نوهت مها عوض – رئيس مؤسسة وجود للأمن الإنساني أن الحديث قبل سبعة عشر عام عن قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن المرأة والأمن والسلام كان من منطلق المعرفة، وأن الحديث اليوم عنها والتأكيد على ضرورة مشاركة النساء فيها، يرتبط بمساءلة إنقاذ بلد وحياة أهلها من ويلات حرب مستعرة، تقودها قوى لا تضع في حسبانها سوى الانتصار بأي ثمن كان، موضحةً: "وهذا لن يكون إلا ما أوجد للنساء شراكة فاعلة وحقيقية، لا تقف عند حد التمثيل؛ إنما بالتأثير لأجل صنع قرار السلام، ونحن إذ ندرك بأن السلام تصنعه النساء؛ فإنه بالوقت ذاته ندرك أنه لن يتم إلا بشراكة الرجال الذين لا يصنعون قرار الحرب – دعاة السلام".
جاء ذلك في كلمة ترحيبية في افتتاحية فعاليات الورشة التعريفية والتوجيهية التخطيطية حول تطبيق قرار المرأة والأمن والسلام رقم(1325)، تنظمها مؤسسة(وجود) للأمن الإنساني WHS، بالشراكة مع منظمة(سيفر وورلد) Safer World، ضمن مشروع(تعزيز دور النساء بالأمن والسلام)، وذلك في فندق المعلا بلازا بمديرية المعلا في العاصمة المؤقتة عدن.
وأضافت عوض: "لدينا من التجارب العملية لما ساقت إليه مفاوضات السلام من تغييب أطراف الحرب لدور النساء تماماً، بالتمثيل العادل تارةً، وفي جعلها متواجدة ضمن الوفود المشاركة بحضور رقمي في تشكيلاتها، بعيداً عن تمكينها من التأثير بالوصول إلى السلام، ولا ننسى هامش المساحة التي أُجدت للنساء في توصيل رسالتها بالسلام، خرجت خالية الوفاض مع تعنت أطراف الحرب، التي يأبون أن تستمر على حساب السلام"، مؤكدةً إن السلام يحقق مصالح الجميع، والحرب لا تجمع إلا مصالح أطرافها.
تستمر الورشة التعريفية المذكورة آنفاً على مدى أربعة أيام متواصلة، بحضور ومشاركة 40 من الصحفيين والإعلاميين وقيادات أجهزة أمنية ورؤساء منظمات مجتمع مدني محلية وممثلي منظمات دولية وعدد من موظفي وإداريّ مؤسسات ومرافق حكومية ذات العلاقة، من أربع محافظات جنوبية: عدن، لحج، أبين، والضالع، ويقوم بالتدريب فيها وتسيير مجرياتها كلاً من الناشطة الحقوقية/رضية شمشير، المحامية/عفراء حريري، وأستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة عدن دكتور/محمد مقبل.
تتمحور عناوين الورشة التعريفية حول جملة من المواضيع ذات الصلة المباشرة بعنوانها، لعل أبرزها: خلفية عامة حول مرجعيات انشاء قرارات للمرأة والأمن والسلام، القرار رقم(1325) والقرارات اللاحقة بها، تحليل تلك القرارات، مكونات القرار(1325)، خلفية عامة حول أهمية التطبيق للقرارات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، علاقة القرارات الأممية في تعميم منظور النوع الاجتماعي، دور المرأة في التخطيط والتنفيذ في البرامج الإغاثية – أنموذجاً، خلفية عامة حول اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وعلاقتها بالقرار(1325)، مناهج عمل(بيجين) وعلاقته بالقرار(1325)، العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، والمرأة ونزع السلاح، وكذا الخطوط الرئيسية لوضع خطة العمل الوطنية، وتحديد الأولويات والاجراءات.
يُذكر أن (وجود) للأمن الإنساني مؤسسة مجتمع مدني طوعية غير حكومية غير ربحية، تسعى من خلال برامجها وأنشطتها إلى الدفع بعملية التنمية وحقوق الإنسان وتوسيع الفرص للمشاركة المجتمعية، بالتحديد أمام النساء والشباب من الجنسين؛ لصنع مستقبل أفضل للأمن الإنساني.
*من عاد نعمان
