آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-09:47م

أخبار وتقارير


الشهيد نايف البشيري .. رحل تاركا خلفه ذكريات لاتنسى وقصة نضال عنوانها الوفاء للوطن

الثلاثاء - 25 يوليه 2017 - 07:11 م بتوقيت عدن

الشهيد نايف البشيري .. رحل تاركا خلفه ذكريات لاتنسى وقصة نضال عنوانها الوفاء للوطن

الضالع (عدن الغد) خاص :

السيرة الذاتية للشهيد 

 

 

الشهيد نايف أحمد يحيى سعيد  البشيري من مواليد 1993م منطقة جنادة في مديرية حالمين ، درس التعليم الأساسي في منطقة جنادة مسقط رأسه الذي ترعرع فيها منذ نعومة اظافره  وأنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الشهيد لبوزة م/  ردفان ( 2011 _ 2012 )  في الحبيلين - ردفان بعد انتقال مكان سكنه .

 

وصف الشهيد بالتواضع مع اصدقائه وحسن السلوك ودماثة الأخلاق وعرف بشجاعته في النضال والمقاومة في مواجهة المعتدين ، ابتسامته العريضة ظلت ترافق مسيرته الحياتية والنضالية ولاتكاد أن تفارقه لحظة .

 

 

بداية مسيرته النضالية ..

 

الحراك الجنوبي هو بداية مسيرته فحينما انطلقت شرارة الحراك السلمي وشرارة الثورة التحررية 2007م حاملا المشروع التحرري الذي ينشده الجنوبيين ويسعون إلى تحقيقه من خلال النضال السلمي كان الشهيد من أوائل الناشطين الذين الحماس في النضال ومن  الذين التحقوا في ركب النضال وشارك مع أبناء وطنه النضال بإصرار كبير وعزيمة قوية وتنقل في مختلف المدن والساحات على مستوى الجنوب فلا تكاد فعالية ينظمها الحراك إلا وهو بين أوساط المشاركين يصدح بصوته بين الحشود بحماس منقطع النظير على آمل عودة الوطن وحالما بمستقبل تتحقق فيه الآمال والتطلعات وتعود دولة الجنوب إلى أحضان الجنوبيين مجددا  .

 

 

لأتردد في  المقاومة .. لأخوف من الأعداء ..

 

 

هكذا كان شعاره حينما دقت نواقيس الحرب  ايذانا ببدء المعركة المصيرية والحاسمة واشتدت المواجهات واضحى الجنوب  في خطر وعندما حاول الغزاة أن يدمروه أو بالأصح تدمير ماتبقى من ما  دمروه وان يغتالوا الاحلام التي بدأت تكثر لاستعادته،  هنا لم يتردد الشهيد نايف البشيري ومعه الرفاق من المقاومين  الذين استشهدوا إلى جانبه في ذلك اليوم يوم الجمعة  24 يوليو من العام 2017م من الانطلاق صوب الجبهات دفاعا عن الوطن الذين خرجوا لأجله مسالمين ينشدون السلم  وحاملين البندقية وضاغطين على الزناد في وجه الأعداء القادمين من شمال الشمال دفاعا عن الأرض والعرض وحتى لايصبح للجنوب بين احضان ممن لايعرفون النظام غير معرفتهم بالقتل وتدمير الأوطان ..

 

 

الضالع جبهته الأولى ..

 

تبقى محافظة الضالع  البوابة الشمالية للجنوب والجبهة التي كانت مشتعلة والصامدة واستماتة المقاومة هناك هي الجبهة الأولى التي التحق  فيها الشهيد نايف البشيري في القتال ومواجهة الاعداء حيث خاض الشهيد معارك بطولية مع جموع المقاتلين في المعارك  التي دارت هناك والتصدي ببسالة للمعتدين الذين سعوا إلى دخول الضالع  وشارك معهم الانتصارات أثناء اقتحامهم لموقع  الخزان ومعارك الجرباء وكذلك تحرير لكمة صلاح .

 

 

العودة إلى ردفان ..

 

 

بعد أن تحررت الضالع عاد إلى ردفان ونشوة النصر تبدو واضحة على ملامحه حينها لم  توجه إلى جبهة بله للقتال والتمترس  إلى جانب إخوانه المقاومين هناك رافعا اصبعيه تعبيرا عن إحدى الحسنيين ( النصر أو الشهادة )  أخذ موقعه القتالي في جبهة النخيلة ومرتفعاتها وسلسلة جبال منيف وظل يتمركز مع رفاقه في تلك الجبال ماسكا موقعه ولم يبارحه بل بقي فيه ومدافعا ببسالة من اختراق الغزاة للجبهة المترامية .

 

جبال منيف والنخيلة شاهدة على البطولات ..

 

مع بقية ممن دافعوا على الأرض وممن وقفوا أيام وشهور من رجال المقاومة الجنوبية   في تلك السلسلة الجبلية المتاخمة لمثلت العند وقاعدته العسكرية الذي كان يتمترس فيها الغزاة باعداد هائلة من مقاتليهم  ظل الشهيد  نايف البشيري ورفاقه  صامدون كصمود تلك الجبال التي لم تنحني    .. سلسلة جبال منيف الممتدة  ومرتفعات النخيلة الشاهقة هي التي ستبقى شاهدة حقا على بطولاتهم الكبيرة وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الدفاع عن الوطن .

 

 

إصرار وشجاعة ..

 

 

يوم الجمعة الرابع والعشرين من يوليو كان يوم حامي الوطيس وشهد معارك شرسة وقتال عنيف   ، صحيح في ذلك اليوم واثناء المواجهات مع العدو خسرت المقاومة مقاتلين تحلوا بالشجاعة  أثناء القتال .. مقاتلين حملوا الحياة على الاكفة وسلموها رخيصة ونذروها لكي ينتصر الوطن ويعيش أبناءه في وطن مستقر .. مقاتلين ظلوا أياما وشهور   تحت حرارة الشمس  وكانوا رجالا صناديد الى ان نالوا الشهادة واصبحوا شهداء ميامين  واستطاع مقاتلي المقاومة الجنوبية بعد معارك بطولية ومواجهات عنيفة  خاضها المقاتلين الجنوبيين  واستمرت لساعات  من السيطرة على المواقع في الجبل والذي كان يتمترس فيها الأعداء .. في تلك اللحظات من المعارك سقط الشهيد نايف البشيري شهيدا في معركة الدفاع عن الوطن وفي معركة طرد الأعداء من تلك المواقع والتلال وتحديدا في الموقع الذي تم احتلاله من قبل المقاومة الجنوبية   .

 

 

لحظة شعور بقرب إستشهاده ..

 

 

حينما ذهب عنه  الحذر في أوقات الحذر وحينما   بدأت الأقدار أن تجره وتدفعه إلى التقدم في لحظة شعور بقرب إستشهاده حينها أخبر رفاقه بأنه شهيد الجمعة ودعاهم إلى ضرورة الثبات في مواقعهم وأماكنهم   وعدم التراجع الى الخلف لاعطاء العدو فرصة للتقدم واحتلال المواقع والسيطرة عليها وماهي الا ساعات من يوم الجمعة  الرابع والعشرين من شهر يوليو حتى جاء خبر إستشهاده كالصدمة إلى ذويه وأهله واصدقائه لينال نايف البشيري الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن برصاص قناص حوثي ورحل  تاركا خلفه ذكريات لاتنسى مع الرفاق وقصة بطولة عنوانها الوفاء للوطن والثورة والقضية  بقيت جثته ما يقارب العشرون يوما تقريبا وهي  مرمية في محيط المواجهات ولم يستطع أحد أخذها نظرا لاحتدام المعارك بين الطرفين وخشية من القناصة الحوثية التي تتمركز على على الجبال القريبة منها ومن  محيط المواجهة إلى أن تم دحر الميليشيات وانتصار المقاومة على الاعداء ليتم تشييع الشهيد ونقل جثمانه إلى مثواه الأخير في مقبرة الربوة بردفان .

 

 

خاتمة ..

 

 

بهولاء انتصر الوطن وبعزيمتهم انتصرت إرادة المقاومة وببطولاتهم خسر المعتدين من تحقيق أهدافهم الشريرة الرامية إلى الاحتلال  وتمرير مشاريعهم الفكرية والدينية  وبتضحياتهم أصبح الوطن الجنوبي محررا عسكريا من قبضة الشمال .. فهل يحقق الجنوبيين   حاليا سواء السياسيين أو ممن هم في الجبهات  أهداف ثورتهم وتضحيات شهدائهم ويغتنمون الفرصة المواتية والتاريخية مثل هذه  لاستعادة دولتهم .؟  أم أن الفرص  المواتية تذهب بعيدا كما لو أنها سحابة صيف عابرة .

 

 

تقرير / وضاح محمد الحالمي