آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:25م

أدب وثقافة


الصباح فــي مدينة عدن (قصة قصيرة)

الأحد - 06 أغسطس 2017 - 02:12 م بتوقيت عدن

الصباح فــي مدينة عدن  (قصة قصيرة)

كتب/ بشار الطيب

بشمــسٍ صيفية  لا يعرف  لسعتــها إلا مــن تشبــع من حرارتها العالية منذ الصباح الباكر ' أخــرجُ للعمــل بحـــيـويــة   وبـــروح إنسان لا يؤمن إلا بالعمل  ' أبتســـم .. وأغـــدق علـــى مـــن يمـــرُ أمــامــي بتحية الإسلام  ' إلـــى الجهة المقابلة لي وعلى بُعد عشرة أمتار  فقــط بـالتــمام بوفية الحضرمي لبيـــع الخمير  الـطــازج الـــى الان رائــحتـه لــم تـفـارق أنـفــي '  زحــام خــانـق يــفـضـح الــرغبـة الـمكـتـومـة بالـــرقص علـــى أنغـــام الصـــــباح بـــوجـوه محبـــة للحـــياة وإستمرارية العــيـش ' مـوظفـون يـتهافتــون الــى دوائــرهم بعيـــون ناعســـة ' متســول يفيــض حبــاً بالــوطـن بعفويـــة يتــيــمة يحتضن راديـــو صغيـــر وينصــتُ بشـغـف عــارم الــى صوت أبو بكر سالم بالفقيه  (كل شي معقول إلا فراقك يا عدن ) بصــوت أبو بكر الجميل  ' رجـــل المــرور يقــفُ وســط الـتقاطــع يُـصارع الشـمـس بابتسامة رشــيـقة ويــمارس هـوايــتـهُ باجتهاد بتــدويــن أرقـــام الســيـارات الـمــخالــفة بلــــذة .

هـنـا ســيطـرات أمنيــة عناصرها مميزون بملابسهم ويـبـدو أن الضابــط مستعد في أتم الاستعداد  وَجَــدتُــه يهمــس مــع نفســه بأذكار الصباح   بـوجــهٍ حـــاد تُــزيــنهُ نـظــرة الحريص على أمن هذه  المدينة  '..... فـــي آخـــر الشــــارع امرأة ممشــوقــة القـــوام متبــرمــة وخـــائــفة مرعــوبــة مـــن أن يتـــأخـر ســائــق الــباص أكثـــر '.

 رجـــلٌ ريــفي علــى الجهــة الاخـــرى يبدو أنـــه زائـــر ينـــظر إلـــى الأشجار الخضراء  بجانب الطريق  الغيـــر منتــظمة بإنزعــاج تـــام فيـــبادر مـــن فـــوره لتشــذيـبها لـتـكون لائـــقة نـسبيــاً بأهــل هذه المدينة الجميلة ودرســـاً فـــي الــزراعــة وحــب الارض لجيل يعشق هذه المدينة عشق لا يوصف .. ' تُــقابـــلُ هـــذه اللقـطــة عجـــوز يـلفـهــا شيدر  الا وجــههـا المجعـــد الـــذي يـــدلُ علـــى عمـــرهـا الستيـــني تخطـــو ببــطىء يُـــثيـــر أعصــاب سيــارات الاجـــرة ليــنطلق حـفـل المنــبهات العشــوائـــي ' قبـــل أن أصـــل إلــــى عمــلي لمحــتُ شــاب جـــامعـــي متلهــف يستـعـد بثــبات جميــل ويحمل كتبه قاصد كليته لينهال من بحور العلم ليستفيد ويفيد مجتمعه   ... أســألـكم أنتــم أحبــتــي .. مدينه  متـــرعــة بهـــذا الجمـــال كيـــف لا أكـــون هـائـــماً بـهــا ومفتـــونــاً إلـــى مستـــوى الجنــون كمــثـل هــذا النــص المنـفلت الغير منظم لغويا  ...!!