آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

اليمن في الصحافة


الكوليرا.. آخر أسلحة الانقلابيين

الخميس - 18 مايو 2017 - 06:48 م بتوقيت عدن

الكوليرا.. آخر أسلحة الانقلابيين

(عدن الغد) الخليج


تحصد جائحة الكوليرا أرواح عشرات اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، فيما هي منشغلة بالبحث عن كيفية استغلالها لخدمة مشروعها المتهالك وإنقاذ نفسها من لحظات السقوط الأخير مع تضييق الخناق عليهم عسكرياً وسياسياً، بالمتاجرة بمعاناة وآلام الأبرياء.
تفش غير مسبوق للوباء تجاوزت حالات الاشتباه بالإصابة حتى الآن 11 ألف حالة، بينما الميليشيا الانقلابية تمنع المستشفيات من استقبال المرضى وتخصيصها لجرحاها في الجبهات، وطلاء جدران وشوارع العاصمة بكتابة عبارات، بأن الكوليرا هدية أمريكية من ترامب قبل زيارة السعودية، أو أنها ناجمة عن حرب بيولوجية غير مرئية إلا لقادتها، في حين أنهم لو نظروا أسفل أقدامهم سيشاهدون تكدس القمامة لأسابيع وروائحها الكريهة تفوح إلى مسافات بسبب عدم دفعهم لمرتبات عمال النظافة.
وبمنطق الاستخفاف وسطوة الخرافة ووهم المؤامرة الكونية على مشروعهم، تحاول ميليشيا الحوثي استغلال انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة ضمن حربها الخاسرة لكسب أي تعاطف دولي، غير آبهة بأعداد الضحايا اليمنيين الذين تعتبرهم مجرد أرقام غير مهمة و«قرابين» في سبيل مشروعها الطائفي والمذهبي المتخفي وراء أقنعة إيرانية مكشوفة.
مصادر محلية وأخرى طبية في صنعاء تؤكد أن المدينة تعيش كارثة حقيقية تتمثل في ثلاثي الموت «وباء الكوليرا والجوع وانتهاكات الميليشيا الانقلابية»، في ظل تعمدها المعلن بعدم تقديم العون والمساعدة لإنقاذهم من تلك الكوارث وعدم السماح لعدد من المنظمات المحلية والدولية المعنية للعمل على انتشال سكان المدينة منها، فيما أرجعت مصادر طبية الانتشار الكبير لوباء الكوليرا إلى الإبقاء على القمامة في شوارع المدينة في ظل دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة وهطول الأمطار والتي تساعد في انتشار الأمراض الناتجة عن تلك المخلفات، ووضع العراقيل أمام المساعدات الإنسانية والطبية وعمل المنظمات الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وسبق تكدس «القمامة» كارثة اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب في أحياء جنوب العاصمة صنعاء في فبراير شباط من العام الجاري، ما أدى إلى إصابة عدد من سكان أحياء «البليلي وبيت معياد والصافية» بالأمراض ومنها الإسهال الحاد، إلى جانب نقل مياه ملوثة عبر ما يسمى ب «الوايتات» لمعظم سكان المدينة غير الصالحة للاستخدام الآدمي والتي تساعد في انتشار «الكوليرا» لأنها تنقل من مصادر مياه قريبة من مياه الصرف الصحي أو تختلط معها وفقاً لما ذكره عدد من سكان صنعاء، الذين أكدوا تحول لون تلك المياه في خزاناتهم إلى اللون الأصفر مع وجود ديدان «سوداء» صغيرة فيها. ووفق إحصائيات لمنظمات دولية، حول انتشار وباء الكوليرا في اليمن فإن البلاد تعيش وضعاً كارثياً خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين والتي تسجل فيها حالة إصابة كل عشر دقائق، إلى جانب تسجيل 8595 حالة اشتباه بالإصابة و209 حالات إصابة مؤكدة إلى جانب وفاة ما يقارب 188 حالة.