آخر تحديث :الخميس-23 مايو 2024-04:00ص

أخبار المحافظات


الذكرى الأولى لرحيل الشهيد محمد محمود

الخميس - 03 أغسطس 2017 - 03:31 م بتوقيت عدن

الذكرى  الأولى لرحيل الشهيد محمد محمود

كتب / مكسيم محمد يوسف

 الزمان: 2 أغسطس 2016م..المكان:الحبيلين القطاع الغربي.. المناسبة:الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشهيد الشاب محمد محمود صالح خضر أحد أبناء منطقة ( الراحة )

عام مر علينا سريعا من العمل الأجرامي لعصابات الموت التي لا دين لها ولا ملة ولا وطن أثناء هجومهم على القطاع الغربي في الحبيلين الذي كان فيه جنود الحزام الأمني بقيادة القائد المغوار مختار النوبي .... نعم أنها ذكرى تشعل نارا في قلوبنا كلما تذكرناها وما أصعب أن ننسئ الشهداء الذين شاركوا بأرواحهم كي نحيا ويحيا الوطن والجنوب في عز ورقي .

وكان من بين أولئك الذي حملوا قلوبهم على أكفهم الشهيد الشاب محمد محمود صالح خضر الذي تشرب النضال من عائلة ديدنها النضال أبا عن جد .

شاب حمل السلاح في سن صغيرة أحساسا بغيرته عن وطنه حمل السلاح بكل قناعة وشجاعة لأنها سجية ورثها عن سلفه ..كان يؤمن أن الشهادة حق لأجل الدين والوطن والكرامة فبحث عنها في كل جبهات القتال في بلة وجبل منيف والنخيلة ولكن لم يحض بالشهادة .

وضعت الحرب أوزارها فلم يقتنع أن الحرب أنتهت وآن له أن يستريح ويضع سلاحه ويذهب مع أقرانه  للمدرسة بل سمع بتشكيلات الحزام الأمني بقيادة القائد مختار النوبي فكان من أوائل الملتحقون كي يكمل مشوار النضال بإدراكه أن الحرب القادمة لدفاع عن الوطن  هي أقسى من سابقتها لأن العدو يستخدم أدوات موت حقيرة وبمسميات الحادية لا تمت لدين بصلة

 لكن الشهيد محمد طيب الله ثراه كان يؤمن بكل ذرات كيانه بانّ الآخرة محصلة للدنيا فنال الشهادة وهو يدافع عن دينه ووطنه بعد أن تصدى هو وزملائه سيارات الموت الداعشي التي كانت تريد تزهق أرواح أكثر من ثلاثة مائة فرد في القطاع لتحولهم إلى أشلاء ولكن الشهيد محمد  ورفاقه الشباب كانوا  الحاجز المنيع لعصابة الموت الداعشية فصدوهم بوابل من الرصاص قبل أن تدلف إلى عمق المعسكر الذي يتواجد فيه زملائهم المجندين فاستشهد محمد ومعه أخرين هم : 1-باسل أسعد الهميشي

2-فضل حسن عبد الله البكري

3- عبد العزيز احمد العمري

هؤلاء استشهدوا إلى جانب الشهيد محمد محمود

وسقط عدد من الجرحى ... فسقط الشهيد على ثرى هذه الأرض ليرويها بدمه بعد أن تمعن مدى أهمية الأمانة الدينية والوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقه.... فقد لبى الشهيد محمد ندى الوطن،هذا النداء الذي لا يرد بعد أن تكالب أعداء الوطن للنيل من أرضه وترابه...فلم يستطيع الشهيد محمد أن يقف ليرى بأم عينيه والكلاب المسعورة تستبيح وطنه لتعيث به فسادا وخرابا ... رحمة الله على شهيدنا محمد وعلى شهداء جنوبنا الحبيب .... فيتوجب علينا أن نسير على النهج الذي استشهد لأجله شهدائنا الأبرار ونشعر بنداء الوطن قويا يهز أعماقنا ويستصرخ ضميرنا، ويقلق نومنا من أجل الدفاع عن وطنا ، وأرضنا ونعمل بمنطق الانتصار لا منطق الانهزام، متطق الثبات لا منطق التخاذل ،عندها سنشعر بالحرية والطمأنينة، ونؤمن أن النصر من عند الله ، فعقيدة الدفاع عن الدين والأرض واجب مقدس يجب على الجميع التحلي والاقتناع بها من أجل الحفاظ على الوطن معززا مكرما شامخا بأبنائه ومواطنيه.

مهما تكلمنا عن الشهيد محمد محمود صالح خضر رحمة الله عليه الذي ترعرع في كنف عائلة مناضلة أبا عن جد فلا نستطيع إطلاقا وصف شجاعته وإدراك نبله وكرمه  رغم فصاحة اللغة العربية واتساع مفرداتها ,لأن عظمة تضحياته تفوق الوصف  ويقف المرء عاجزاً أمام تلك التضحية .

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل عن الشهيد: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[آل عمران: 169]، وفي هذا تعظيمٌ وإعلاءٌ لمنزلة الشهيد الذي يضحي بروحه ودمه لأجل الحق، وإعلاء كلمة الله تعالى، ونصرة الدين والوطن، فالشهيد هو الذي يستحق أن نتذكّره بجدارة، بكلّ ما في الذكرى من معانٍ سامية.