آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-06:58م

العالم من حولنا


ماكرون يضمن غالبية برلمانية قوية ويركز على بدء الاصلاحات

الإثنين - 19 يونيو 2017 - 04:41 م بتوقيت عدن

ماكرون يضمن غالبية برلمانية قوية ويركز على بدء الاصلاحات

((عدن الغد)) وكالات

باريس: بات بإمكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون البدء بورشة الإصلاحات التي يأمل في إدخالها في فرنسا وأوروبا ايضا بعد أن ضمن غالبية صريحة في الجمعية الوطنية بنتيجة الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد.

وكسب ماكرون رهانه بالتغيير مع نهاية عهد الثنائية بين اليسار واليمني وبروز الكتلة الوسطية وانتخاب عدد قياسي من النساء ومن النواب الجديد (424 من أصل 577). أما أولوياته على الصعيد الداخلي فهي فرض قواعد أخلاقية في الحياة السياسية وإصلاح قانون العمل وتعزيز ترسانة مكافحة الإرهاب.

ومن المفترض أن يتقدم رئيس الوزراء ادوار فيليب سريعا باستقالة حكومته، وهي إجراءات معتادة بعد الاقتراع التشريعي الذي شكل تكريسا للصعود الخاطف للرئيس الشاب.

وقال المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير أن رئيس الحكومة المنتمي إلى الجناح المعتدل من حزب "الجمهوريون" اليميني سيستعيد منصبه بعد "تعديل تقني" محدود للحكومة.

وأكتسح حزب الرئيس "الجمهورية إلى الأمام" وحليفه "الحركة الديمقراطية" المنافسين مع 350 مقعدا من أصل 577، من بينها 308 مقاعد لحزب الرئيس وحده.

أما الحزب الاشتراكي فلم يعد يملك سوى 29 مقعدا في مقابل 284 في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها. وتمكن "الجمهوريون" من الاحتفاظ ب113 مقعدا (131 مع حلفائهم الوسطيين). ورغم خيبة أمله إلا أن حزب اليمين المتطرف كسب ثمانية مقاعد (في مقابل 2 في البرلمان السابق) احدها لزعيمته مارين لوبن.

تقول الصحف أن هذه الغالبية ليس معناها أن الناخبين منحوا الرئيس تفويضا على بياض لإجراء إصلاحاته، فنسبة الامتناع القياسية (57% في الدورة الثانية و51,3%) في الدورة الأولى تشكل رفضا إلى حد ما لمنح السلطة التنفيذية سلطة مطلقة.

واقر كاستانير "لقد حصل على غالبية واضحة لكن الفرنسيين في الوقت نفسه رفضوا توقيع شيك على بياض".

وقال زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الذي فاز في مرسيليا (جنوب) والذي حصل حزبه "فرنسا المتمردة" الذي تأسس قبل عام على 17 مقعدا" أن "الشعب دخل في إضراب مدني عام".

فقد أدت الانتخابات التشريعية إلى تكريس الأحزاب الشابة والوافدين الجدد الى الحياة السياسية: 91% من النواب الجدد لحزب الجمهورية إلى الإمام و100% من نواب فرنسا المتمردة لم يسبق انتخابهم أبدا في مجلس النواب.

جدول أعمال أوروبي

نجح 140 نائبا فقط من أصل 345 في إعادة انتخابهم في مناصبهم. وشدد فيليب مساء الأحد "قبل عام فقط، لم يكن أحد ليتخيل مثل هذا التجديد السياسي".

وحللت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية أن "الامتناع القياسي وحده يلقي بظلاله على فوز لم يكن أي معلق يتوقعه في مطلع الحملة".

أما صحيفة "لو فيغارو" القريبة من أوساط اليمين فعلقت بان "ثورة إلى الإمام اجتاحت فرنسا كالتسونامي بشكل سريع". وعليه، بات الرئيس يتمتع بهامش تحرك كبير لإطلاق إصلاحات دقيقة تعهد بها خلال حملته الانتخابية.

وبات موقع ماكرون معززا على المستوى الأوروبي وذلك عشية اجتماع للمجلس الأوروبي وانطلاق محادثات بريكست.

ومن المقرر أن يشارك ماكرون في اجتماع المجلس يومي 22 و23 يونيو للتباحث في مسائل أساسية مثل الهجرة والأمن والدفاع. وكان التقى في الأيام الأخيرة عدة قادة أوروبيين للتباحث في إعطاء دفع للاتحاد الذي يفقد من شعبيته إزاء صعود الأحزاب القومية واليمينية.

وسارعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي ستخوض قريبا استحقاقا انتخابيا، إلى تهنئة ماكرون على "الغالبية النيابية الواضحة"، بحسب المتحدث باسمها.

أما وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال فقد اعتبر أن الطريق باتت "سالكة أمام الإصلاحات".

وبدأ النواب الجدد بالتوافد منذ صباح الاثنين إلى مقر البرلمان ومن بينهم 223 امرأة في ما يشكل عددا قياسيا.