آخر تحديث :الجمعة-24 مايو 2024-06:17م

أخبار وتقارير


ترجمة خاصة : الدول الثرية في العالم تعمل على إفشال اليمن

الأربعاء - 03 مايو 2017 - 08:33 ص بتوقيت عدن

ترجمة خاصة : الدول الثرية في العالم تعمل على إفشال اليمن

من موقع كومون دريم الكندي( مركز صحفي مستقل مفتوح لألاف الكتاب من العالم ويعمل على التغيير) بقلم: قي

يجري ولد صغير خلف إطار سيارة بين مباني دمرتها ضربات الطائرات في مدينة صعدة القديمة في اليمن. وحتى أغسطس 2015، كانت هذه المنطقة موطنا لأقدم سوق في صعدة يضم الألاف من بائعي الخضر والبهارات والانسجة في المحالات والبسطات. 

وقال أمين عام الأمم المتحدة أنتونيو جيوترز أن المانحين الدوليين قد تعهدوا بتقديم مليار ومائة مليون دولار كمساعدات لليمن. وبعيدا عن العمل الإنساني، فإن هذه التعهدات تشدد فقط على مسئولية الدول العظمى التي شاركت في الأزمة أنها كلها قد شاركت في تدمير البلد. ومن التناقض أن نجد بين الدول التي ساهمت في تقديم دعما لليمن دول شاركت في خراب اليمن.

  وحسب اليونسيف، يموت طفل على الأقل كل 10 دقائق بسبب الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي وهي الأمراض التي تعد أهم الأسباب شيوعا للوفاة بين الأطفال. ونتيجة للحرب الدائرة في اليمن، فإن 462 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حادة وأن ما يقرب من 2.2 مليون طفل بحاجة إلى رعاية طارئة.

وتعد سوء التغذية، والتي تتزايد نسبها يوما بعد يوم، سببا رئيسا لموت الأطفال تحت الخامسة. وأن الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية لديهم أوزان خفيفة جدا لا تتناسب مع أطوالهم ومن ثم يصبحون ضعفاء وبهياكل عظمية دون لحم. ويؤدي سوء التغذية المزمن إلى تقزم الأطفال مما له عواقب حادة على الصحة الجسدية والعقلية.

وقال ميرتكسل رلانو، ممثل اليونسيف في ديسمبر الماضي:" لم تكن صحة الأطفال في أفقر دولة في الشرق الأوسط كارثية مثل اليوم قط." ووصفت أطباء بلا حدود ، وهي إحدى المنظمات الخيرية الطبية التي تعمل في اليمن الوضع أنه" في تحدي خطير" وضمنا للمنظمة، تتعرض المستشفيات للقصف المستمر والضربات الجوية وتبادل إطلاق النار.

ونتيجة لهذه الحرب، قتل أكثر من 10 الف شخص وشرد الملايين من منازلهم. وعلاوة على القتل والجرح- والذين بينهم العديد من الأطفال- دمر الصراع النظام الصحي الهش سلفا وترك تحت الانهيار. وأن ما يقارب من 15 مليون شخص لا يحصلون على خدمات طبية في اليمن، بما في ذلك 8.8 مليون يعيشون في أماكن تفتقر إلى الخدمات الأساسية. وهناك افتقار للمؤن الطبية، حيث تشكل المنشآت الطبية العاملة 45% فقط من المنشآت الطبية.

ويقدر الذين فقدوا مصدر قوتهم أو يعيشون في مجتمعات مضيفة والتي تعاني من عجز في الخدمات بحوالي 8 مليون يمني . وتطالب مجتمعات في 15 محافظة يمنية مساعدات لنزع الألغام ومتفجرات أخرى من أراضيها. وكذلك فإن باقي الشعب اليمني- وخصوصا الأطفال- الذين تعرضوا لمعاناة بسبب الحرب- بحاجة إلى دعم سيكولوجي واجتماعي وبرامج إرشاد.

وقد أدت الحرب إلى أثار وخيمة على تعليم الأطفال والشباب. حيث يوجد 2 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس بسبب تعرض 1600 مدرسة لاستخدامات حربية. ولا زالت العديد من المدارس محتلة من قبل الجماعات المسلحة او استخدمت لإيواء النازحين.

وحسب تقديرات البنك الدولي، تضاعفت معدلات الفقر إلى 62 % منذ بداية الصراع. و لم تدفع رواتب موظفي القطاع العام، الذي يمثل 30 % من السكان، إلا بشكل متقطع.

 وظهر انطباع محبط في أن المدنيين، خصوصا الأطفال، قد أصبحوا رهانات لعبة مميتة بين الأطراف المتحاربة. وقال المدير التنفيذي لمنظمة اليونسيف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأسيوشيتد برس :" لا يوجد هناك أي دولة في العالم يعاني فيها الأطفال أكثر مما يعاني أطفال اليمن."

وتظهر التعهدات الأخيرة للمانحين الدوليين بتقديم 1.1 مليار دولار لليمن، التي مزقتها الحروب، أسئلة هامة. هل ممكن أن يتخيل أي شخص ماذا كان سيفعل هذا المبلغ للبلاد قبل الحرب؟ كم مدرسة ومستشفى وحدائق أطفال ومراكز صحية وطرق كانت ستبنى؟ وعوضا عن ذلك، فقد ترك التدخل الخارجي في شئون اليمن بلد مدمرة، هل قد اعتدنا على معاناة الآخرين لدرجة أننا لم نعد نفكر بشكل صائب؟

• الكاتب مستشار في الصحة الدولية وحائز على بضع جوائز في العمل الصحفي.