بتوقيت عدن

قصيدة .. الرحيل الصاعق

كتب / سعيد الخضر بن علي سعيد العمودي

قصيدة شعرية للاستاذ والشاعر المخضرم سعيد الخضر بن علي العمودي أحد أبناء محافظة أبين بمديرية احور .. وهي رثاء على الفقيد الراحل السيد شهاب الدين بن علي المشهور عليه رحمة الله تعالى .

ألا فَليَنُح ذا الكونُ وليحزنٍ الدهرُ

فقد أفلت شمسُُ وعنا انزوى البدرُ

 

ألا فلتَسٍل بالدمعٍ عينُُ ومهجةُُ

على هامةٍٍ فقدانُها في الورى خُسرُ

 

حرامُُ على المكلوم إعلانُ حزنهٍ

إذا لم يكن في قلبهٍ بالشجى جمرُ

 

فهذي فجاجُ الأرضٍ ناحت بحرقةٍٍ

وأنًت جبالٍُ وانطوىبالبُكا البحرُ

 

أمامي أرى الأقوامَ ترتشف الضنى

لها الحزنُ شٍربٍُ والدموعُ لها خمرُ

 

وأحورُ ثكلى في انكسارٍٍ وأهلُها

من الهولٍ مفجوعونَ .. ذي أرضُها قفرُ

 

ونائحةٍٍ في الدُورٍ تجأرٍ مُذ أتى

إليها نَعيُُ في مدامعهٍ الخُبرُ

 

تأججَ في أحشائها لهبُ النوى

فليس عن المحبوبٍ في قلبٍها صبرُ

 

ويبدو كئيبََا عصرُنا لوداعهٍ

وحُقَ لهُ إن صبَ آهاتهٍ العصرُ

 

 

أسائلُكم باللهٍ إن لم يكن لكم

أنينُُ على محبوبٍكم (هل لكم عذرُ ؟)

 

ألم تمتلئ أحداقُكم أمسٍ بالأسى

وقد غابَ عنكم مَن لهُ الفضلُ والبٍرُ

 

 

حبيبُُ إلى الجناتٍ قد باتَ طائرََا

فتمنحُهُ الريحانَ أفنانُها الخُضرُ

 

على وجههٍ سيما الوقارٍ جلالةََ

وفيهٍ تُرى الأنوارُ والسعدُ والبٍشرُ

 

وإن قالَ سالَ القولُ منهُ بحكمةٍٍ

ومٍن كلٍ حرفٍٍ قالَهُ يسقطُ الدُرُ

 

ثمالُ اليتامى قلبُهُ الرحبُ قد حوى

شمائلَ أخلاقٍٍ .. بهٍ يُرتجى القَطرُ

 

هوَ القمةُ الشماءُ ذو النورٍ والتقى

وفي الملأ الأعلى لهُ ارتفعَ الذكرُ

 

يبلسمُ جرحََا عن فقيرٍٍ وعائلٍٍ

وما خابَ مسكينُُ أتاهُ ومعترُ

 

وأوصافُهُ الغراءُ تترى جليةََ

يبشرُ بالتيسيرٍ إن جاءنا العسرُ

 

يوزع في الدنيا مزونََا من العطا

ودنياه فيها يستوي التُربُ والتٍبرُ

 

تقيُُ نقيُُ زاهدُُ ناسكُُ وقد

تهاطلَ في آفاقنا فضلُهُ الثَرُ

 

غياثُ الحيارى قبلةُ النازحٍ الذي

يطاردُهُ عن دارهٍ الخوفُ والذعرُ

 

وفي كلٍ وادٍٍ.. قريةٍٍ كانَ باذلََا

وآثارُهُ في كلٍ بلدانٍنا كُثرُ

 

فناداهُ داعي الحقٍ فاختارَ مسكنََا

بأعلى رفيقٍٍ حيثما العٍزُ والفخرُ

 

فآهٍٍ وآهٍٍ كيفَ نسلو فراقَهُ

وتاللهٍ عمَ الحزنُ وانقصمَ الظهرُ

 

وآهٍٍ وآهٍٍ كيفَ تحلو حياتُنا

وقد ودعَ الأحبابَ سيدُنا الطُهرُ

 

 

حبيبي شهابَ الدين يا آيةَ الندى

ويا مَن لَهُ القدرُ الجليلُ لهُ السرُ

 

لقد سٍرتَ بالحسنى وأحييتَ بلقعََا

فمن ربٍنا ربٍ السماءٍ لكَ الأجرُ

 

عليكَ سلامُ اللهٍ في كلٍ لحظةٍٍ

وفي جنةٍ الفردوسٍ يُبنى لكَ القصرُ

 

صلاةُُ من المولى على علمٍ الهدى

وآلٍٍ وصحبٍٍ كلما انبثقَ الفجرُ

 

سعيد الخضر بن علي سعيد العمودي

يوم الأحد 19/ 12 / 1438 هـ

الموافق 9/ 9/ 2017 م