قال الباحث في الحياة البحرية رشيدي محمود ان الرياح الموسمية وما تصاحبها من ظواهر طبيعية وبيئية وذلك في ما يتعلق بالحياة البحرية، فقد ظهرت على العديد من الشواطئ الطالحب البحرية، ويطلق عليها الصيادون أكثر من مسطلح كا( الجشير او الزاااوي)، هذه الظاهرة البيئية البحرية والتي تنتج عن تغير مناخي يحدث داخل البحر، وذلك بسبب أرتفاع درجة حرارة البحر بشكل مفاجئ وزيادة في نسبة الملوحة وكل هذه التغيرات ناتجة عن قوة الأرياح التي تعمل على أرتفاع منسوب أمواج البحر أضافة إلى شدة التيارات البحرية التي تقوم بسحب تلك الطالب من قاع البحر وقذفها إلى الشاطئ، وقد لاحظ العديد من الناس ممن قصدوا السواحل والشواطئ خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك ظهور الطالحب وعلى وجه التحديد الساحل الخلفي لقرية فقم والذي يربط منطقة فقم برأس عمران.
واضاف محمود : ظهور الطحالب على الشواطىء هي ظاهرة بيئية بحرية طبيعية تحدث كل عام وذلك تزامناً مع موسم الأرياح الصيفية التي يشهدها خليج عدن، ويختلف شكل ولون الطالحب ففي بداية شهر يوليو يكون لونها أحمر اما في أغسطس فالذي يخرج إلى الشاطئ يكون لونه أخضر ومن خلال الصور ستُلاحظون الفرق في الشكل والون، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك نظام بيئي بحري يحدث معه تغيير للبيئة البحرية كلٌ حسب متغيرات المناخ، والتي لا تتناسب معها هذه الطحالب فيحدث تجديد وتغيير لها ولتنموا طحالب جديدة وتتشكل مع مرور الوقت ومع دخول فصل الشتاء وتأخذ شكلها ولونها الطبعي في أطار الحياة البيئية البحرية المتجددة سنوياً.
و وتابع الباحث محمود : تتعايش هذه الطحالب وتتواجد في قاع البحر وخاصة في القاع الرملي او بجانب الشعاب المرجانية وهي مصدر غذاء للكثير من الكائنات البحرية الصغيرة كالأسماك وغيرها، بلأضافة إلى أتخاذها موطن للأسماك إما لعمليات التكاثر او لوضع البيض فيها وخاصة الأسماك القاعية والتي تُعتبر أسماك قليلة الحركة والتنقل، وهي تتواجد بكثرة في خليج عدن.
*رشيدي محمود
باحث وإعلامي متخصص في شؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن
