آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-10:17م

حوارات


الفنان سالم عبدالقوي لـ "عدن الغد" أنا مهووس بحب الوطن والجنوب هو القضية عندي

الخميس - 11 مايو 2017 - 03:02 م بتوقيت عدن

الفنان سالم عبدالقوي لـ "عدن الغد" أنا مهووس بحب الوطن والجنوب هو القضية عندي

(عدن الغد) خاص :

حوار: ماهر عبدالحكيم الحالمي

 

من العشق بدأت الرحلة،وبالعشق والتفاني سقي مشاتله الفنية،لتزهر تشكيلاً،وموسيقى،وشعراً، ومسرحاً،وفكراً،رحلة أعترتها الكثير من الصعوبات والإكراهات والخيبات والكثير من الحبور والأنتشاء بكسب رهان المغامرة،رحلة قادها بكل تفان،الأستاذ "سالم عبدالقوي الأحمدي"شاعر ومغني،ومدرس في كلية التربية الضالع،هو من أبناء محافظة الضالع الجنوبية ومن أسرة الأمراء أمارة الضالع الحاكمة سابقاً،تربطه علاقة قوية وأخويه مع ا(لأمير "عبدالهادي بن علي شايف" الأخ  الصغير للأمير "شعفل بن علي شايف").

شاعر وفنان تجاذبته أسفار أخرى عديدة،سياسية وثقافية،وفنية،وشخصية،أثمر عديد الخبرات والتجارب،والأفكار،وأمتدت في عدد من البلدان العربية،البداية كانت في مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية عام(٢٠٠٥)ثم في المسقط عاصمة الثقافة العربية عام(٢٠٠٦)لهُ مشاركات خاصة في البحرين والسعودية والأردن،وبعض الحفلات في مختلف البلدان العربية،حاصل على درع صنعاء عاصمة الثقافة العربية في عام(٢٠٠٤)، ورئس منتدى الثقافي لمحافظة الضالع،وعندما رأى الشعراء والأدباء والفنانين الجنوبيين قد طالهم الظلم والأقصاء وتهميش بحقوقهم المادية والفكرية وغيرها دعا إلى تكوين اتحادوالفنانين الجنوبيين عام(٢٠١١).

 

إنها قدرته الفائقة على تكنيك الحكي الروحي العميق وتيماته  الإنسانية البسيطة دون ضحالة،هي جعلت منه ذاكرة مشعة وثرية،يبدو من الصعب أختراقها،او لملمة خيوطها كلها في هذا الحوار المفتوح والصادق معة،فهو الفنان،والمثقف،والمعلم،ومهما تسامت ومهما تُوجت، فهي تنصهر فيما بينها،لتقدم لنا صورة ذلك الإنسان الحكيم العاشق للفن والفكر،والمخلص لوطنه ولمدينتة،والحارس الأمين لكل قيم الحوار والتفاعل والتلاقح بين أطياف المجتمع،ولقد أجرت صحيفة"عدن الغد"هذا الحوار أثناء زيارتها لمدينة الضالع.

فيما يلي نص الحوار

 

*ماذا عن بداية تعاطيك مع المجال الشعري والغناء؟

 أولاً أرحب بك وبصحيفة "عدن الغد" التي أصبحت عريقة وقد شقت طريقها بمهارة عالية..وهي محل إعجابي وأحترامي لهل ولكل العاملين فيها..أنتم والصحيفة لكم الشكر والثناء... أما بنسبة لسؤالك  قد تماهتت بي الأحاسيس نحو المغامرة والحلم لصنع المختلف والمتفرد والأفضل لموهبتي،والسعي لانتشالها من قوقعة الصمت والنسيان،من العشق بدأت الرحلة،وبالعشق والتفاني سقيت مشاتلها الفنية،لتزهر تشكيلاً وموسيقى،وشعراً ومسرحاً وفكراً،رحلة أعترتها الكثير من الصعوبات والإكراهات والخيبات.

 

*ما أهم خطوة أثرت على مسيرتك الشعرية والغنائية؟

لقد كانت هذه الرحله هي الشيء التي أستطعت من خلالها أن أنفذ إلى أسرار الكون وعندئذ أدركت أنه لا توجد أسرار،فالحياة معجزة كانت وستظل غامضة تفصح عن نفسها فقط عندما تواجه الآخرين،لقد تغير شكل بحثي الروحي كثيراً بعد هذه الرحلة،وبدلاً من البحث عن إجابات عرفت أن الحياة إجابة في حد ذاتها،لذا فقد توقفت عن التساؤل بعد أن كنت في بداية حياتي دائم الرغبة في الحصول على إجابات لكل شيء،والنتيجة أنني وقفت وقلت لا أعرف،فالشيء الوحيد الذي يفصح عن نفسه في حياتي هو((اللّٰه سبحانه وتعالى.

 

*يا شاعرنا أنت تكتب الشعر العربي والأنجليزي...فما الفرق بينهما؟وما العلاقة بينهما؟

الفرق هي اللغة فقط،فالخصائص الأديبة للقصيدة،الوزن والقافية والموسوقية والبلاغة موجودة في الأدب والشعر الأنجليزي كماهي موجودة في اللغة العربية،والعلاقة هي بأن الشعر في جوهرة لايسمى الصورة.

 

*من هو أول مستمع لقصائدك؟

أنسان سعى لهدم كل الحواجز بيني وبينة..يصغى إلي ويفرق بين الجميل وموضع الجمال في القصيدة،ويجرؤ لتحديد المعقول واللامعقول في الشكل والمضمون،ويحاورني بصدق..ولايبدي شيئاً من الخوف والحزن عندما تختل مقاييس الأتفاق والرأي بيننا.

 

*هل تحب فن الألقاء؟وكيف تصف القاءك؟

أنتبه بكل الحواس لغيري،ولا أجيد وصف شيء للأخر لهُ فيه حق أكثر مني.

 

*هل يسمعك الآخرون؟هل يقرأون شعرك؟

عندما أقرأ قصائدي يعم الصمت،وفي بعض الاحيان يراسلني آخرون،ودائماً نجد أن لغة الشعر مقبولة ومحبوبة عند الجميع.

 

*حسناً نريد أن نعرف كيف تكتب الشعر؟وماهي اللحظة الشعرية التي تكتب فيها الشعر؟

لا أذكر أي مكان او زمان فية تهيأت لكتابة القصيدة،فهي تأتي دون موعد،وحين مجيئها لاشي يسعفني سوى القرطاس والقلم.

 

*هل تكتب الشعر نهاراً أم ليلاً؟وهل تحتفظ بكل ما تكتب؟

فترات الليل حظيت بمعظم ماكتبت ومنذُ زمن ليس بالبعيد قررت الاحتافظ بكل ما أكتب.

 

*ماهو الفرق بين كتابة الشعر قبل الزواج وبعد الزواج؟وما رأي زوجتك فيما تكتب من الشعر وبتحديد شعر الحب والغرام؟

تجربتي الخاصة لم تتأثر قط،رغم الانشغال بهموم الاسرة،فهناك متسع من الوقت لكل شي،والقصيدة عندي لا تتعجل المجيئ،وعند مجيئها تحتوي الوطن وغير الوطن،والمرأة التي تحترم الأشياء الصغيرة في زوجها تكون هي الأولى ولأخرى جديرة بقدر الأحترام.

 

*يقولون على الشاعر أن يكون مهووساً على كل الايقاعات فرح ..حزن..وفاء..خيانه..الخ فماذا أنت تقول؟

أنا مهووس بحب الوطن والمواجع والبكاء لأن الفرح عندي لا يتزامن مع الفجيعة والعواء والظلم والمعاناة في هذا الزمن.

 

*هل تكتب الشعر السياسي أم الوطني او كلاهما؟

أكتفي بالكتابة عن الوطن والثورة.

 

*ماذا أضاف لك وطنك الجنوبي لأشعارك؟

الجنوب الوطن هو القضية عندي،تشرقت بحق الانتماء إليه،ورؤيته تجلت بوضوح في أعمالي لقرب المسافة بيننا.

 

*ماهو موقفك من النقد لأشعارك سواءً كان إيجابياً او سلبياً؟

وجود الناقد الملم بأصول النقد الموضوعي هو النصف الأخر المكمل لأي عمل إبداعي،فنحن أحوج إليه لأن وجوده هو الذي يبين لنا الخط الرفيع الفاصل بين النهضة والانحطاط.

 

*نعرف عن الشعر الغنائي..على مايبدو لون الشعر قائمٌ بشروط وقواعد معينة وجنس أدبي ولون فني تمكن من فرض ذاته على الساحة الثقافية،تراكم عبر الأزمنة وأنتقل من جيل إلى جيل...هو لون ليس بديلاً عن الشعر الفصيح..وهو لبس موغلاً في التعقيد مما يمكن المتلقى أيا كانت ثقافتة وحتى لهجتة من التقاط معانيه بوضوح..وما الأغاني التي غرد بها إلا الشعر الغنائي فماذا أنت تقول في ذلك..؟

الشعر عموماً هو ما استساغة الأذن من الكلام المموسق..بمعنى قافية او وزن موسيقي..وقد لايكون الوزن متوافق حرفياً لكنه موسيقياً متجانسٌ فتشعر فية بالترنميمة..يشد العاطفة ويحرك الإحساس فهو ليس كالشعر الشعبي او كغيرة متوافقٌ فقط بالقافية وإنما أيضاً بالموسيقي.. فهو ببساطة السهل الممتنع..يشعر المتلقى بأنه سهل بسيطٌ ويحرك المشاعر ولأغنية تقوم أساساً على ثلاث،شعر ولحن وأداء، وعندما تكون الكلمة جيدة فبالتأكيد سيكون سيكون اللحن جيد كذلك،وهنا يكمن السر لأن الملحن ينفعل ويتفاعل مع الكلمة موسيقياً وفكرياً.

 

*مادام هذا اللون مقنن بهذه الطريقة فلابد من وجود شروط معينة لتعاطي هذه النمط؟

 

الشرط الأول دائماً لتعاطي الفن والأدب عموماً هو الموهبة بدونها لا يكون الشاعر شاعراً ولا الفنان فناناً ولا الأديب أديباً،فالموهبة شرط أساسي أول للحقل الأدبي والفني،بعد ذلك يأتي دور تنمية الموهبة ودعمها بالدراسة،فلكي تقنع الآخرين بكلامك عليك أولاً أن تقنع نفسك بما تكتب من شعر.

 

*علاقة المتلقي بهذا النمط من الشعر،كيف تراها؟وهل يتفاعل مع هذا للون كونه قريباً من الشعر الشعبي أم أن ما ينطبق على الأدب عموماً ماينطبق كذلك على الشعر الغنائي؟

 

هذا يتوافق على أستعداد  المتلقى،ثم إن الطريقة قول الشعر أثرٌ كذلك،فقد يكون الشعر جيداً لكن طريقة إلقائه غير متوافقة مع جودتة مما يضعف من عملية التفاعل بين شعره وبين المتلقى،وقد يكون بجانبة شاعرٌ أقل منه في قوة العبارة لكن طريقته في إلقاء الشعر جيدة فيتفوق علية،وهذه حصلت كثيراً خصوصاً في المهرجانات،فالأذن اللاقطة للشعر تختلف،فالأمر برمته يتوقف على عددً من الأمور منها الإلقاء ومنها مستوى المتلقى ومستوى ثقافته ونوع المادة او الشعر الذي تقدمه لهُ،وأنا شخصياً غير متفائل لأن الشعر الغنائي غير بخير،وهو غير صاعد بسبب عدم ظهور الشباب المتميزين بسبب الأهمال وظلم الذي  طال الفنانين،فمن العيب والعار على الحكومة عندما يكون فنان يخدم وطنه طيل حياته، وعندما يكون عاجز وطريح الفراش مريض لا يتم علاجه،فنجد غالبية الفنانين في وطنا ودائماً يعملوا مناشدة لهُ عبر الوسائل الإعلامية ليتم التبرع لهُ من فاعلين الخير حق العلاج.

 

*من خلال حديثك خصيت الشباب بالذات لماذا؟

لأن الحيوية في هذه الشريحة،بغض النظر عن الشعر.

 

*هل نفهم من كلامك ان الشعر الغنائي أسهل من غيره؟

ليس كذلك،فالشعر الغنائي كما سبق وقلت يسمى بالسهل الممتنع،فهو سهل بالنسبة للمتلقى،او هكذا يخيل إلية لكنه بالنسبة للشاعر صعب جداً.

 

*نلاحظ قلة محترفي هذا النمط من الشعر والبتالي قلة الدواوين في هذا المجال، إلى من تعيد السبب في ذلك؟

السبب يعود إلى الحكومة وبتحديد وزارة الثقافة ووزارة الإعلام ،فغالب الشعراء والفنانين والأدباء من فئة الفقراء،وبالتالي لايمكن لشاعر ان يتحمل نفقات طباعة ديوان إلا ماندر،والشعر أصلاً  لا يمكن أن يأتي من بال مرتاح،بل بالتعب والنكد والشقاء في الحياة والتي بدورها تولد الشاعر،فالشعر  وليد المعاناة.

 

*هل يمكن للشعر الغنائي أختلاس بصيص من ظلمة اليأس والفرحة من المعاناة؟

 

أن لم يكن كذلك فهو ليس بشعر

*بحجم خبرتك الكبيرة بالفن ماهو الفرق بين المطربين الجدد والمطربين القدمى؟

 

لكل جيل أبداع،وحيثما وجد المبدع تولد الدهشة،وبين الدهشتين تضيف المساحة وتصعب المقارنة.

 

*هل تعتقد أن الموهبة كافية وحدها لتحقيق النجاح أم أن مهنة الفنان متطلبات ومهارات أخرى بخلاف الموهبة؟

أن الشاعر والكاتب والفنان يحتاج إلى الانضباط الذاتي في الوقت نفسه الذي يحتاج فيه للإلهام،يحتاج إلى الصرامة والشدة بقدر أحتياجة للرحمة إنهُ يحتاج إلى الأرض والسماء معاً.

 

*نجد كثيراً من الشعراء يتحدثون عن الأنثى فماهي أهميته الشعراء في حياتهم الشخصية والمهنية؟

كلنا في حاجة إلى الأنثى داخلنا،فهذا الجانب يمثل فينا الانضباط الذاتي والموضوعية،لذا فعندما نكتب الشعر ونغني أعود لأنفتح على الجانب الأنثوي،فداخلي فروح العالم أنثى والكلمات امرأة،وهي فاكهة الشعر.

 

*هل هناك ثمة علاقة بين الشعر والصحافة؟

علاقة متكاملة فإحداهما مكمل للأخر.

 

*هل الإعلام الجنوبي خدم قضية الشعراء ولأدباء والفنانين؟

أولاً الإعلاميين الجنوبيين يعانوا مثل مانحن نعاني من أقصاء وتهميش،ولكن بقدر إمكانياتهم خدموا قضية الشعراء والأدباء والفنانين.

 

*قلت إن الحياة لغز وعلينا أن ننتبة ونهتم للآخرين حتى نستطيع الكشف عن بعضة ألايمكن أن يشكل ذلك تعارضاً مع بعض طقوس الصرامه والعزلة،التي تحتاج إليها مهنتك كشاعر وفنان؟

لا لا لا ذلك خطأ بالغ،ليس هناك تعارض على الإطلاق فهؤلاء الآخرون هم سندي،هم من يقفون إلى جواري ومن غير الجائز أن أنعزل على قمة جبل،محاطاً بأشعاري وفني لكي أستطيع أن أبدع،فأنا أحب أن أخالط البشر العادين البسطاء في المغاهي والشوارع،لأنهم دائماً بجواري يعلموني.

 

*الآن بعد كل هذه النجاحات ولإخفاقات،هل أنت سعيد؟

لا لستُ سعيداً،ولم أكن سعيداً في يوم من الأيام،فأنت لا تصبح سعيداً إلا في نهاية الرحلة،لكني دائماً قلق على حياة الشعراء الفنانين والأدباء وفي كل لحظةوأقاتل من أجلهم ومن أجل وطني،تستطيع أن تقول إنني مبتهج ولكني لستُ سعيداً.