آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-12:58ص

أدب وثقافة


( شادي الجنوب ) الفنان القدير جعفر عبدالوهاب : تحملت الكثير لحبي للفن ومشواري الفني اعتز به

الإثنين - 04 يوليه 2011 - 11:01 ص بتوقيت عدن

( شادي الجنوب ) الفنان القدير جعفر عبدالوهاب : تحملت الكثير لحبي للفن ومشواري الفني اعتز به
يقول جعفر عبدالوهاب :" في 1970م ، خضت أول تجربة في عالم التلحين و غنيتها "في غيبتك "للشاعر احمد دحان ، و أجازها لحنا الموسيقار احمد قاسم

عدن ((عدن الغد )) خاص:

حاورته / لبنى الخطيب

الفنان القدير جعفر عبدالوهاب  من مواليد  الأول من فبراير 1942م في عدن و درس   بمدارسها المختلفة  ،  أنهى الثانوية نظام قديم بشهادة الثقافة العامة البريطانية ( G.C.E ) ، و يجيد  اللغة الانجليزية محادثة وكتابة ، عمل في الهيئة العامة للقوى الكهربائية بعدن متعاونا مع  الجميع . 

 

 يتميز  بروحه  الطيبة وتواضعه  ومحبته للآخرين ،  كلامه الطيب و ابتسامته  الدائمة على وجهه  تسر من يراه ويسعد بصحبته ، ما زال محافظا على روحه وحيويته ، في وجدانه محفورة  بدايته الفنية ومشواره في عالم الغناء  .

 تأثر بالفن من والده الذي أجاد الموال ومتغنيا بأغاني موسيقار الأجيال الفنان الكبير محمد عبدالوهاب .

 

جعفر عبدالوهاب  يعد من الرعيل الثالث من  الفنانين الذين ظهروا  في الساحة الفنية  بعدن وعرفتهم كل اليمن (محمد صالح عزاني ، فؤاد الشريف  ، طه فارع، محمد سعيد منصر، محمد عبده سعد، سعيد أحمد بن أحمد، محمد عبده زيدي، محمد محسن عطروش ، عوض أحمد).

 

 لدية ثمانية من الأبناء أربع بنات وأربعة أولاد  و 37 حفيدا يحفظهم الله ، هو راضي بحياته ، إعلامنا اليمني مقصرا  كثيرا نحوه ولم يسلط  الأضواء عليه   ونادرا ما  تبث أغانيه الموثقة .

 

 الخطوات الأولى في عالم الغناء

 

يتذكر تفاصيلها الفنان جعفر عبدالوهاب في  سنة 1957م ، و عمره 15 عاما  شارك  ببرنامج "ركن الهواة" الذي  بث  من إذاعة " عدن " العريقة  و قدمه  احد  رواد  الأغنية العدنية الفنان الكبير   سالم احمد بامدهف  و مصاحبا له   على العود عازفا    أنغام "أول همسة " لفريد الأطرش ، غناها جعفر و نجح  بتقديمها من مشاركته الأولى  أمام الميكرفون ، و قيمه لحظتها بامدهف  كفنان  مكتشفا موهبته و صوته  متوعدا  بمستقبل كبير  في عالم الغناء لــ "بن عبدالوهاب "   .

 

و بعد هذا الظهور الناجح، وجههه الفنان حسن فقيه للالتحاق بمدرسة الفنان الكبير  يحي مكي و  مقرها كان  في مدرسة (بازرعة )  بكريتر تعلم فيها أصول  الموسيقى و مقاماتها و أبعاد صوته فين  يبدأ و إلى أين ينتهي  .

 

 و على أبجديات فن الغناء لحنا  أو عزفا على الآلات تأهل  في مدرسة الفنان مكي عددا من   الفنانين ، و تعرف  جعفر عبدالوهاب عليهم منهم  الموسيقار أحمد قاسم و  مستفيدا منه كثيراً و  لأحمد قاسم  الفضل في إبراز وتشجيع الكثير من الفنانين في عدن ".

 

المحطة الثانية

وعن باكورة أعماله   الغنائية الخاصة  تحدث جعفر عبدالوهاب :"   (مع الأحلام) من الحان الفنان يحى مكي كلمات حمود نعمان و تلاها ( قال لي الزين) كلمات نجيب جعفر أمان و(الليل كله) لهيثم ناصر ميسري) ، و سجلت  أغنية " شو عمل بك قلبي قولي " الحان الفنان حسن فقي و كلمات مصطفى خضر  و أشهرت الشاعر للجمهور  ، وهو ما يؤكده خضر  في لقاءاته الصحفية    و ليعلم القارئ العزيز  قدمت أعمالي الخاصة  بعد حصولي على موافقة من  لجنة المصنفات الموسيقية في " إذاعة عدن" مكونة من  كبار عمالقة الإعلام و الفن  و الأدب في عدن الأساتذة ) لطفي جعفر أمان ، علوي السقاف، عبدالحميد سلام ، سالم  بامدهف و عبدالله عزيزي )، و أجيزت صوتي وصنفتني  مغني من ا"لدرجة الممتازة" ، حيث كان  الفنان يخضع لفحص وتدقيق لطبقات صوته ، و  نحن في زمن لا توجد لجنة خاصة تشرف على الفنانين الهواة  ، و كل من وقف أمام  ميكرفون و غنى قيل عنه – فنان زمانه -  لو   يستمع لهم كبار الفنانين سوف يشطبوا عليهم مع احترامي لبعض الفنانين الشباب" .

 

 الفن في عدن  

عن شريط ذكرياته جعفر عبدالوهاب و وهج الحياة الفنية في عدن قال : " كانت تقام الحفلات على مسارحها المختلفة ، فغنيت في مسرح البادري و مسرح الشعب الاتحادي بالمرسابة  في القطيع المسرح هذا أعطاه للفرقة  الأستاذ  حسن بيومي عندما أسسنا هيئة الفنون والتمثيل ،  التي رأسها الصحفي محمد رشيد ، و أعضائها  كوكبة طيبة من الممثلين والفنانين  محمود  الحمزي "القاضي"  ،محمود أربد   ،نديم عوض ،محمد سعيد منصر ، عبدالحميد فارع ، شكيب عوض  ،عبدالقادر خضر  وكنت احد  المؤسسين  للهيئة  و مستمرا بدراسة الموسيقى بمدرسة الفنان يحي مكي،و وقفت على مسارح كلية بلقيس ،السينما الأهلية بكريتر و  المسرح الوطني ومسرح النقابات العمالية لاحقا .

عام 1960م بدأ نجمي يلمع في الساحة الفنية وحصلت على لقب من الجمهور بـ (شادي الجنوب) .

 

مع تأسيس تلفزيون عدن عام 1964م  وجدت فرصة كبيرة للظهور أتاحتها  إدارته  بمشاركتي في برنامج السهرة الفنية التلفزيونية    (جنة الألحان) من تقديم  الإعلامي القدير عبدالحميد سلام  ، مستضيفا مساء كل خميس فنانين عرفتهم  عدن،و  سجلت عدداً من الأغاني بالأبيض والأسود لتلفزيون "عدن " بجبل البنجسار بالتواهي ".

 

عالم التلحين

يقول جعفر عبدالوهاب :" في 1970م ، خضت أول تجربة في عالم التلحين و غنيتها  "في غيبتك "للشاعر احمد دحان ، و أجازها لحنا  الموسيقار احمد قاسم .

كما لحنت و غنيت من كلمات الشاعر عبدالله عبدالكريم (  في غبتك ، الغائب ، لما التقي بك ، بعد الحبيب ، أحلى عذاب ) ،و للشاعر اسكندر عبده قاسم ( المستحيل ، لأجل المليح   و الحب الأكيد) ، و لاحمد محمد ناجي مجالس الشعب  و بعد هجرانك ، بينما اغنية  يمن الصمود  من كلماتي والحاني.

كما اعتز  بحصولي  على تصنيف ملحن درجة ممتازة من قبل لجنة مكونة من الفنانين احمد قاسم ، اسكندر ثابت و محمد سعد عبدالله ، و و وصولي  لقلب الجمهور كفنان كبير ".

 

أعمال مشتركة  مع أهل المغنى

ويلخص جعفر عبدالوهاب علاقته مع أهل المغنى والشعر  في ذلك الزمن الجميل من نشاط الفن في عدن قائلا :" لا تمحوها مرور  السنين العلاقة الفنية و الود التي ربطتني بهم   و عاصرت  فنانين كبار "احمد قاسم ،سالم بامدهف محمد سعد عبدالله ،محمد مرشد ناجي ، أبوبكر سالم بلفقية و كنت الأصغر سنا بين هؤلاء العمالقة ،  ومن الحان يوسف احمد سالم غنيت ثلاث أغنيات إيش زعلك و فرحة العيد كلمات عبدالله عبدالكريم ، اللي أنا أهواك لحسين عبد الباري ، و سلام على رمضان  و من ليا غيرك من  الحان حسن فقيه  ،  مجالس الشعب  و بعد هجرانه الطويل  للشاعر احمد محمد ناجي.

كما غنيت ايضا من   أشعار ( يوسف مهيوب سلطان ، محسن علي بريك ، محمد سيف كبشي ، عبدالكريم  مرتق ، محمد قاسم  و آخرين ).

أسسنا  أنا  و زملائي الفنانين ( فضل كريدي ،علي حسن دعبش و شكيب جمن "  الفرقة الفنية التابعة لنقابة عمال الجمهورية في اليمن الديمقراطية و التي أحيت  العديد من المناسبات الوطنية في مسارح عدن وخارجها "  .

كما شاركت في    عدة لقاءات وبرامج إذاعية و تلفزيونية (نجم على الهواء ، في ضيافة فنان ، ينابيع العطاء ، رحلة مع فنان ،جنة الألحان  و برنامج شاعر وفنان كان يقدمه الإعلامي  علوي السقاف ، والشئ الذي يحز في نفسي كثيرا مجهودي و جزء من ارثي الغنائي لأثنى عشر أغنية بفلم الأبيض والأسود أتلفت من أرشيف التلفزيون بعدن  ".

 

موقف محرج

 يتذكر الفنان جعفر عبدالوهاب و مع  ضحكة من القلب   الموقف المحرج الذي حدث له في حفلة على مسرح الشعب الاتحادي  و من صنع يديه قالا :" بعد فتح ستارة المسرح   عزفت الفرقة قطعة موسيقية ، وبعدها مبرمج فقرة  الفنان يوسف احمد سالم ، ولكن لظروف خاصة لوضع زوجتي الحامل طلبت من مقدم الحفل الإعلامي  محمد رشيد  تقديم فقرتي و أدعيت باتفاقي  على ذلك   مع يوسف  " كذبة بيضاء "  ، وبينما أقدم أغنيتي الجديدة للشاعر مصطفى خضر " شو عمل بك قلبي " أفاجأ بيوسف يحمل الحجارة ويصرخ أسفل  المسرح :"أنا لم اسمح له  بتقديم فقرته قبلي ؟ "، كنت اضحك ولخبطت  بكلمات الأغنية و أضفت أخرى   لحظتها هدأه عبدالقادر الخضر   ، حيث  وضع زوجتي الحامل أرغمني على اتخاذ حيلة و  طلبت من احد الزملاء إغلاق  باب الحمام  عليه ، و قدر  يوسف موقفي ولم تؤثر تلك الحادثة على علاقتنا الطيبة.

 مسك الختام

 كلمات أقولها:"  و أنا في بيت صديق عظيم وعزيز   الأخ محمد عبدالله ناجي ( أبا إيهاب ) ، كان مديري في دائرة الحسابات في الهيئة العامة للقوى الكهربائية ( بار هاوس) بحجيف ،و  عملت تحت إدارته في قسم العدادات ،  ويسعدني أن أزوره و سجلت  هذا اللقاء  في منزله الكريم  فأنت   أخت إنسان غالي جمال الخطيب يرحمه الله كان من اقرب  الأصدقاء إلى قلبي ، وأشكرك لحرصك لإجرائك اللقاء معي في ذكرى  ميلادي التاسعة و الستين     ، وممنون  كثيرا   باهتمامك بالفن والفنانين و الشكر موصول لناشر صحيفة (الطريق)  الأستاذ أيمن محمد ناصر ، وهذه لفتة كريمة منكم و للأسف إعلامنا مقصر كثيرا نحو الفنانين الكبار، وما يؤكد ذلك أنا منتظر  أكثر من سنتين موافقة  وزارة الإعلام لتجيز  تسجيلي لتلفزيون عدن أربعة عشر أغنية جديدة لحنتها خلال ست سنوات من كلمات الشاعر عبدالله عبدالكريم ، وطال الانتظار تحت مبرر لا يوجد   اعتماد مالي لذلك من صنعاء .

 

وأخيرا أقول : أنا تحملت الكثير لحبي للفن  و واجهت المصاعب من أعداء النجاح الله يسامحهم  هم من أساءوا  لي كثيرا في حياتي الفنية و أنا لم أسئ إلى احد و الحمد لله ، لان الفنان يجب أن يتحلى بالأخلاق العالية وثقافة الحديث و صون الصداقة ، و  يعيش بروح الإنسانية.

ومشواري الفني اعتز به و بمن جمعني بهم وعرفني لهم ومازلت احتفظ بصداقات طيبة مع البعض ، والفنان متى

احترم فنه من خلاله  عكس احترامه لزملائه وجمهوره  هذا هو النجاح الحقيقي لأي فنان من وجهة نظري ".

*ينشر بالتزامن مع صحيفة "الطريق"